Monday 15th July,200210882العددالأثنين 5 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

لافتة لافتة
خارج النطاق
عبد الحفيظ الشمري

قبل حين ومن خلال «لافتة» كتبت عن قضية تشغل بال الكثيرين ولاسيما الجيل الذي يسهم في بناء ثقافة وأدب اليوم، سواء كانت هذه الثقافة متواضعة أو قوية..
كانت مقالتي تشير إلى فئة قليلة جداً من أولئك الذين كتبوا عبر الصحف والمجلات.. وألفوا بعض الأعمال الشعرية والقصصية لكنهم لم يلبثوا أن غادروا الساحة الثقافية وغابوا غياباً غير مأسوف عليه، وما قصدته من وراء هذه الرؤية هو ابانة حجم المعضلة التي يعاني منها جيل كامل من أدباء وكتاب هذه المرحلة، هؤلاء الذين نحسبهم بلا آباء، إذ نجدهم في مهب رياح التحول والتغير والتراجع ومن ثم الانطفاء شأنهم شأن هذا المثال الذين ذكرته سابقاً وهذا ما يؤكد بعض المقولات التي تتردد أن أدباء اليوم بلا آباء.
لم أعرِّض بأي أحد.. ولم أورد أي اسم أو عمل في سياق مقالتي.. بل تناولت المشكلة وحيثياتها مؤكداً أن أولئك الذين هجموا على المشهد الثقافي والأدبي لدينا في العقدين السابقين لم يكونوا في مستوى قوي من الجدية وتواصل العطاء مما جعل مشروعية السؤال قائمة عن حجم ثقافتهم، وصدقهم.. بل وحتى نواياهم تجاه العمل الأدبي تحديداً.. فالذي يبدو لنا أن الأمر لا يعدو كونه فسحة يلهون بها هؤلاء ولم يكن لهوهم متواصلاً على مدى العقدين الآنفين إنما جاءت قوافلهم متتابعة ثم عبرواإلى النسيان؛ فمنهم من أخذته مشاغل الحياة اليومية، ومنهم من اكتشف قصوره وغادر غير مأسوف عليه..
لكن أن يأتي شخص لا ناقة له ولا جمل ويضع نفسه تارة مع هؤلاء وتارة أخرى مع أولئك ليصنف نفسه وفق هواه ليظن المسكين أنه المستهدف معهم لينبري في الدفاع عن أسماء غابت ولن تعود إلا ان عادت الطفرة وعاد المقاولون الذين خدموا تلك المرحلة .. ثم ان أولئك المغادرين لم يأبهوا به ولا بأعماله المتواضعة، ولا حتى بمشروعية تتلمذه تحت أيديهم..
فمن به مرض تبين أعراضه على هذا النحو الواضح.. فلم يدر بخلدنا هذا الأخ بل اننا لم نحدد اسماً بعينه ولم نتأثر بكلامه.. بل اشفقنا على حاله التي يصور ذاته فيه وكأنه عظيم الشأن في الأدب والكتابة.. بكل كان يصنف نفسه من بين بعض الأسماء ويصفهم بجيل العمالقة.. انتبهوا جيداً لهذه الكلمة «عمالقة» أعيذكم من شرورها وأحقاد أهلها.. ولكم أن تتصوروا أن من به مرض أو عيوب أو نقائص سيثور معلقاً على كل نقد يمس أي قضية أدبية لأنه سيجد نفسه متوهماً أنه المعني وهو في الأصل خارج نطاق النقد وأقل من أن يؤبه به وبايضاحاته.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved