هي مشكلة أقضت مضاجع الصالحين وأرهقت أفكار العقلاء وشتت أذهان الغيورين تلكم هي مشكلة بقاء الفتيات دون زواج أو تأخر زواجهن وكذلك تأخر زواج الشباب حتى بدا يلوح في الأفق القريب شبح العنوسة وشبح الفردية.
إن هذه المشكلة تبلورت من خلال منظومة متشعبة الأطراف مختلفة الوجوه فالشباب الأكفاء المؤهلين للزواج ليسوا بالكثرة الجيدة وهذا طرف واحتجاج الفتيات وأولياء أمورهن لمواصلة الدراسة طرف ثانٍ وغلاء المهور وزيادة تكلفة الزواج طرف ثالث لكنه طرف مهم وتكمن أهميته في أنه أصبح حديث المجالس والمنتديات وخطبت منه الخطب وانبرت الأقلام للكتابة عنه في أشكال متعددة وصور مختلفة فكأن المجتمع أصبح يتبنى هذه القضية لكن من دون آلية واضحة لحلها فلا هي اختفت ولا هي حلت، وفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أدرك من خلال مكانته الإصلاحية في المجتمع أن هذه المشكلة لابد من حلها بالصورة الصحيحة المتمثلة في طرحها على المجتمع بكل وضوح وصراحة ثم تلقي الآراء والأفكار والمقترحات من أولي الأحلام والنهي ومن ثم بلورت هذه الآراء والأفكار والمقترحات بعد مداولتها والتشاور حولها ومن ثم إخراج الحل بصورة تمكنه من الظهور الصحيح والثبات على أرض الواقع.
من هذا المنطلق أقام الفرع ندوة (تكاليف الزواج مشكلات وحلول) ولعل الحملة الدعائية التي سبقتها ورصد الجوائز القيمة للأطروحات المقدمة لهذه الندوة خير دليل على الجدية في العلاج.
ولما كان ولاة الأمر في هذه البلاد حرسها الله هم أئمة الداعين إلى الخير والصلاح كان حضور صاحب السمو الملكي أمير منطقة حائل وتشريفه لهذه الندوة تاجاً يعلو الرؤوس ويشحذ الهمم ويوحد الجهود. ولابد من رفع الشكر إلى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على اهتمامه بالقضية وإنابته وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد لحضور الندوة والشكر موصول إلى فضيلة مدير عام الفرع بحائل وكل من سعى إلى خير وإصلاح. فما أجمل الاجتماع على الخير وما أحوجنا إليه، قال الله تعالى : (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، وقال الله تعالى (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس).
* المشرف على مكتب الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد في مدينة جبة | 
