Monday 15th July,200210882العددالأثنين 5 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في حوار للرئيس حسني مبارك تنشره ( الجزيرة ) بالتزامن مع صحيفة السياسة الكويتية في حوار للرئيس حسني مبارك تنشره ( الجزيرة ) بالتزامن مع صحيفة السياسة الكويتية
الأمير عبدالله صديقي وأنا من حوّل تصريحاته إلى مبادرة عربية
لن نبقى للأبد.. ولابد من إعداد أجيال مؤهلة للمستقبل
رفضت طلباً لشارون لترتيب زيارة إلى الرياض لأن تلبيتها صعبة جداً - نصحت ياسر عرفات بعدم المجيء لبيروت واتفاقي مع بوش لخلعه كذب

  * كتب أحمد الجارالله:
نوه الرئيس المصري محمد حسني مبارك بالعلاقة الشخصية التي تربطه بنائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ووصفه بالصديق وقال في حديث لرئيس تحرير السياسة الكويتية الزميل الأستاذ أحمد الجارالله تنشره «الجزيرة» بالتزامن معها: إن مصر والسعودية دولتان مهمتان تشكلان قلب العالم العربي وان قيادة الدولتين تعرفان مكانة وأهمية بلديهما، وقال مبارك إن ما يشغله هو كيف يمكن للعرب تحقيق التنمية في هذه الأجواء المضطربة وطالب بالتنمية وعدم السماح لأي ظروف بتعطيل مسيرتها ولم يخف استغرابه من استمرار العالم العربي في استيراد 90% من احتياجاته بينما لا يزيد حجم التجارة البينية العربية على 10%.
وكشف الرئيس المصري عن محاولة اغرائه بجائزة نوبل من قبل أعضاء الكونجرس الأمريكي في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة مقابل تلبيته لرغبتهم بالذهاب للقدس وسخر من الجائزة وقال انها أصبحت تعطى للجميع، وأكد حاجة العالم العربي إلى «لوبي» عربي موحد يمثل سنداً ودعماً كاملاً للسياسة العربية واعتبر ان الاستغناء عن عرفات سيكون خطأ كبيراً سيندم عليه الجميع وان طاولة المفاوضات هي الخيار الوحيد لانهاء كل المشكلات.. وحول المقاطعة النفطية التي يرى البعض ضرورة العمل بها قال الرئيس مبارك انها «كانت تنفع زمان» لكن علينا ان نضع في الاعتبار ان العالم اختلف..
وفي الشأن العراقي أكد الرئيس حسني مبارك ان ما يهمنا هو الشعب العراقي لكنه اعتبر ان فكرة ضرب العراق فكرة خاطئة.
وقد شمل الحديث الهام قضايا عربية ودولية أخرى، وحديثا حول الارهاب ووضع الاقتصاد المصري وأموراً تتعلق بالشأن الداخلي المصري ورؤيته حول انجع الحلول لمشكلات الشباب والحريات والفساد لكن الجارالله بدأ بسؤاله من الداخل المصري وتحديداً من المظاهرات الشعبية التي اندلعت في شوارع القاهرة والاسكندرية تأييداً لانتفاضة الشعب الفلسطيني وتعاطفاً مع آلامه وشهدائه وبيوته المهدمة.. هذه المظاهرة ما مدى قوة تأثيرها السياسي على سياسة الدولة وعلى مستقبل عهودها ومواثيقها؟.
- الرئيس مبارك لا يتفاجأ من الطرح، بل ولا يعتبر ان المجتمع المصري يعاني من ثنائية سياسية، سياسة الدولة وسياسة الشعب. في هذا المجال يقول: ان من تظاهروا شباب، يتسم بالبراءة والعواطف النبيلة، وما قاموا به كان تعبيراً عن الشعور العام الذي ساءه ان يتعرض أشقاؤه الفلسطينيون لتلك الأعمال الوحشية التي تخالف كل الشرائع والمواثيق.. ولم يكن في هذا وحده..فالمظاهرات لم تعم العواصم العربية وحدها.. بل امتدت إلى الكثير من العواصم العالمية تعبير عن رفض الضمير العالمي وليس المصري والعربي فقط لسياسات إسرائيل القمعية البائسة. على العموم كنت متفهماً لابعاد تلك التظاهرات حيث كانت بمثابة تعبيراً عن الشعور العام الرافض لتلك السياسات الإسرائيلية التي أدانها الرأي العام العالمي في كل مكان حتى في الولايات المتحدة.. الناس هنا عبروا عن شعورهم بالاستياء من السياسة الإسرائيلية. هذا كل ما في الأمر. وهو جيد. ولا يجوز تحميله بأكثر من هذه الأبعاد النظيفة والنقية.
* أسأل عن المتظاهرين .. هل لجأوا إلى استخدام العنف.. هل خرجوا عن الأصول القانونية في التعبير النظيف؟
- الرئيس مبارك يعطيك ابتسامة العارف، والمشفق في آن واحد ويقول: ان المتظاهرين لم يجنحوا إلى العنف، اللهم إلا في الاسكندرية حيث أقدمت قلة محدودة على تكسير بعض المحلات، واحراق عدد من سيارات اساتذة الجامعة.
كسروا محلات وجبات غذائية على ما اعتقد «كنتاكي»، .. ليه مع أن الاسم مجرد رخصة، أما المحل فمصري مائة في المائة. رأسماله مصري، العمال الذين يعملون فيه مصريون، المواد المستخدمة فيه مصرية وبالتالي المحل مش أمريكي عشان يكسروه.. ولكن اندس بينهم المحرضون. على العموم الناس قد تخطئ في البداية حتى يعوا ما يفعلون، وبعدين حيفهموا. وعبروا بعد ذلك دون تجاوز، عرفوا مصلحة بلدهم، والقضاء افرج عنهم تقديراً لمشاعرهم وحسن نواياهم الوطنية.
* ويأتيني الخاطر هنا، ألم يشعر الرئيس مبارك بالخوف من حركة في الشارع تحرج سياسته ومواقفه وقد تغريه بالمسايرة على اتخاذ مواقف انفعالية ضد إسرائيل؟.
- وبلغة المطمئن ايضاً يقول لي الرئيس: انه لم يخف شيئاً من ذلك، فالتظاهرات لم تمنعه من اجراء اتصالاته المطلوبة حول الموضوع الفلسطيني.. الاتصالات مع كل الأطراف المعنية. ويتذكر الرئيس انه في فترة سابقة أخبروني ان اسرائيل تحشد قوات على حدودنا، طلبت من وزير الدفاع التحقق من الأمر فأكد لي «مافيش حاجة إطلاقاً»، وبعدها سألت الاجهزة المختصة فقالوا لي: «مافيش»، وبعدها سألت نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق وكان هذا الأمر قد تم في عهده، فنفى وقال لي أؤمر من تشاء يركب طائرة هليكوبتر ويأتي ليتأكد بنفسه، ولو كنا قد صدقنا هذا الخبر واندفعنا وراءه، وادخلت قوات لمقابلة هذه الحشود المزعومة لانفجر الموقف برمته في المنطقة كلها بكل ما يحمله هذا من تداعيات على قضيتنا الأولى.. القضية الفلسطينية. أقصد بذلك أن المسؤولية تفرض الحكمة والتروي وتجنب الاثارة.
* تساءلت بيني وبين نفسي، تُرى هل هناك جهات «تشحن»، الجبهة الداخلية المصرية وترفع من درجة سخونتها؟.. لم أكتم السؤال طويلاً واطلقته بلا تحفظ.
- الرئيس مبارك يقول: بوجود هذه الجهات ويصفها بانها قلة محدودة للغاية، ويضيف انا لا أملك ترف الانفعال حفاظاً على الصالح الوطني والقومي.. الشعوب في النهاية تريد أن تعيش حياة كريمة.. لو ارتكب كرئيس ائتمنني الشعب قراراً خاطئاً انطلاقاً من التجاوب مع العواطف وأحياناً المزايدات فالنتائج ستكون وخيمة.. الحرب ليست لعبة أو نزهة.. الأمور لابد أن تخضع لحسابات دقيقة تضع في اعتبارها الاوضاع العالمية والإقليمية ومصالح الشعوب، وبغير ذلك نكون قد جلبنا الخراب على بلادنا، وأقول كل بلادنا.. بل والقضية الفلسطينية ذاتها. ومع أنني صاحب القرار في نهاية الأمر. فأنا لا اتخذ قراراً إلا بعد سلسلة شاقة من المشاورات والمداولات. وعلى كل حال الرأي العام المصري ازداد وعياً.. وفهماً. نحن نعيش في عصر السماوات المفتوحة.. والكل يتابع ويدرك ويعي ولا يخفى عليه أي شيء.. وأسلوبنا في معالجة أي موقف يعتمد على الشرح والتوضيح لنصل معاً بالقناعة كلها إلى القرار السليم. والرأي العام المصري اشعر بنبضه ووعيه لكل الأبعاد التي تحكم القرار.
* يبقى ما يراود النفس حول موضوع المقاطعة.. مقاطعة أمريكا، تجميد العلاقات مع إسرائيل، المبادرة بالإجراءات الانفعالية الشعبوية.
- الرئيس مبارك في هذه الناحية يقول: يقولون لك قاطع.. والسؤال أقاطع ايه.. وأقاطع مين.. لا ضرر في حوار بين الرأي والرأي الآخر، ولكن في نهاية الأمر المقاطعة عمل سلبي قد يضر بالاقتصاد القومي.. المصلحة العامة للشعب تأتي في المقام الأول.. نحن نستورد التكنولوجيا من الشمال المتقدم.. لنحقق التقدم المنشود لشعوبنا.. والمقاطعة تغلق أبواب التعاون، والتنمية تقوم على التكنولوجيا.. والمقاطعة لا تتجزأ.
* وتتطور مراودة الأفكار إلى ملامسة موضوع المقاطعة النفطية.
- الرئيس مبارك في هذه الناحية له رأي واضح وواقعي حيث يؤكد أن المقاطعة النفطية «كانت تنفع زمان».. كانت مؤثرة في وقتها. لكن علينا أن نضع في الاعتبار ان العالم اختلف والقرار في هذا الشأن للدول صاحبة المصلحة في المقام الأول دون فرض العالم المتقدم اختلف أصبحت لديه بدائل. الدول طورت نفسها في موضوع تأمين احتياجاتها من الطاقة، لو قطعت النفط سيتأثر دخل الدول المنتجة.. وتتراجع قدراتها على تطوير اقتصادها.. العالم الآن اصبح قرية صغيرة، وأهم شيء أن تسأل نفسك ما تأثير اجراءات المقاطعة على المواطن في دول البترول.. على موازناتهم.. على التزاماتهم واقتصادهم.. على لقمة العيش.. على مشروعات قائمة وجارية.. على أمنهم القومي ومصالحهم. والمبدأ الذي يحكم القرار اختلفت مقوماته. نحن في زمن السموات المفتوحة. وزمن الحريات. وعندما تريد أن تأخذ قراراً في هذا الزمن فعليك أن تفكر جيداً أين تقع مصلحة شعبك.
* تعود المراودة من جديد حول الجهات التي أرادت تسخين الجبهة الداخلية المصرية.. وهل هي جهات قوية.. وكان يحسب لها حساب؟.
- يؤكد لك الرئيس مبارك أن هذه الجهات قلة محدودة. والصوت العالي سهل.. المظاهرات في كل مكان. الموقف في مصر مختلف. واثق ثقة مطلقة في الشعب.. فالشعب بحسه العميق يدرك أبعاد المصلحة الوطنية..والحقيقة أن الأسرة المصرية وأساتذة الجامعات كان لهم دور ايجابي تفاعل مع مشاعر شبابنا من الطلاب بالشرح والايضاح والتوعية.. ليتبين الشباب البريء النقي ان تخريب أي منشآت عامة يضر بمصلحته الشخصية.. وان الاضرار بالصالح العام يؤثر حتى على فرص عمل مطلوبة وبإلحاح للشباب.
* يبقى ما يقلق البال والخاطر.. هل مصر متوعكة وكيف هو وضعها الصحي الآن؟
- يضحك الرئيس مبارك ويطلق دعاباته اللطيفة، ويقول لك لا.. «أخذنا بنسلين»، وكل حاجة عندنا موجودة، أما التوعك الاقتصادي.. ظاهرة الركود والكساد. فموجود في كل الدول.. لكن دعني أقول ان هناك قوى لا تريد لمصر خيراً وربما لا يسعدها أن يتعافى الاقتصاد المصري. وتركز مهمتها على هذه الغاية الخبيثة وتراها تسخن الرأي العام، وتشحنه، لكنها لا تدري أن الرأي العام المصري أصبح عنده الوعي الكافي ولم تعد تخدعه «المزايدة بتاعة الفضائيات»، ذات يوم وصلت أسيوط. سألني هناك أحدهم ما رأيك في كذا وكذا؟ قلت له لم أسمع شيئاً مما قلت. أجابني. لقد سمعت ذلك قبل ساعات عبر الإذاعات والفضائيات.. وكما ترى الناس تسمع وتشاهد، وتتابع كافة القضايا التي تهمها وبدرجة عالية من الوعي، والأهم ان الشعب بحسه الوطني يقدر انجازاته.. ويتطلع إلى المزيد منها.
* وفي مجال التوعك والاطمئنان. يطرأ في البال القلق على الجنيه، ومقابلته للدولار؟
- الرئيس مبارك لا يرى ما يستدعي القلق. قال لسلطاته المالية اتركوا الجنيه يتحرك.. كل العملات العالمية تصعد وتهبط، الدولار يصعد ويهبط أمام المارك الألماني، وكذلك اليورو بعد ذلك، والين الياباني.. كلها بين صعود وهبوط. قبل اليورو وصل الدولار إلى ما يساوي السبعة فرنكات فرنسية. إن طبيعة الاقتصاد العالمي طبيعة متشابكة ونحن لا نعيش بمنأى عن المتغيرات العالمية، وتحرك سعر الجنيه أمر طبيعي. المهم عندي هو ثبات الاحتياطي النقدي من العملات الصعبة الذي لا اسمح بأن تمتد إليه الأيدي.. وهو مازال عند حدود ال 14 بليون دولار، وقد حذرت ومنعت سياسة الضخ من الاحتياطي للحفاظ على سعر الدولار، وعلى العموم لا ننسى أن مصر عمرها ما كانش عندها احتياطي من العملات الصعبة لعقود طويلة.
* شهر يوليو في مصر شهر حنين، شهر انفجار نوستالجيا سياسية على شتى انواع الأيام، في هذا الشهر تكون خمسون سنة قد مرت على ثورة 23 يوليو. أو على انقلاب يوليو كما يسميها البعض.. هل مازال الاعتقاد سائداً انها كانت ضرورة تاريخية لمصر؟.
- الرئيس مبارك يتخذ هنا جانب رجل التاريخ المنصف ويؤكد ان ثورة يوليو كانت ضرورة تاريخية.. في ضوء المناخ السائد قبيل قيامها.. حيث كانت البلاد قد وصلت سياسياً واجتماعياً واقتصادياً إلى الحضيض.. وأصبح المواطن المصري غريباً في بلده.. وأعظم شاهد على نجاحها ذلك التأييد الشعبي الجارف ومنذ اللحظة الأولى لأهدافها وبرامجها. قبل قيام الثورة كنت ملازماً ثانياً بأحد الأسراب في قاعدة ألماظة.. وطلبوا منا التبرع بخمسة جنيهات من رواتبنا لشراء هدية بمناسبة عيد ميلاد الملك.. واذكر اننا رفضنا جميعاً التبرع.. الموقف كان على حافة الانفجار.. والأوضاع كانت بالغة السوء وكانت تلك مشاعرنا كشباب لهذا البلد.
* الكلام هنا يذكر بالديمقراطية وأن النظام الديمقراطي يقوم على حكم قوي وشعب واعٍ؟.
- في هذا الجانب المهم يؤكد لك الرئيس مبارك انه لا رجعة عن الديمقراطية وحرية الرأي.. وحرية الصحافة.. دولة المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية أصبحت واقعاً ملموساً.. ونعيش مناخ الانفتاح سياسياً واقتصادياً.
* من جانبي كنت اشعر انه مازال هناك تماس، اذا لم نقل تشابكا مع النظام الاشتراكي القديم، ونلاحظ ان ذلك الأمر موجود حتى ولو ساهمت الحكومة بحصة ضئيلة من اقتصاد البلد.
- الرئيس مبارك له موقف اجتماعي في هذه الناحية فهو يقول انه لن يسمح لأحد بأن يلعب بمقدرات الشعب. وان كل القرارات الاقتصادية تضع في اعتبارها البعد الاجتماعي، وسيظل للدولة دورها الخاص لحماية مصالح الطبقات محدودة الدخل، وفي ظل الاقتصاد الحر نرى دولاً كبرى لا تتخلى عن دورها الاجتماعي، ولابد من دور للدولة في بعض القطاعات وخصوصاً فيما يتعلق بالبنوك الرئيسية فنحن لا نستطيع أن نترك مدخرات الشعب في أيد اجنبية، وللعلم في فرنسا هناك بنوك حكومية، وفي ألمانيا، وفي انكلترا هناك بنوك حكومية أيضاً. كذلك فكل مرحلة لها أوضاعها ومقتضياتها.. وعندما ننتقل من مرحلة اقتصادية إلى أخرى.. نعيدالدراسة لنحدد ملامح المرحلة الجديدة.. معطياتها ومقتضياتها.
* يبقى الاقتصاد المصري، وضرورة السؤال عن اوضاعه؟
- الرئيس يرى ان اقتصاد بلاده «لديه كل مقومات الاستقرار»، انما نحن هنا نتأثر بما يدور في العالم، الأزمة الاقتصادية التي عانت منها دول الشرق الاقصى في مرحلة ما أثرت فينا.. عندما وقعت احداث 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن تأثرنا.. أيضاً السياحة تراجعت، ونسبة العبور في قناة السويس انخفضت .. كل هذه الاحداث تؤثر فينا، مصر غير مستثناة، نحن نتعامل مع العالم كله، نؤثر ونتأثر، لا نريد شعارات النمور الاقتصادية، نريد اقتصاداً قوياً وراسخاً قادراً على أن يتعامل مع المتغيرات.
* القطاع الخاص، دوره، حجم أعماله، وعلاقته بالقوانين وفرص التحفيز؟
- يؤكد الرئيس مبارك أن أغلبية مشاريع التنمية في مصر يقوم بها القطاع الخاص، ومساندة الدولة للقطاع الخاص ودعمها له ليست موضع نقاش حيث يقوم بدور مهم ونتوقع أن يأخذ دوراً أكبر في الفترة المقبلة.
* ودور الرئيس وسط هذه الورشة الانمائية؟.
- هناك اجتماعات دورية تعرض فيها كل وزارة أو قطاع البرامج والاستراتيجيات.. الهدف تحقيق أوسع حوار حول القضايا والمشروعات يشارك فيه الوزراء والخبراء.. وتطرح فيه كل الآراء، وهذا يمثل أفضل قاعدة لاتخاذ القرارات السليمة.. علاوة على المتابعة المستمرة لكافة محاور العمل الوطني وتطويرها إما بتعظيم إيجابياتها وانجازاتها وإما بمعالجة أي سلبيات تظهر عند التطبيق، مبدئي المشاركة في صنع القرار. أرفض الانفراد وأدعو كل المسؤولين والخبراء من خارج الرسميين، وأستمع وأناقش واتعرف حتى يمكن أن نصل إلى أفضل قرار.
* هناك أحاديث عن فساد إداري وأحياناً يجري تضخيمها وتصوير الفساد على شكل يتجاوزه وأكبر منه؟.
- يرى الرئيس مبارك أن البعض يضخم الحديث عن الفساد ربما من أجل ترويج بيع الصحف. في أي قضية فساد ترى الجرائد تتابع وتلاحق. ليس هناك من هو فوق القانون أو المساءلة، عندنا وزراء ومحافظون قدموا للمحاكمة وصدرت بحقهم أحكام بالسجن، والموضوع عندنا عائد للقضاء، ونحن لا نتدخل في عمله إنما في الواقع الكل عندنا يقرأ المانشيت المثير والكل بالتالي يشتري الجريدة ومثل هذا الفساد الإداري موجود في كل مكان حتى في الدول المتقدمة .. المهم أن الدولة لا تتستر على أي فساد ولا تحمي مفسداً. والجميع، بصرف النظر عن مواقعهم سواسية أمام القانون والقضاء الذي نفاخر باستقلاليته ونزاهته.
* الوضع الاقتصادي.. برغم كل شيء يتقدم وهل الرئيس مرتاح من تقدمه؟.
- يؤكد الرئيس انه ليس قلقاً من الوضع الاقتصادي .. انا آخذ الأمور بهدوء واتابع بهدوء وابحث في المواضيع واعرف كل قضية وما وراءها. أنا أقلق عندما لا يكون عندي «احتياطي نقدي»، أو بدائل للإصلاح والمعالجة، لذلك لا اسمح لاحد بالاقتراب من هذا «الاحتياطي»، والقروض أصبحت تخضع لمتابعة شخصية مني، ولا أسمح إطلاقاً بالاقتراض إلا اذا كانت الجهة الطالبة قادرة على السداد ذاتياً ولا تتحمل الدولة التسديد نيابة عنها كما كان في الماضي وأي قرض لا يجاز إلا بقانون.
المهم الدين الخارجي ثابت ونقوم بتسديد التزاماتنا من أقساط وأعباء في مواعيدها وآجالها المقررة بشهادة المنظمات الدولية. أتذكر اننا أمضينا عاماً بكامله في تحديد الديون ومعرفة حجمها. لذلك كان القرار لا اقتراض إلا بقانون. وعندما عرضوا علي مؤخراً اتفاقية قرض صغير يخص التعليم العالي قلت إياكم أن يخصص شيء من هذا القرض للصرف على المكافآت.. لابد من تحديد أوجه الصرف.. لا أريد أن أحمل الدولة ديوناً تنفق على الاستهلاك والمكافآت أو ما شابه ذلك.
* نشعر أن هموم الرئيس العربية تأخذ من وقته لمكافحة الهموم الداخلية؟.
- الرئيس يؤكد بإصرار في هذه الناحية ان الهم العربي هو هم مصري داخلي.. همومنا جميعاً أصبحت واحدة، إن تحركاتنا الخارجية الدولية والعربية هي لصالحنا جميعاً ولصالح الأمة العربية، وعلى العموم اطمئن فأنا لا ارتاح إلا عندما أعود إلى بلدي وجولاتي في الخارج من أجل قضايانا واستقرار المنطقة إلى جانب تسويق بلدنا اقتصادياً.
* في مفصل آخر من مفاصل المداولة نبوح بما تناهى إلينا بأن هناك وقفة نفس. بين الرئيس المصري وولي العهد السعودي حول المبادرة التي أبقت لمصر بعض الدور وهي تريده كله؟.
- يضحك الرئيس مبارك قائلاً بحكمة ان حقيقة الأمر عنده ان بعض الدوائر تختلق مشكلات وتروج لاختلافات بين البلدين لا وجود لها.. القضية الفلسطينية ليست حكرا على مصر بل هي قضية كل العرب، والحقيقة انه عندما اعلنت المبادرة السعودية عبر لقاء صحافي مع أحد الصحافيين الأمريكيين وعندما كنت في الولايات المتحدة سئلت في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس بوش عن المبادرة، وكانت اجاباتي هذه خطوة مهمة جداً، فالمملكة العربية السعودية تعلن هذا القول للمرة الأولى وهي انها تعرض التطبيع الكامل مقابل الانسحاب الكامل، هذا حدث كبير يجب أن تبنوا عليه وعندما وصل الخبر إلى المملكة العربية السعودية حدثني الأمير عبدالله وقال: أنت من جعلت من تصريحاتي مبادرة، شارون اتصل بي بعد ذلك وطلب مني محاولة ترتيب لقاء بينه وبين الأمير عبدالله ليفهم منه المبادرة فقلت له هذا مطلب صعب تحقيقه، لكن من جانبي سأبعث برسالة إلى الأمير عبدالله رغم أن المبادرة واضحة ولا تحتاج إلى شرح.
في زيارتي الأخيرة للولايات المتحدة حاول بعض اعضاء الكونجرس إغرائي بجائزة نوبل إذا لبيت رغبتهم وذهبت إلى القدس وان ذلك يحقق اختراقاً لجدار الازمة
من أكبر دولة، قلت لهم أفكر.. ويضحك الرئيس متهكماً جائزة نوبل أصبحت تعطى للجميع وأحياناً يقتسمها أكثر من شخص ويتعجب الرئيس من الطلب ويقول:
رفضت زيارة بلا هدف، بلا نتيجة أو رؤية.. أو حل نهائي يحفظ الحقوق.. زيارة في ظل احتلال للأراضي الفلسطينية وقتل ودماء- كيف يفكر هؤلاء؟.
* ماذا عن الزيارة الأخيرة لأمريكا والتداول الهادئ في منتجع كامب ديفيد الشهير؟.
- الرئيس مبارك يقول ان الزيارة جاءت بناء على طلب من الرئيس بوش، بعد ان كنا قد تبادلنا الكثير من الرسائل شرحت له فيها الوضع الحقيقي في المنطقة، إسرائيل استغلت المناسبة وقالت انني اتفقت مع الرئيس بوش على خلع «أبو عمار».
هذا الخبر كاذب. بل العكس هو الصحيح حيث أكدت له خطورة المساس بعرفات أو محاولة اقصائه وأهمية الاستفادة من خبرته الطويلة في المفاوضات المقبلة.. وقد تعمدت أن اتحدث بالعربية في المؤتمر الصحافي المشترك منعاً للتأويل والاختلاف في الترجمة حتى لا يساء فهم ما طرحته من آراء وأفكار على الرئيس الأمريكي عرضتها في بياني أمام الصحافة العالمية.
* هل طرح بوش فكرة لقاء الرئيس مبارك بشارون في الولايات المتحدة، وهل اشترط الرئيس مبارك حضور عرفات لإتمام اللقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي؟.
- ايضاً قال الرئيس لا، لم تطرح هذه الفكرة من قريب أو بعيد. ولكن اتذكر انني اشترطت مجيء عرفات عندما اراد شارون ان يلتقيني في القاهرة.. لانه صاحب القضية التي سنلتقي حولها خصوصاً انه لا توجد مشاكل ثنائية بين مصر وإسرائيل لمناقشتها.
وبالمناسبة يبدو أن هناك ثأراً قديماً بين شارون وعرفات منذ حصار بيروت عام 1982م.. ويؤثر ذلك على ما يبدو في تعامل كل منهما مع الآخر.
* الزعامة العربية مكانة ودوراً كيف تفسر الحال العربي الراهن؟
- الرئيس مبارك يؤكد ان هناك تنسيقاً أفضل بين الدول العربية حيال القضايا المشتركة، وانه من جهته حريص على عدم وجود خلافات، مؤكداً أن من مصلحتنا ان نكون يداً واحدة.
* الوضع العربي، حسب ما نرى إلى أسوأ أم إلى أفضل؟.
- طبيعي ان يتمنى الرئيس ان يكون الوضع العربي إلى أفضل. انما ما يشغله هو كيف نصل كعرب إلى التنمية في هذه الاجواء «المضطربة»؟ هل سيكون هناك سلام، ام لن يكون هناك سلام؟ انما يجب على العرب ان يستمروا في التنمية لصالح مواطنينا وشعوبنا وألا نسمح للظروف المحيطة بنا في المنطقة بتعطيل مسيرة التنمية.. علينا ألا نهتز لأزمات سياسية عابرة طالما نتصرف بالحكمة والعقلانية اللازمة.. تنمية مجتمعاتنا هي أساس قوة دولنا.. والركيزة التي تعطي للموقف السياسي العربي فرصة التحرك بثبات وثقة وقدرة.
* تعود أحداث 11 سبتمبر إلى مجرى الحديث، فهي خلقت من العرب والمسلمين «كمفهوم طارئ»، اعداء للغرب وللحضارة الغربية، والمفروض في ضوء هذا المفهوم أن تغادر أموال عربية طائلة أمريكا وتعود إلى صناديق بلادها؟.
- الرئيس يوافق على هذا «الواقع الطارئ»، مؤكداً أننا نملك من القدرات ما يهيئ لنا مكانة وموقعاً أفضل على الساحة الدولية. ويبدي الرئيس مبارك استغرابه من استمرار العالم العربي في استيراد 90 في المائة من احتياجاته بينما لا يزيد حجم التجارة البينية العربية عن 10 في المائة. ويضيف الرئيس مبارك ان تنمية الاقتصاد القومي لكل بلد أمر حيوي والتكامل الاقتصادي بالغ الاهمية ويمهد لقيام السوق العربية المشتركة.
التكامل الاقتصادي لصالحنا جميعاً.. ويتيح مزيداً من أبواب الرزق لمواطنينا ويقضي على البطالة، وباختصار يعطي الأمة العربية مزيداً من القوة.
* هنا تبرز الحاجة إلى تطوير القوانين؟.
- الرئيس مبارك يرى أن بعض الدول بحاجة إلى تطوير قوانينها من اجل التسريع في مشاريع الخصخصة، الدول المتشابهة في اقتصاداتها تبدأ بالتعاون مع بعضها لكن بشفافية، فلا نضارب على صناعات بعضنا البعض.
قد تكون البدايات صعبة، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية، ولكننا على المدى الطويل سنصبح أقوياء والبطالة عندنا ستنخفض إلى أدنى مستوى.
* وفي الموضوع نفسه هل يراقب الرئيس الاقراض الداخلي؟.
- الرئيس مبارك يؤكد ان الإقراض الداخلي يتم في الحدود الآمنة ولأغراض التنمية واستكمال البنية التحتية واستثمارات التعمير.
* في السياق ذاته نسأل عن الموازنة العامة للدولة ومدى تلبيتها للطموح وتغطيتها للمطلوبات؟.
- الرئيس مبارك يؤكد انه لا توجد موازنة دون نسبة عجز أو نقص في السيولة أو عجز دفتري. يتساوى في هذا الكل سواء كانت دولاً غنية أو صناعية ولكن كلاً على قدر حجمه.
* ثمة من قال ان مصر نبهت إلى أحداث 11 سبتمبر قبل وقوعها؟.
- الرئيس مبارك كان صريحا في هذه الناحية، قال ان المعلومات التي كانت في حوزتنا كانت تفيد ان هناك شيئاً يدبر ضد مصالح أمريكا.. شيء ارهابي.. لكن ما هو هذا الشيء؟ لا أحد يعرف، كنا نحيط الأمريكيين بما يتوافر لدينا من معلومات، لكن ما حدث بعد ذلك لم يكن يخطر على بال ان طائرة ركاب مدنية تجارية تتجه نحو برجي التجارة في نيويورك وتنفجر بهما، عندما رأيت الحدث على التلفزيون تسمرت في مكاني، ولم أكن اصدق ما أراه.. لقد تصورت ان ما يعرضونه ربما كان لعبة أطفال افتراضية، لكن عندما تحققت مما حدث اصبت بالدهشة. احداث 11 سبتمبر تفرض التعامل بحكمة مع العالم، التعامل بعنف سيولد عنفاً مضاداً. أمريكا يجب أن تكون حذرة، وتصرفها محسوب في تصديها للإرهاب، وعدالتها في التعامل مع القضايا حتى تجنب نفسها تكرار مثل هذه الاحداث الخطيرة. لقد حذرنا من الارهاب عندما كان الارهاب يضربنا وكانوا يتفرجون، وأكدنا انه ظاهرة عالمية لا تعرف ديناً ولا تعترف بحدود معينة... كما حذرنا من إيواء العناصر الارهابية ومنحها حق اللجوء ولكن الغرب بصفة عامة لم يأخذ تحذيراتنا في حينها على محمل الجد.
* أمريكا هذه كيف نكسبها إلى جانب قضايانا؟.
- هذه المرة يضحك الرئيس مبارك بأسى ويقول بشجاعة: لدينا قصور في العالم العربي، لايوجد لنا «لوبي»، في أمريكا، كل واحد منا فتح «لوبي»، لحاله، لابد ان نستثمر: التجمعات العربية ونجعل منها نواة «للوبي»، عربي مؤثر، نحن في حاجة إلى «لوبي»، عربي موحد يمثل سنداً ودعما لكامل السياسة العربية.
* والرئيس بوش ماذا يريد؟.
- الرجل يحاول جاداً الاقتراب من الأزمة في منطقتنا وتفهمها، واعرفه منذ سنوات وقبل توليه الرئاسة. ولكن علينا ان نعرف ان السياسة الأمريكية ليست هي جورج بوش فقط، هناك الإدارة الأمريكية بكل مؤسساتها التي تشارك في صنع القرار ونحن نحاول اقامة جسور الحوار مع كل هذه المؤسسات، كل المطلوب جهد عربي مشترك وموحد، لإقامة لوبي عربي، وكذلك تأسيس مركز دراسات عربي هناك يكون ركيزة لشرح وجهات النظر العربية لدوائر صنع القرار.
* جيد جداً .. وماذا عن مصير عرفات.. يرحل أم يبقى في مكانه؟.
- الرئيس مبارك يرى ان الاستغناء عن عرفات سيكون خطأ كبيرا سنندم عليه جميعاً.. والرجل بخبرته وبدوره يلتف حوله فلسطينيو الداخل والخارج.
* وسورية ماذا تريد؟.
- بشار الأسد عايز سلام، كما يقول الرئيس مبارك، إسرائيل تروج لعكس ذلك مرددة مزاعمها بالحديث عن حزب الله والمنظمات الاخرى الفلسطينية المعارضة، المنطق يقول إذا كانت إسرائيل تريد نزع الفتيل فليعيدوا مزارع شبعا إلى لبنان فتتوقف أعمال «حزب الله».
* ما أهداف شارون الحقيقية؟
- في رأي الرئيس مبارك ان الاجتياحات لا تنهي القضية. والحروب العسكرية لم تنه مشكلة في كل تاريخها. الجلوس إلى طاولة المفاوضات هو الخيار الوحيد لانهاء كل المشكلات.
* وطالما الأمر كذلك، لماذا غاب قائد مصر عن القمة العربية في بيروت؟ هل كان متحسباً من الوضع الأمني كما قيل؟.
- الرئيس مبارك يقول لم يكن متحسباً من الناحية الأمنية، تجمعت لدي أشياء كثيرة منها أن شارون يريد اطلاق عرفات من حصاره وبخبرتي وعلاقاتي حسبت الخطوة.
لو ذهبت إلى القمة قد يشجع ذلك عرفات على المجيء وأغلب المشاركين في القمة كانوا سيقنعون أمريكا وإسرائيل بأهمية حضوره. لو حدث هذا وخرج عرفات فان شارون لم يكن ليعيده أبداً إلى رام الله. كنا كقادة عرب سنواجه موقفاً بالغ الدقة والخطورة. لهذا اتصلت بعرفات يومها ونصحته بألا يحضر إلى بيروت قبل توفير ضمانات أمريكية وإسرائيلية مؤكدة بعودته، ولاجل ذلك قرر أن يوجه خطابه متلفزاً من رام الله إلى القمة. ان عدم حضوري إلى قمة بيروت كان ضماناً لعدم حضور عرفات إليها، لانه لو حضر فقد لا يعود. لقد انقذت بغيابي الأمة العربية من ورطة مجيء عرفات وعدم عودته إلى جانب اني تغيبت حتى لا يقال ان مصر هي التي ضغطت على عرفات للحضور.. أردنا ان نخرس المزايدات.
* هل سبب التغيب هو فقط هذا السبب، أم لتجنب الاحتكاك بالأمير عبدالله الذي اطلق مبادرته في القمة وأصبحت مبادرة عربية؟.
- وكان الرئيس مبارك يضحك من السؤال، إذ سارع إلى القول: الأمير عبدالله صديقي، البعض اطلق هذه الاشاعات وصدقها على ما يبدو.
* بالعودة إلى الشأن المحلي الداخلي تبرز ملاحظة مهمة، وهي ان «التنكيت»، على رئيس الوزراء عاطف عبيد تراجع؟.
- هنا أيضا يضحك الرئيس مبارك ضحكة صادقة وصافية ويقول: الرجل يقوم بعمله واداء الحكومة تحسن كثيراً.. بس لازم يعملوا «كاريكاتيرات علشان الناس تتسلى»،.. أنا أتابع أداء الحكومة وأضع القضية الاقتصادية نصب عيني. أما عن التغيير فانا لا أقدم عليه إلا إذا كان للصالح العام. أنا أتابع كل شيء.. من الساعة السابعة والنصف صباحاً وحتى ساعات متأخرة من الليل، لا اتوقف عن المتابعة والاتصال بجميع المسؤولين وبكل الجهات، لقد تعرض عاطف صدقي رئيس الوزراء الأسبق للنهج نفسه من النكت والكاريكاتير، وهو رجل له اسهاماته التي لا تنكر على مستوى تطوير الاقتصاد المصري.. فقد أشرف على أهم وأخطر مراحل الاصلاح الاقتصادي.
* وماذا عن دفع الشباب إلى واجهة الحزب الحاكم؟.
- الرئيس يؤكد هنا على الحقائق.. ما فيش حد يبقى إلى ما شاء الله، يجب ان نعد للمستقبل ويجب ان يكون وراءنا اجيال مؤهلة.
* نعرف ان تشجيع التصدير كان من هموم الرئيس الكبيرة؟
-قلت انها قضية حياة أو موت، اذا اردنا تشجيع التصدير فإننا لابد وأن نعمل على تكامل الحلقات بداية من الانتاج المناسب للتصدير والمطلوب للأسواق والمنافس سعراً وجودة وطبقاً للمواصفات العالمية ويصاحب ذلك رؤية جديدة للتسويق من خلال شركات عالمية متخصصة يكون لها باع في السوق الخارجي، أما الاعتماد على التسويق الحكومي فلا طائل من ورائه.
* يبقى صدام حسين.. يُضرب أو لا يُضرب؟.
- رأي الرئيس مبارك انهم يخطئون لو وجهوا ضربة للعراق وان ما يهمنا هو الشعب العراقي، والمنطقة لا تتحمل مزيداً من الأزمات ولا نريد اضافة المزيد من التوتر.
* كل العرب يقولون لا تضربوا صدام حسين، ولو ضربوه ولم يستمعوا لكم فماذا ستفعلون؟.
- الرئيس مبارك يؤكد انها ستكون مأساة ستخلق وضعاً صعباً للغاية.
* وماذا عن الحرب ضد الارهاب وهل هي حرب طبيعية؟.
- يقول الرئيس مبارك لو سمعوني من زمان ما كان حصل ما حصل، لقد طالبت بعقد مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب. وقلت لهم لا تعطوا حق اللجوء السياسي للارهابيين، لانكم ستكتوون بنار الارهاب، لكن لم يتجاوب احد.. وما نراه الان يؤكد صحة وجهة نظرنا.
* والعلاقات مع دول الخليج؟.
- العلاقات جيدة واقتصادياً لا بأس، لكن يفترض ان تكون احسن واكثر لمصلحتهم ومصلحتنا. يجب ان نتكاتف ونفتح افاقاً جديدة للتعاون، مصالحنا متشابكة والتعاون والتنسيق لصالح شعوبنا كافة. نريد تكاملاً صناعياً واقتصاديا بيننا وبين هذه الدول، الفرص كثيرة وكبيرة ومتاحة، فلماذا أموالنا في المصارف الاجنبية وتتعرض لتقلبات سعر الصرف، ولتضخم العملة وتقلبات السوق؟ المردود الربحي يتحقق عندما يكون هناك تكامل اقتصادي وصناعي.. ومردود ربحي عالي المعدلات.
* اشعر بالوقت لا يكفيني واني لست صاحبه، لكن الفسحة لا تزال قائمة لاستفسار جميل حول من يريد تعكير صفو المياه المصرية السعودية، ويريد للعلاقات بين البلدين الشقيقين الا تكون محكومة بالود والتلاحم؟.
- الرئيس مبارك يعود للابتسام الهادئ ويقول: مصر والسعودية دولتان مهمتان وتشكلان قلب العالم العربي، ونقطة الثقل فيه، وقيادة الدولتين تعرفان مكانة وأهمية بلديهما، لابد لهما وان تكونا امينتين على كل ما يفترض انه شأن عربي واسلامي وقومي ، ويتصل مباشرة بقضايا شعوب المنطقة وقضايا نموها

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved