Monday 15th July,200210882العددالأثنين 5 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

يارا يارا
طالبان تستعد لهجوم معاكس
عبدالله بن بخيت

أنا لا أفهم ولكني متأكد ان هناك أهدافاً خبيثة تقوم وراء مواقفهم هذه.
عندما كانت الحرب الباردة مشتعلة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي السابق استطاع المسؤولون الأمريكان بمساندة من المؤسسات الإعلامية الغربية المختلفة اقناعنا على مدى سنوات ان الاتحاد السوفيتي قوة عظمى سوف تلتهم العالم. كانت التقارير التي تنقل إلينا مليئة بما يثبت ان الاتحاد السوفيتي هو القوة العظمى الحقيقية وأن أمريكا تحاول لاهثة اللحاق به. علمونا أن الاتحاد السوفيتي هو أكبر دولة تطبع الكتب والاتحاد السوفيتي أول دولة في علوم الفضاء وأول دولة في الطب، أما من الناحية النووية فتحتاج أمريكا إلى سنوات حتى تغطي الفرق، عندما أقيمت الألعاب الأولمبية في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي في الاتحاد السوفيتي طالعنا الإعلام الغربي والأمريكي تحديداً بالقول إن المنشآت التي أعدت تفوق الوصف لا، بل إنها ثامن عجائب الدنيا السبع. وبعد كل هذا الضغط الإعلامي الرهيب ما أدري كيف تكركبت الأمور ونفخ بوش «الأب» وطار الاتحاد السوفيتي كفقاعة صابون، انكشف لنا ان الاتحاد السوفيتي لا يعادل في عز مجده دولة بحجم إسبانيا.
أما في حرب الخليج الثانية، في الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة وحلفائها بحشد العسكر والمعدات كنا نسمع من المسؤولين الأمريكان ومن الإعلام الأمريكي تصريحات وتقارير تشيد وتهيب بالقوة العسكرية العراقية الضاربة، كنا نسمع أن الجيش العراقي أحكم قبضته على الكويت حتى تحولت الكويت إلى قلعة عسكرية من المستحيل اقتحامها، كانوا يسرِّبون المعلومات على أن العراق لا يمكن أن يُهزم برياً، يكفي العراق فخراً الحرس الجمهوري الذي يعتبر حسب رأي المحللين الأمريكان من أعظم الجيوش تنظيماً وتسليحاً، وفي شهر واحد والأمريكان يأكلون هامبورغر في مكاتبهم المكيفة برك الجيش العراقي على الأرض كالبعير الهرم.
اليوم يتحدثون عن القاعدة، في كل جريدة تفتحها ستقرأ عن عظمة القاعدة، كل يوم نسمع تصريحات أمريكية تهوِّل القاعدة وتضخمها، نسمع رامسفيلد يقول وهو يرتعد إن القاعدة أعادت تنظيم ثمانين في المئة من قوتها، القاعدة تكسب حرب المعلوماتية، القاعدة لا يعلى عليها في حرب الإنترنت، القاعدة تخطط لشن هجمات بالقنابل النووية، القاعدة نجحت في إعادة هياكلها، القاعدة قادمة لا محالة.
دائما خصمهم عالي التنظيم قادر على الوصول إلى أي مكان يملك القدرة العسكرية والتنظيمية، دائماً قوي ورهيب ومهيب، ونحن بالمقابل نستقبل هذه الأوهام المصنوعة والمقصودة وكأنها حقائق فيعلق بعضنا آمالاً عراضاً، في كل مرة تشتبك أمريكا مع أي دولة ننتظر أن تلحق تلك الدولة هزيمة قاسية بأمريكا، لا أعرف لماذا يحاول الإعلامي الغربي أن يضع الحقائق بهذا الشكل الذي يعطي الخصم كل هذه القوة الوهمية حتى وإن كان دولة كأفغانستان. المشكلة أن هذا ينطلي علينا دائماً، عندما تقرأ بعض المقالات العربية وتتابع بعض المواقع في الإنترنت تتأكد أن التاريخ يعيد نفسه، تتأكد من شيء واحد وهو أن ذهنيتنا وطريقة تفكيرنا لا تتغير مع التجارب تكتشف انها واحدة سواء كنا حداثيين أو دراويش.
هناك من يعلِّق آمالاً عظيمة، بل على ثقة من هزيمة أمريكا في أفغانستان، يفرك يديه في انتظار أن يقوم المارد العظيم المعروف ب«طالبان» وبمساندة القاعدة المظفرة ويكتسح الأمريكان كما فعل إخواننا المجاهدون بالاتحاد السوفيتي.
من يخدعنا نحن أم هم؟

فاكس: 4702164

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved