Monday 15th July,200210882العددالأثنين 5 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مدير عام مكتبة الحرم المكي الشريف د. باجودة لـ « الجزيرة »: مدير عام مكتبة الحرم المكي الشريف د. باجودة لـ « الجزيرة »:
يعود تاريخ إنشاء المكتبة إلى سنة 160 للهجرة وتحتوي على أكثر من 5000 مخطوطة أصلية
إقبال الشباب على المكتبة في ازدياد مستمر بسبب تنوع أوعية المعلومات
الكتاب مازال يتمتع بمكانته كإحدى القنوات الهامة للعلم..

* مكة المكرمة عمار الجبيري:
تحتل المكتبات في كل أمة مكان الصدارة فيها فهي عنوان وعيها ودليل رقيها ومقياس لتقدم الأمم ونهوضها وتعد المكتبات من أهم ركائز المعرفة فهي زاد لا ينضب ومعين لا يجف للباحث وطالب العلم والمعلم ونظراً لما لهذه المكتبات من أهمية حرصت «الجزيرة» على القيام بجولة استطلاعية على إحدى وأهم وأقدم المكتبات في مملكتنا الحبيبة وهي مكتبة الحرم المكي الشريف التي يعود تاريخها إلى «160هـ» حيث اطلعنا على ما تحتويه من مخطوطات نادرة وأمهات الكتب في شتى العلوم والمعرفة وما تحتوي عليه من أقسام وما زودت به من إمكانيات ووسائل حديثة تسهل على الباحث في الوصول إلى ما يبتغيه من مخطوطات أو كتاب، وقد كان لنا هذا اللقاء مع مديرها الدكتور محمد عبدالله باجودة الذي زودنا بكافة المعلومات المتعلقة بهذه المكتبة من حيث نشأتها وتاريخها الطويل وما تحتوي عليه من كنوز العلم والمعرفة.. وفيما يلي:
* هلا حدثتمونا عن مكتبة الحرم المكي الشريف ونشأتها؟
تعتبر مكتبة الحرم المكي الشريف أحد الصروح العلمية الثقافية بمكة المكرمة العاصمة المقدسة التي تواصلت مع روادها لسنين مضت حيث تفاعلت معهم بما هيأته لهم من أوعية معلومات وبأشكال مختلفة وما تقدمه لهم طيلة أيام الأسبوع وعلى فترتين صباحية ومسائية وبخدمات متنوعة تتواكب والمستجدات الحديثة مما جعلها ترقى لأن تصبح بإذن الله إحدى أهم المكتبات لاقتران اسمها بأطهر بقاع الله قاطبة ومهوى أفئدة المسلمين، وبما تقدمه من خدمات للباحث والقارئ والمرتاد والحاج والمعتمر، وللنساء كذلك لهن نصيبهن أسوة بالرجال فاستثمرت المكتبة ما حباها الله من إمكانيات ومميزات فعملت على تطوير خدماتها وتأهيل منسوبيها لتواكب النهضة التي تعيشها بلادنا في كافة المجالات ولتسير جنباً إلى جنب مع وصيفاتها بقية المكتبات ومراكز المعلومات وسخرت ذلك كله لروادها للنهل من معينها.
وعن تاريخ نشأة المكتبة فمن الصعوبة بمكان معرفة البداية الحقيقية لتأسيسها وإنما هناك بعض الدلائل والتي يمكننا من خلالها معرفة تاريخ نشأتها ولو على وجه التقريب.
فقد ارتبطت مكتبة الحرم بوجود المصاحف والكتب الدينية وان وجودها في الحرم قديم قدم الإسلام وان لم يكن وجود تلك المصاحف والكتب يعني بالضرورة وجود مكتبة بالمعنى المتعارف عليه، ويمكن القول إن تأسيس المكتبة ارتبط بصفة عامة بمجالس الفتيا والذكر التي كان الصحابة والتابعون يعقدونها بالمسجد الحرام وان نتاج تلك المجالس ستجد لها مكاناً بتلك البقاع ومع ان كتب التاريخ لم تذكر بالنص وجود مكتبة داخل الحرم إلا انه يستنتج وجودها فقدسية المكان كانت حافزاً لخلفاء المسلمين وحكامهم وموسريهم ومؤلفيهم التقرب إلى الله بوقف مصاحف وكتب تحفظ إما في دواليب داخل الحرم أو بالمدارس المجاورة أو الأربطة المجاورة حوله، بينما نجد ان غالبية المؤرخين يتفقون على ان نواة المكتبة كانت موجودة في بداية الخلافة العباسية زمن المهدي العباسي عام «160هـ» وانه كانت توجد قبتان إحداهما للسقاية والأخرى للمحفوظات سميت قبة بيت المحفوظات كانت تحفظ بها المصاحف والربعات الشريفة.
منها مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه وقد حصلت المكتبة على نسخة ورقية منه عام «1412هـ» من رئيس الإدارة الدينية لمسلمي آسيا الوسطى وقازخستان وهو يتكون من «690» لوحة وبخط كوفي مقاس «40 x 28 سم» من آية «6» في سورة البقرة إلى آية رقم «10» من سورة الزخرف.
وهناك شواهد كثيرة تؤكد وجود تلك الكتب في الحرم فنجد كتب التاريخ قد أوردت ان الأمير شرف الدين أنشأ مكتبة عام «367هـ» وكذلك ما أورده الازرقي في مؤلفه تاريخ مكة من ان سيل عام «417هـ» دخل المسجد الحرام ووصل إلى خزائن الكتب وأتلف منها الشيء الكثير.
وكذلك تأسست مكتبات وقفية يبدو انها تهتم بالدرجة الأولى بمصنفات أهل المذهب المالكي وكذلك في عام «588هـ» أوقفت مجموعة محمد بن الفتوح المكناس إمام المالكية وما أورده الحضراوي في نزهة الفكر من ان الشيخ ثابت ابو الفتوح الزمزمي كان قيماً على الكتب الموجودة بالحرم عام «887هـ».. وغيرها ولا يتسع المكان لحصرها.
ثم يطالعنا القرن الثالث عشر الهجري وبالتحديد عام «1262هـ» وهو العام الذي أمر السلطان العثماني بإصلاح القبتين وجعل أحدهما مكتبة ويعتبر ذلك العام البداية الحقيقية لجمع شتات الكتب الموزعة في أطراف الحرم والمساجد المجاورة والأربطة في مكان واحد واطلق عليها «كتبخانة السليمانية أو كتبخانة المجيدية» وتوجد بالمكتبة إلى الآن تلك اللوحة المتضمنة جمع شتات الكتب في ذلك العام ويلاحظ باللوحة تاريخ جمع شتات تلك الكتب عام 1262هـ.
ومع اطلالة عام «1301هـ» أزيلت تلك القبتين وانتقلت المكتبة إلى باب دريبة ومنها إلى عمائر الأشراف بأجياد عام «1382هـ» ثم إلى عمائر مشروع الصفا عام «1383هـ».
ثم إلى جرول التيسر عام «1394هـ» ثم إلى المبنى الذي شيدته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك «فهد بن عبدالعزيز آل سعود» عام «1406هـ».
وفي عام «1412هـ» وعندما أمر خادم الحرمين الشريفين توسعة الحرم المكي الشريف أزيل المبنى وانتقلت المكتبة إلى شارع المنصور المبنى الذي كانت تشغره رابطة العالم الإسلامي سابقاً ولا تزال به.
ويعود تسميتها باسم مكتبة الحرم المكي الشريف إلى عام «1357ه» عندما أمر جلالة الملك «عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود» بتسميتها وأمر رحمه الله بتشكيل لجنة من علماء مكة لدراسة أوضاعها وتنظيمها بما يتفق ومكانتها وقد نمت مجموعاتها بما أهدي إليها من مطبوعات جلالته رحمه الله وبما ضُّم إليها من المكتبات الخاصة والتي تزيد على أربعين مكتبة.
التبعية الإدارية للمكتبة
كانت المكتبة تتبع إدارياً مديرية المعارف العامة، فوزارة الحج والأوقاف حتى عام «1385هـ» ثم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وقد وجدت المكتبة بكل رعاية واهتمام من المسؤولين بالرئاسة وفي مقدمتهم معالي الرئيس الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين وفضيلة نائبه لشؤون المسجد الحرام الشيخ الدكتور محمد بن ناصر الخزيم لتأخذ المكتبة مكانتها وتواكب وصيفاتها أسوة ببقية المكتبات ومراكز المعلومات في أنحاء المملكة وبذلك توسعت المكتبة في أقسامها وأصبحت تشمل الأقسام التالية:
الإدارة، المخطوطات، الخدمة المكتبية، الدوريات، التصوير المايكروفيلمي، التزويد، الفهرسة والتصنيف، قسم الاهداء والتبادل، قسم ذوي الاحتياجات الخاصة وجناح للحرمين الشريفين يضم كل ما له علاقة بالحرمين الشريفين من كتب وصور مخطوطات وصور للحرمين قبل التوسعة وبعدها وقسم خاص بالكتب النادرة، قسم خاص بالنساء والأطفال وقسم المكتبة الصوتية وجار العمل على تدشين موقع للمكتبة على شبكة الإنترنت.
* كما هو معروف فإن مصادر المكتبة تنمو بالشراء والإهداء والتبادل.. هلا حدثتمونا عن عملية التبادل التي تقوم بها المكتبة مع بقية المكتبات ومراكز المعلومات؟
أما موضوع التبادل بين مكتبة الحرم المكي الشريف والمكتبات ومراكز المعلومات الأخرى في البداية أود ان أسلط الضوء على مفهوم التعاون المكتبي فهو تمكين مجموعة من المكتبات ومراكز المعلومات من الاستفادة سوياً من المعطيات الببلوجرافية وما يتوفر لديها من مصادر وخدمات وإمكانيات مادية وبشرية وفقاً لقواعد وأسس تتفق عليها ولعل الهدف من التعاون ما يلي:
بناء وتطوير مجموعة من المصادر والمواد المكتبية بأشكالها المختلفة.
توفر النفقات المادية والجهود البشرية وحل الازدواجية في العمل المكتبي وأخيراً ايجاد جسر من التعاون بين الكفاءات البشرية من خلال الاتصالات ومن خلال الدورات والندوات والمؤتمرات.
والتعاون إما ان يكون محلياً أو وطنياً واقليمياً أو عالمياً والأخيرة أكثرها أهمية وصعوبة.
وتتعاون مكتبة الحرم المكي الشريف مع العديد من المكتبات ومراكز المعلومات داخل المملكة وخارجها أهمها مكتبة المسجد النبوي الشريف التابعة للرئاسة، ومكتبتا الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة والرياض ومكتبات الجامعة ومكتبة مكة المكرمة التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومكتبة الملك فهد الوطنية ومركز الملك فيصل ومعهد الإدارة العامة ومكتبة الرياض السعودية التابعة لإدارات البحوث العلمية والافتاء ودار الحديث الخيرية ورابطة العالم الإسلامي ومكتبة عارف حكمت ومكتبات كلية البنات وخارجياً تتعاون المكتبة مع دار الكتب المصرية ومركز جمعة الماجد بدبي ومركز الوثائق التاريخية بالبحرين ومركز التراث والوثائق العربية بالكويت ودار الكتب القطرية ومكتبة الأسد بسوريا وغيرها الكثير خلاف التعاون القائم بين المكتبة والأفراد.
* ما هي أهم موجودات المكتبة؟
1 يوجد في قسم المخطوطات أكثر من «5000» مخطوط أصلي وأكثر من «2000» مخطوط مصور ومجموعة من الرسائل العلمية.
2 يحتوي قسم الميكروفيلم على أكثر من «5000» فيلم للمخطوطات والصحف القديمة.
3 تضم المكتبة عدداً من المكتبات الخاصة تربو على «40» مكتبة كل منها على حدة.
4 تحتوي المكتبة على أكثر من «80000» شريط للدروس والمواعظ والخطب التي تلقى في المسجد الحرام.
5 بلغ عدد رواد المكتبة لعام 1422ه «29790» رجلاً و«6296» امرأة.
* لا بد ان المكتبة تحتضن نوادر الكتب والمخطوطات هلا أعطيتم القارئ فكرة عن تلك النوادر.
أما عن نوادر المكتبة فالمكتبة بفضل الله غنية بمقتنياتها الدينية والعلمية والمرجعية ونورد بعضاً من أهم المخطوطات النادرة منها على سبيل المثال لا الحصر:
الغيلانيات:
لمحمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزار وهو أقدم مخطوط في المكتبة ويعود تاريخ نسخه إلى أوائل القرن الخامس الهجري وهو أحد عشر جزءاً في مجلد واحد.
الفروسية والمناصب الحربية:
لنجم الدين حسن بن الرماح المتوفى عام «780هـ».
مسند الموطأ:
للغافقي المتوفى عام «381هـ» ويعود تاريخ نسخه إلى عام «693هـ».
مجمع البحرين في زوائد المعجمين:
لابن الهيثمي المتوفى عام «807هـ» وهي النسخة الوحيدة الكاملة في العالم ويرجع تاريخ نسخها إلى عام «857هـ» وغيرها الكثير.
كما تقتني المكتبة مجموعة من المطبوعات الحجرية النادرة أهمها:
* ديوان ابن النبية طبع عام «1280هـ».
* كتاب قصيدة كاظم الرشتي العمري طبع عام «1269هـ».
* تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس لمحمد الديار بكري طبع عام «1283هـ».
* الباكورة العربية في شرح متن الاجرومية لمحمد بن إسماعيل الأنصاري طبع عام «1288هـ».
* الأنيس المفيد للطالب المستفيد طبع عام «1296هـ» وغيرها الكثير.
ومن الدوريات السعودية النادرة أهمها:
* بريد الحجاز من السنة الأولى، العدد الأول عام «1343هـ» «فلمياً».
* صوت الحجاز من السنة الأولى، العدد الأول عام «1350هـ» «فلمياً».
* الإذاعة من العدد الأول السنة الأولى عام «1375هـ».
أما الصحف والمجلات العربية فأهمها:
* المقتطف من السنة الأولى عام «1870م».
* الضياء من السنة الأولى عام «1898م».
* المنار من السنة الأولى عام «1315هـ».
* المقتبس من السنة الأولى عام «1324هـ».
* نور الإسلام من السنة الأولى عام «1349هـ».
* كيف إقبال الشباب على هذا المعلم الثقافي بالعاصمة المقدسة وكيف يتم استقطابهم؟
بالنسبة لإقبال الشباب على المكتبة وعن الكيفية التي يمكن توجيههم إلى مثل هذه الصروح الثقافية فلله الحمد والمنة فنسبة الإقبال على المكتبة في تزايد مستمر وذلك بسبب تنوع أوعية المعلومات «كتب، مخطوطات، دوريات، وسائل سمعية، ميكروفيلم...» وحضور المكتبة لمعظم المعارض الداخلية والخارجية لتزويد المكتبة بكلما تضخه المطابع وذلك بتوجيه من معالي الرئيس العام وفضيلة نائبه لشؤون المسجد الحرام، كما تحرص المكتبة على تفعيل عملية التبادل لإثراء مقتنيات المكتبة وتقوم المكتبة بوضع سجل يتضمن احتياجات المستفيدين غير الموجودة بالمكتبة وتقوم المكتبة بتأمينها إما بالشراء أو التبادل أو الإهداء وكل هذه الخطوات تهدف لتحقيق وتأمين احتياجات رواد المكتبة.
أما عن الكيفية التي يمكن استقطاب الرواد فالوسائل كثيرة فالمكتبة تستقبل وبصفة مستمرة وفود طلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية وهناك اتصال دائم بين المكتبة والمدارس لتنظيم زيارات للطلاب للمكتبة وقد ازداد عدد الطلاب بعد ان قررت وزارة المعارف تدريس مقرر «مكتبة وبحث» وأصبح الطلاب بعد تلقيهم المقرر نظرياً بمدارسهم يقومون بزيارة ميدانية للمكتبة لربط ما درسوه نظرياً بالواقع الفعلي بحضور مدرس المقرر ويبقى دور وسائل الإعلام في زيادة تحفيز أفراد المجتمع لارتياد المكتبة.
* ما هي خططكم المستقبلية لرفع أداء المكتبة؟
وعن الخطط المستقبلية لرفع الأداء فالرئاسة العامة ممثلة في معالي الرئيس العام وفضيلة نائبه لشؤون المسجد الحرام لا تألو جهداً في صقل موظفيها من خلال حضور الدورات التدريبية والعمل على كل ما من شأنه ميكنة المكتبة وجار العمل على استحداث قسم للترميم الخاص بالمخطوطات والكتب النادرة وأصبحت المكتبة لم تعد مكاناً للكلمة المطبوعة فحسب وإنما ضمت الوسائل السمعية والبصرية على اختلاف أنواعها واتصلت بقواعد المعلومات والعمل جار لتوظيف الاستفادة من خدمة الإنترنت وبإذن الله ستشهد هذه المكتبة نقلة ترضي الله ثم ولاة الأمر بإذن الله.
* ما هو النشاط المنبري بالمكتبة؟
أما النشاط المنبري للمكتبة فتجري الاستعدادات لعقد محاضرات وندوات قريباً بإذن الله.
* الكتاب يحتفظ بمكانته؟
في سؤالك عن حال الكلمة المطبوعة مع التطور المعلوماتي والثقافي، استطيع القول بأن الكتاب مازال يتمتع بمكانته كإحدى القنوات الهامة للعلم والمعلومات ولا يمكن الاستغناء عنه ولا يحق لنا ان ننكر ان الكتاب قد استفاد كثيراً من تلك الوسائل في الوقت الذي يعتبر البعض بأن التقنية الحديثة تمثل خطراً على الكتاب إلا ان الواقع خلاف ذلك والدليل ازدياد عدد الكتب وانخفاض ثمنها بفضل التقنيات الحديثة.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved