Monday 15th July,200210882العددالأثنين 5 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

وعلامات وعلامات
عبدالرحمن شكري.! «1»
عبدالفتاح أبو مدين

في مجلة - آخر ساعة -، بالعدد الصادر بتاريخ 6 فبراير 2002م، قرأت في الصفحة - 44 -، مقالا للاستاذ مأمون غريب، تحدث فيه عن الشاعر الاديب - عبدالرحمن شكري - ، احد زوايا المثلث: العقاد والمازني وشكري.. والذي يتابع علاقة ذلك الثالوث الادبي، يأخذه العجب، كيف تحولت الى عداوة: وللإنصاف، نستطيع تبرئة اديبنا الكبير عباس محمود العقاد من شجن القطيعة ذلك ان الاستاذ ابراهيم عبدالقادر المازني، هو الذي اوقد نار الحرب، ولعل المنطق يقضي تدخل الاستاذ العقاد، ليحول دون الحرب والقطيعة.!
* يبدو من هذه المطالعة السريعة، ان العقاد والمازني كانا اقدر على مواجهة مصاعب الحياة من الاستاذ شكري، لذلك بقيا يصولان ويجولان، على حين ان صاحبهما انزوى واعتزل الحياة الادبية، وقبع بقية ايام حياته في الاسكندرية حتى توفي في 15 ديسمبر عام 1958م.. اما مولده فقد كان في عام 1886م، ببورسعيد، من اب من اصل مغربي.. ويتحدث الكاتب ان الناقد الدكتور محمد مندور، «يرى ان الكتاب الثلاثة يجمعون على انهم اصيبوا في مطلع شبابهم بأزمة نفسية عاتية، اصابتهم بالقلق والتشاؤم والتمرد، واتضحت هذه الحالة النفسية في اشعارهم، ولكن المازني والعقاد استطاعا ان يتغلبا على تلك الازمة، وان ينجوا منها بحياتهما وملكاتهما سالمين.. بينما ناء عبدالرحمن شكري تحت عبء هذه الازمة التي حطمت نفسه واسكتت صوته، بالرغم انه لا يزال حيا متقاعدا، بعد ان انفق في التعليم السنين».
* اكبر الظن، ان الشاعر شكري صدم من اعز صديقيه، مما حدا به ان يعتزل الحياة الادبية، بل اعتزل الناس، وعاش وحيدا، واختفى عن الساحة، لانه قدر ان ليس ثمة ما يستحق ان يشغله، فعاش وحيدا بين جدر داره في الاسكندرية، - لا يريد ان يراه احد، ولا يرى احداً -.. وكان المازني جائرا على صاحبه فحطمه، وقد رأينا المازني في شبابه يكتسح كل شيء لا يعجبه، وهو قد هاجم الكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي وجار عليه، ثم نراه في آخر حياته يتراجع عن ذلك النقد الكاسح.. ومن هجوم المازني وجوره على شكري، وصفه له بأنه «صنم الالاعيب»، وقد اتهمه بأنه: يقرأ ولا يهضم ما يقرأ، كما هاجم مضمون شعره وانه لا قيمة له.
* عجيب ان نرى هذه الحدة والاكتساح، من رجل كان صديقا ورفيق درب مستنير.. ونعجب اكثر، حين نقرأ في رثاء العقاد لشكري بعد رحيله وتمجيده له ولمكانته الادبية الشامخة، فيقول العقاد:«وعرفت عبدالرحمن شكري قبل خمس واربعين سنة، فلم اعرف قبله ولا بعده احدا من شعرائنا وكتابنا اوسع منه اطلاعا على ادب اللغة العربية، وادب اللغة الانجليزية وما يترجم اليها من اللغات الاخرى.. ولا اذكر انني حدثته عن كتاب قرأته، الا وجدت فيه علماً به، واحاطة بخير ما فيه»».!

«للحديث بقية»

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved