لا تبدو آفاق التسوية واعدةً في المنطقة.. فالرؤى متنافرة، والمواقف متباعدة، ومنطق القوة يفرض سطوته سواء في وتيرة القمع الإسرائيلي المتصاعد أو في التشدُّد الأمريكي الإسرائيلي تجاه القيادة الفلسطينية..
والشيء المؤكَّد أن إسرائيل تستفيد من حالة العجز الدولي تجاه تحريك الأمور باتجاه التسوية. نقول ذلك على الرغم من أنَّ اللجنة الرباعية الدولية ستجتمع اليوم وتضم هذه اللجنة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.. وروسيا والأمم المتحدة.. غير أنَّ هذه اللجنة ذاتها تفتقر إلى الانسجام في مواقفها ما جعل روسيا تتنبأ بانفراط عقدها.
فاللجنة الخاصة بالسلام في المنطقة تحتاج إلى حالة من السلام والوفاق داخلها، حيث إن إحدى دولها، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، تتبنى خطا متشددا من القيادة الفلسطينية وتطالب بتغيير سلطة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بينما ترى دول الاتحاد الأوروبي ان التغيير شأن فلسطيني ينبغي أن يترك للفلسطينيين للبتِّ فيه.
وتتواصل في غضون ذلك الممارسات القمعية لإسرائيل مستفيدة من أجواء الضغوط الأمريكية على السلطة الفلسطينية، كما أن الممارسات الإسرائيلية تعمل على اظهار السلطة الفلسطينية كسلطة ضعيفة من خلال تجريدها من أدواتها وأجهزتها الأمنية والادارية بالهجوم المتواصل على المقار الأمنية واعتقال الضباط والجنود.
إن الافتقار إلى رؤية عادلة وجادة من قبل الدول الكبرى تجاه التسوية إضافة إلى تصاعد حدَّة القمع الإسرائيلي كل ذلك سيؤدي إلى تكريس حالة من اليأس من تلك الجهود ما يفتح المجال على كل الاحتمالات التي يمكن ان تؤدي إلى انقلاب الأوضاع وتصاعد العنف.
 |