نشر بجريدتكم الغراء مقالة للأستاذ سهم الدعجاني سكرتير المجلة العربية يوم الاثنين بتاريخ 27/4/1423هـ في العدد رقم 10875 وحملت العنوان: «يتساءل من اجل الوطن».. متى يتحول خطابنا الاعلامي من الوضعية الى التحليلية؟ وهي مقالة حملت في طياتها الكثير من العناوين التي كتبتها صحافتنا حيال حادثة اعتداء طالب الدراسات العليا على استاذه بكلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز في مدينة جدة ولقد خاض الكاتب في كلام كثير لا مجال الآن لذكره ولكنه وجه الى وسائلنا الاعلامية عدة اقتراحات اصبغها بكل حذق بعبارة تساؤلات:
فقال لماذا لم تتحول الصفحات المتخصصة في الطب النفسي في صحافتنا المحلية لمناقشة تلك الحوادث عبر استضافة الاخصائيين النفسيين لوصف تلك الجرائم وتحليلها والوصول الي حلول عملية وواقعية تتناسب مع مجتمعنا السعودي وخصوصيته الدينية والاجتماعية؟
وأقول:
- ارجع بذاكرتك الى الخلف ستجد ان صحافتنا لا تقوم بنشر مثل هذه الحوادث الا منذ فترة وجيزة لذلك لم تتمكن حتى الآن من وصفها بالطريقة اللائقة.
- هل تعتقد ان الجمهور بشريحتيه القارئة والمشاهدة سيستوعب مثل ذلك ويتقبله وان فعل هل تضمن الا يشارك في هذا التحليل من هو غير مؤهل لذلك ومثلك لا يخفى عليه تشدقات البعض منهم.
- لو افترضنا جدلا ان هذا ما سيحدث هل بتصورك انها اصبحت ظاهرة تستحق منا فعلا المناقشة ام انها عرضية.
- ايضا لو افترضنا ان الصحف والتلفزيون والاذاعة ناقشت مثل ذلك هل تضمن الا تمسح كل هذه من قبل احد كتاب الغرب او الباحثين وبالتالي استخدامها ضدنا وفي الصميم.
- انا بهذا لا ادعي الملائكية لمجتمعنا وانا بهذه العبارة احث على التفكير بحل جذري فباب النقاش قد لا يسفر عن النتيجة المبتغاة.
- أليس الاجدى ان يقوم المتخصصون في علم النفس بقرع اجراس الخطر عن طريق اقامت المحاضرات وبعيدا عن وسائلنا الاعلامية فالمهم النتيجة وليست الوسيلة.
وتقول «البرامج الحوارية المباشرة في تلفزيوننا العزيز» ماذا قدمت تجاه الجريمة التي هزت الوسط الاكاديمي من مختلف الوان الطيف الاجتماعي ومن حقنا ان نسأل تلفزيوننا العزيز عن سر هذا الغياب؟؟
- وتضيف البرامج المباشرة في الاذاعة السعودية هل تناولت تلك الحادثة بشئيء من الرؤية الموضوعية والتحليلية عبر القنوات العلمية والدوائر البحثية من خلال برامجها الاذاعية الجماهيرية؟
واقول.. ان تلفزيوننا العزيز واذاعتنا يتطرقان الى الاعلان عن مثل تلك الجريمة باعلانهما عن القصاص اي الحل الرادع لمثل من تسول له نفسه بفعل مثل ذلك العمل وهذا هو اختصاصه ويكفينا شرفا ان نناقش وعلى الهواء مباشرة مشكلاتنا الاجتماعية والنفسية بكل موضوعية. وبعد اريد ان اطرح عليك بعض التساؤلات:
1- ماذا كنا سنستفيد من النقاش والخوض فيه غير البلبلة مع من نحسبهم واياك اهل اختصاص امام المشاهد السعودي الذين ما يلبثون ان يتقلصوا امام المشاهد العربي لان البعض شغلته الشهرة!!
2- ان التحليلية والموضوعية شعارات رفعها البعض فماذا كانت النتيجة هل تقلصت نسبة الطلاق على سبيل المثال لا الحصر والجواب قطعا لا.
3- ان مجتمعنا مازال يعاني من آثار العولمة والانفتاح على العالم الآخر الذي كان سريعا فلماذا تريد تكرار هذا الانفتاح في صحافتنا لاني اعلم جيداً ان بدء مثل، هذا الحوار المفتوح حول هذه القضية سيفتح باب المنافسة للصحفيين على من سيقدم جريمة اكثر تعمقا بالتحليل والتهويل؟!!
أخيراً..
أنا معك في محاولة تأسيس ثقافة اجيال المستقبل القادمة القائمة على ثقافة السؤال والحوار بعيدة عن ثقافة التلقين خاصة ونحن نعيش عصر عولمة الاتصال ولكن بعد عدة سنوات عندما ينضج المتلقي فهو الآن غير مستفيد من هذه العولمة بقدر استخدامها بدليل وجود قراصنة للانترنت والجوال.. اذن مازال شبابنا للاسف يأخذ عن الغرب الشئ السيئ وان كنت لا اعمم ذلك.
حسنة عبدالله القرني/الرياض |