Monday 15th July,200210882العددالأثنين 5 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

كيف يفكر الإسرائيليون ؟ كيف يفكر الإسرائيليون ؟

حول ملامح شخصية رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد«موشيه يعلون»، كتب المحلل العسكري الإسرائيلي «زئيف شيف»، مقالا بجريدة «هاآرتس» تحت عنوان : «بطاقة هوية يعلون»، جاء فيه: إن من يرمز أكثر من أي. شخص آخر إلى الكفاح المستمر لسلب عرفات شرعيته السياسية هو رئيس الأركان الجديداللواء «موشيه يعلون». لم يطلب «يعلون»، خلافا ل «موفاز»، العمل على طرد عرفات بشكل فعلي وإنما طالب بإزاحته سياسيا وقد بدأ «كفاحه»، في هذا الصدد منذ كان«يتسحاق رابين»، رئيسا للحكومة حيث كان آنذاك رئيسا للاستخبارات العسكرية.
ثم استمر بقوة خلال فترة حكم «إيهود باراك»، وتواصل حتى خطاب الرئيس بوش الأخير فبعد أن اقتنع «يعلون»، عام 1995 بأن عرفات قد أعطى «حماس» ضوءا أخضر لمواصلة «الإرهاب». وبأن رجال «حماس» يقومون بالوكالة عنه بالعمليات التفجيرية طلب من «رابين» توجيه إنذار إلى «عرفات». ووافق «رابين» ولكنه صرح ل «يعلون» بأن يعرض أولا في أكتوبر 1995م، الأدلة التي بحوزة إسرائيل وأما الإنذار هكذا تم الاتفاق فيتم تقديمه لعرفات قبل الانتخابات في يناير 1996م، إلا أن رابين قتل في غضون ذلك ولم يكف «يعلون»، عن كفاحه ولم يتورع عن توجيه انتقاد هادىء إلى «بيرس»، و«باراك»، «الذي أصدر أوامر بعدم الإدلاء بتصريحات ضد عرفات»، وإلى «شارون»، أيضا الذي سمح لابنه «عومرى»، بالالتقاء مع عرفات فيما هو يواصل دعم «الإرهاب»، واستطرد الكاتب يقول: لقد أثبت «يعلون»، أنه يتمتع بالمثابرة وبالإصرار فهو لا يشعر بالإهانة عندما يصطدم بمعارضة.
ويحاول اقتحام بوابة الخصم من خلال التوضيح المنهجي وقد ركز خلال اجتماعاته مع الأمريكيين مؤخرا على مطلب ضرورة إطلاق يد إسرائيل «ضد الفلسطينيين»، طالما لا يوجد دليل على أنهم يتخذون خطوات جادة لمنع «الإرهاب».
كما تمسك «يعلون»، بمبدأ عدم تمكين من ينتهج العنف من جني إنجازات إنه يقبل بوجود دولة فلسطينية ولكن بشروط واضحة وفي نهاية مفاوضات حول التسوية الدائمة وألا تكون هذه الدولة في رأيه نسخة لاستمرار القتال ولعمليات سلبية في الدول العربية ووسط العرب في إسرائيل. إنه يعرف أن طرد عرفات من الساحة السياسية لا يضمن انتصارا بالضربة القاضية. الأكثر من ذلك لايكفي التكتيك العسكري الجيد من أجل وقف سفك الدماء، لذا فإن «يعلون»، لا يريد أن يبقى جيش «الدفاع» الإسرائيلي بشكل دائم في المدن الفلسطينية وهو يؤيد تقديم مساعدات إنسانية كبيرة للسكان الفلسطينيين.
ولا يخشى «يعلون»، من التحدث عن «تقصير الخطوط»، في المناطق الفلسطينية «الانسحاب من المناطق الفلسطينية»، ولكن ليس الآن ومن الواضح أن من الأفضل في نظره على المستوى التكتيكي والعملياتي تجميع المستوطنات في تكتلات.
القوة فقط تتحدث
أما جريدة «معريف»، فقد تناولت في مقال كتبته «يعل باز ملميد»، قرار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، «عوزي لنداو»، بإغلاق مكاتب الدكتور «سري نسيبة»، في القدس.
وقالت في هذا الصدد: يصعب أحيانا التحرر من الشعور باليأس البالغ السائد ليس فقط بسبب الأمور المعروفة والمعلومة ويخيل أننا قد تعودنا _ وهل لدينا خيار ؟ _ على الاعتقاد بأنه لا يوجد الآن من نتحدث معه ولا ما نتحدث بشأنه مع الفلسطينيين وأن القوة وحدها فقط هي التي ستتحدث في الفترة القريبة على الأقل.
ولكن ثمةأشياء لايمكن القبول بها ولا التعود عليها بالتأكيد وأحد هذه الأشياء هو الوزير «عوزي لنداو»، الذي أسند إليه منصب وزير الأمن الداخلي على وجه التحديد دون سائر جميع المناصب التي في العالم. ما هو جرمنا حتى نستحق هذا ؟ فقد قرر هذا الوزير بحكم صلاحياته إغلاق مكاتب رئيس جامعة القدس الدكتور «سري نسيبه»، والذريعة: أن مكاتب الجامعة كانت بمثابة مفوضية للسلطة الفلسطينية فى إسرائيل. دون أن تعطى تصريحا بذلك وليس حاشا لله بسبب أنه قد خرجت من هذه المكاتب دعوة لاستخدام العنف والإرهاب ضد إسرائيل، ولا أيضا لأن «نسيبه»، يشكل خطرا أمنيا.
هكذا ببساطة تبرير شكلي يعبر أكثر من أي شيء عن الأضرار المهولة التي يسببها هذا الوزير المتطرف لإسرائيل، سواءعلى الصعيد الإعلامي، وسواء على صعيد أكثر جوهرية.
واستطردت الكاتبة تقول: إن الدكتور «سري نسيبه»، شخص مريد للسلام الحقيقي إنه بالضبط الرجل الذي كان يتعين على دولة إسرائيل أن تبنيه كبديل لحكم عرفات والمقربين منه، ليس لأن لديه فرصة ما لأن يحل محل عرفات في يوم من الأيام ولكن كانت لدينا فرصة لأن نظهر سواء للفلسطينيين وسواء للعالم أنه عندما يكون هناك إنسان معتدل يؤمن بحق بالتعايش فإننا نمد له يدا دافئة ونحتضنه رغم كون هذا الحضن خطرا حقيقيا بالنسبة له.
ولكن ما الذي حدث في الدنيا حتى يفكر «عوزي لنداو»، بمنطق وبروية سياسية؟ إن ما يوجه «لنداو»، هو كراهية كل ما يتعلق بالفلسطينيين من قريب أو بعيد إنه لا يعتبرهم أعداء وحسب وإنما كيان، أو سلطة، ينبغي تصفيتها.
وهو على استعداد لأن يساهم بنصيب وافر في هذا المضمار ومن هنا ينبع يأسنا لأن إنسانا مركزيا للغاية في قيادة الدولة يستخدم القوة والصلاحية المتوافرتين له من أجل نسف كل إمكانية لأن نجلس ونتفاوض ذات يوم في المستقبل مع قيادة بديلة لعرفات حول الحل النهائي لأننا إذا تفاوضنا ربما نتوصل إلى اتفاق ما، ستكون هناك تنازلات في إطاره ولو كانت حتى مؤلمة حسب قول شارون وهذا بالضبط مالا يريد له «لنداو»، أن يحدث ولا حتى التنازل عن شبر واختتمت الكاتبة مقالها بالقول: ويتفاقم اليأس عندما يتضح إلى أي مدى تلاشى معسكر السلام حتى أصبح غير موجود.
إن «سري نسيبه»، هو الحليف الطبيعي لليسار في البلاد لكن هذا اليسار صامت رغم تعليقين أخيرين لليوسيين «يوسي سريدويوسي بيلين»، أين فؤاد بن أليعزر؟ أين حييم رامون؟ أين شمعون بيرس؟ لماذالا يعلنون أن إغلاق هذه المكاتب هو خط أحمر؟ والسؤال المحير هو كيف تحول «عوزي لنداو»، من رجل يميني متطرف إلى رجل بيده القوة لتنفيذ شريعته السياسية الخطيرة.
الإجابة واضحة: لقد خوله شارون ذلك. إن «لنداو»، ينفذ في واقع الأمر سياسة رئيس الحكومة الذي لا يستطيع بحكم وضعه السماح لنفسه بتنفيذ ذلك بنفسه حيث مما لاشك فيه أن إغلاق مكاتب «نسيبه» تم بالتنسيق مع شارون وهو لم يمنع ذلك، أي قصر رؤية سياسي نراه هنا؟ إنها لرسالة واضحة لا تقبل التأويل لكل القوى المعتدلة بين الفلسطينيين: لا تظنوا أنكم ستحصلون منا على امتيازات بسبب شجاعتكم في الخروج ضد الموجة العاتية من العنف في المجتمع الفلسطيني. إننا نتعامل معكم كما نتعامل مع المتطرفين بالضبط إذن فكروا مرتين إن كان مجديا الوقوف على رأس معسكر يتحدث عن حل سياسي ولهذا السبب، ما العجب في أن اليأس كبير للغاية.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved