Monday 15th July,200210882العددالأثنين 5 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

خطورة المسابح تصل لدرجة سلبنا أطفالنا خطورة المسابح تصل لدرجة سلبنا أطفالنا
مسؤولية الأب لا تنتهي ببناء المسبح

  تعلم الأبناء السباحة إحدى المهمات المطالب الأب بها لكونها رياضة عربية اصيلة ولعل الاهتمام بهذه الرياضة دفع البعض إلى اعتبار المسبح ضمن مقومات البيت الاساسية وينتهي دوره بعد تشييد المسبح وملئه بالماء ومن ثم دعوة الجميع للاحتفال بهذا الانجاز ولم يفكر للحظة بأن الاخطار من حوله قد تصل إلى الموت لا قدر الله لأحد ابنائه أو بناته في هذا المسبح.. لمعرفة اساليب السلامة التي يجب أن تتبع عند اقامة المسبح أو سباحة الاطفال به نلتقي مع الدكتورة حنان بلخي التي تعرفنا بنفسها في البداية فتقول:
الاسم/ حنان حسن عمر بلخي حاصلة على بكالوريوس الطب من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة عام 1991م تخصصت في طب الاطفال في البداية بعد ذلك أكملت مسيرتي فتخصصت بالامراض المعدية للاطفال من ثم بدأت الرحلة العملية بمستشفى الملك خالد بجدة ومن ثم انتقلت إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض كاستشارية اطفال وامراض معدية.
دكتورة حنان ثلاثية الأمراض المعدية، والأطفال والصيف ماذا تعني لك؟
- هذه الثلاثية قد تختصر ما تعانيه الامهات من مسؤولية تجاه اطفالهن خصوصاً في فصل الصيف وكذلك المستشفيات في هذا الفصل تشهد عبئاً مضاعف نتيجة وجود الاطفال مع اقرانهم من الاقارب باعداد كبيرة وهذا يتيح فرصة أكبر لانتقال الفيروسات بالذات الاطفال الذين لم يكتمل تحصينهم تجاه الامراض لذا نذكر دائماً بأهمية التطعيمات الاولية.
هل هناك أمراض معينة تنتقل في فصل الصيف؟
- هناك فيروسات معينة تنشط في فصل من فصول السنة فمثلاً نجد أن الانفلونزا تنتشر في فصل الشتاء ونلاحظ كثرة المصابين بها في هذا الفصل بينما نجد أن الفيروسات التي تصيب الجهاز الهضمي تكثر في الصيف.
في الصيف يكثر عشاق النزهة والسباحة إحدى الهوايات التي يحرص على مزاولتها الاطفال سواء في المنزل أو المنتزهات، أيمكن أن تهدد هذه المسابح حياة اطفالنا؟
- المسابح لها خطورة كبيرة لذا يجب الحذر منها لكونها قد تسلبنا اطفالنا إن لم يكن بالموت غرقاً فقد تكون الاعاقات كبيرة ومؤلمة كتلف الدماغ مثلا بالذات عند وقوع الطفل في المسبح وحصول حالة الغرق مع عدم معرفة الاهل بالاسعافات الاولية فتكون النتيجة عدم وصول الاكسجين للدماغ لفترة كبيرة وهذا يسبب تلف للدماغ فيحدث عند الطفل اعاقة مستديمة لا سمح الله فيجب على الآباء معرفة أن المسبح مسؤولية تجاه اطفالهم واطفال اقربائهم فليس معرفة ابنائك أو ابنائي للسباحة يعفيني من مراقبة المسبح ووضع الوسائل المطلوبة للسلامة لكون الآخرين من اطفال الاقارب والجيران والاصدقاء قد يسبحوا به وهم لا يعرفوا السباحة أو أحدهم وهنا تحصل الكارثة.
ماهي الاساليب التي يجب اتباعها عند إنشاء مسبح في المنزل للحفاظ على سلامة الأطفال؟
- قبل البدء في بناء المسبح لازم يكون ضمن المخطط الاساسي للبيت بمعنى اختيار موقع المسبح بعناية بمعنى هل من السهل عزل المسبح عن البيت؟ على سبيل المثال.. عند وضع المسبح لا يعقل أن يكون بجانبه صالة العاب أو حديقة صغيرة لكونه في هذه الحالة لا يمكن عزل المسبح.. يجب أن يكون الوصول إلى مكان المسبح لاستخدام المسبح فقط لا غير.. وهناك عدد من القوانين والقواعد وضعتها الاكاديمية الامريكية للاطفال الراغبين في بناء مسابح في منازلهم ومن هذه القوانين: السور المحيط بالمسبح يجب ألا يقل ارتفاعه عن ثلاثة اقدام ونصف القدم وألا يكون هناك منافذ للدخول إلى المسبح ويتم اغلاقه ولا يحمل المفتاح إلا صاحب المنزل أو ربة البيت فقط ويمنع الاطفال من استخدام المسبح إلا بوجود شخص كبير معهم و يكون هذا الشخص الكبير ملماً بالاسعافات الاولية وعلى دراية بطريقة انقاذ الاطفال.
في كل مسبح يجب توافر حلقة الانقاذ وهناك من يشترط وجود هذه الحلقة بأكثر من جهة، ويكون بالقرب من المسبح هاتف يمكنه الاتصال ببقية اجزاء المنزل.
وهناك احصائية تقول بأن 60% من حوادث الاطفال تحصل في مسابح منازلهم و11% في مسابح اقربائهم، وما يثير علامات استفهام كبيرة في هذه الدراسة أن 60 إلى 70% من هذه الحوادث تحصل بوجود الأب أو الأم بالمنزل أو كليهما وتشير الاحصائية بأن معظم الاطفال قد شوهدوا قبل العثور عليهم أموات في المسبح بخمس دقائق وهذا يعطي اشارة إلى أهمية الوقت، وهنا قد تنشغل الأم بالهاتف مثلاً لدقائق معدودة تكون كافية لفقدانها ابنها أو ابنتها لا سمح الله.
ما تفضلتي به يا دكتورة/ حنان من أساليب للسلامة تفترض نظافة الماء.. فما هي المخاطر المحتملة نتيجة السباحة بالأماكن العامة؟
- هناك وسائل حديثة تتيح لمستعمليها التأكد من نقاوة الماء حسب خطوات بسيطة وهناك وسائل للمحافظة على صفاء الماء ونقاوة الماء. ويجب أن يكون الماء نظيفاً ومعقماً.
كما يجب أن يعرف الاطفال أن هذا الماء يحتوي على بعض المواد الكيميائية التي تستوجب عليهم الاستحمام بعد السباحة بالمسابح العامة حفاظاً على سلامة عيونهم وبشرتهم وشعرهم أما المسابح التي لا يتم تعقيمها فإنها تسهم في نقل العدوى في كثير من الامراض عبر الفيروسات والطفيليات التي تجد مناخاً ملائماً للانتقال في المسابح غير المعقمة.
وفي ختام هذا اللقاء تؤكد الدكتورة حنان بلخي استشارية الاطفال والامراض المعدية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بأن افتقار المسابح لدينا للامان جعل ما شهدته من حالات لغرق الاطفال تفوق غيرها من الاصابات الوبائية .
علماً بأن العدوى يمكن معالجتها بمضاد حيوي لفترة تطول أو تقصر ولكن الطفل الذي يتعرض للغرق قد يموت أو يصاب بخلل في الدماغ يعجزه عن المشي أو النطق أو كليهما وهذه المأساة تقول الدكتورة حنان يمكن تجنبها بمراقبة اطفالنا مراقبة دقيقة أثناء اللعب بالمسبح وعدم الغفلة عنهم ولا ثانية واحدة.
ونحن بدورنا نؤكد للقارئ الكريم احساسنا بالحاجة إلى طرح المزيد حول هذا الموضوع ونعدكم بدراسة وافية عن الارشادات الواجب اتباعها عند الغرق لا سمح الله للدكتورة ليلى الشمسان.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved