|
|
إذا كان الشعر هو ابن بيئته فإنه لايمكن لشاعر معاصر ان يعيش فضلا عن ان يتجاوز وينتج أدباً ذا شأن دون ان يستوعب بدءاً ثقافة البيئة التي يحيا فيها وهذه البيئة لم تعد بيئة صغيرة محدودة كما كانت في الامس القريب فالعالم اليوم اصبح بفضل المخترعات الحديثة في الاتصالات اشبه مايكون بقرية كونية وها هي العولمة تكتسع الحدود وتلغي الخصوصيات وتدك آخر معاقل الفكر المنطوي على نفسه. والشاعر المثقف اذا توفرت لديه الموهبة يكون قادراً على التجدد وتجاوز الذات من خلال استفادته من تجارب الآخرين واضافتها الى تجربته الشخصية والشعراء الرواد الذين عرفهم تاريخنا الشعري ابتداء من الشعر الجاهلي وحتى اليوم كانوا يملكون اضافة الى الملكة الشعرية وعياً ثقافياً في محيطهم الاجتماعي بالشكل والمضمون الذي جعلهم يتميزون في طرحهم الشعري على اقرانهم وبالتالي يحجزون لأنفسهم مقعداً دائما في تاريخ الشعر والشعراء. |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |