Monday 5th August,200210903العددالأثنين 26 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

عروض الكتب عروض الكتب

عرض وقراءة: علي سعد القحطاني
في كتاب صدر حديثاً يتناول سيرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز رحمه الله من تأليف الأستاذ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد وقد قام صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن محمد بن عبدالعزيز بتقديم الكتاب وقال:
ما حفزني على القيام بمهمة إعداد هذا التقديم مع صعوبة المهمة سوى أمرين:
الأول انني اعتبرت عملي هذا امتداداً لفضيلة البر والوفاء للوالد حياً وميتاً، فلقد غرس فينا أمهات الفضائل من المحبة والوفاء والود لأهلينا وللناس جميعاً، فأولى بنا ان نواصل الوفاء له بعد رحيله عنا. وثانيهما ان هذا الكتاب يتناول كثيراً من السيرة الذاتية له - رحمه الله - وهي سيرة ثرية وغنية بالمواقف في كل المجالات وخليقة بالتسجيل لتكون نافذة يطل منها الأحفاد على محاسن الأجداد عندما يبعد بهم الزمن، ويحاول ان يطويهم تحت جناح النسيان أو يغرقهم في طوفانه فهو من قبيل الذكرى والتذكير وهو أمر محمود.
وقد قام صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن محمد بن عبدالعزيز بعرض فكرة وضع هذا الكتاب على أعمامه الميامين وقال:
وإنني لمغتبط جداً عندما عرضت فكرة وضع هذا الكتاب على أعمامي فوجدت منهم كل تشجيع وتأييد ودعوة إلى المبادرة بتنفيذ هذا الحلم الجميل لا سيما سيدي صاحب السمو الملكي العم الأمير سلطان بن عبدالعزيز والعم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز والعم صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز والعم صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز والعم صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبدالعزيز والعم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز والعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وغيرهم من بقية الأعمام، وهم أعلم الناس وأكثرهم معرفة بحياته، واكتفي هنا بإشارة عما تضمنته رؤيتهم الكريمة له لما لها من مدلولات تغني عن نافلة القول حيث جاءت تلك الرؤية على الوجه والنسق الآتي:
حيث قال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وهو يشيد بالراحل:
مهما قلت من رأيي عن سمو أخي الأمير محمد بن عبدالعزيز فلن أوفيه حقه وسيبقى رأيي قاصراً أمام قامة سموه ومكانته، بل ان شهادتي فيه مجروحة نوعاً ما، فقد كان أخا ورجل تاريخ وصاحب نظرة فاحصة مدركة للأمور وله أياد بيضاء كريمة رحمه الله وعفا عنه..
وقال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز:
الأمير محمد بن عبدالعزيز أحد إخوتي الكبار الذين جاهدوا وناضلوا مع والدنا المغفور له الملك عبدالعزيز في سبيل إقرار الوحدة والأمن والأمان في هذه البلاد. كان رحمه الله عطوفاً كريماً شهماً، يكره الظلم والكذب والنفاق، محباً لأسرته ووطنه ومواطنيه أسأل الله له المغفرة والرحمة وان يتغمده بعفوه.
كما تحدث صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز عن حب المرحوم للخير ومساعدة الناس وقال:
الذي أعرفه عن أخي الأمير محمد بن عبدالعزيز شهادة لإيداعها في سجل يحوي مزاياه وسيرته. إن سموه - رحمه الله - أكثر من عرفت حباً للخير ومساعدة للناس وتعاطفاً معهم بل انه أكثر الناس بذلا للمال والجاه. أرجو الله ان يجعل ذلك في موازين حسناته وان يتغمده بعفوه ورحمته إنه سميع مجيب.
وأشاد صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز بخدماته الجليلة واسهاماته الرائعة مع أبيه الملك عبدالعزيز في سبيل تأسيس هذا الكيان الكبير وقال:
عندما يذكر اسم اخي الأمير محمد بن عبدالعزيز - رحمه الله - تذكر له خدماته الجليلة واسهاماته الرائعة مع أبيه الملك عبدالعزيز في سبيل تأسيس هذا الكيان الكبير وهو انجاز شاهد على ما قدمه سموه وعرفه له الجميع، كما أن خصاله وشمائله الانسانية التي يتميز بها ستظل محفورة في قلب من عرف سموه وأدرك ما يتمتع به من حب وصفاء نادرين فقد اتسع قلبه ومنح عطفه كل من لجأ إليه طالبا العون والمشورة.
وتحدث صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبدالعزيز عن ذكرياته مع الراحل وقال:
ان العودة إلى الذكريات عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز تلك الشخصية الفذة ممتعة ومثيرة فلقد جمعتني به أول رحلة لي إلى الولايات المتحدة في معية الملك فيصل بن عبدالعزيز وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وأنا إذ ذاك صغير السن فوجدت فيه كل العطف الأبوي والحرص الشديد على التوجيه القويم.
كان ذلك الرجل العظيم قائداً شجاعاً ومقداماً وكريما لُقِّب ب(أبو الخيرين) لعشقه تلك الصفات وبالنسبة لأسرته كان أبا وأخاً وكان هذا شعور الجميع دائماً عنه. فهو محل حبهم وثقتهم.
إن هذا الأمير يعرفه كل من عاصره ومن كان معه أثناء مسيرة حياته وانه لقدوة لنا ولأبنائه وأحفاده وابناء أمته.
وآمل ان نؤدي الواجب علينا نحوه وان ندعو له بالرحمة والغفران.
وقال صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وهو يتحدث عن الخصال الحميدة التي يتحلى بها الأمير الراحل:
ما من شكل أن أخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز كان يعد عميد الأسرة المالكة قبل وفاته، فلقد اسهم مع والده طيب الله ثراهما في توحيد هذه المملكة وقيام الدولة السعودية مع الكثير من اخوته ورجال آخرين وكان رحمه الله يملك الكثير من الصفات والخصال الحميدة، ويأتي في مقدمتها الجود والوفاء والشجاعة وحسن الخلق وطيب المعشر.
كما تحدث صاحب السمو الملكي الأمير ممدوح بن عبدالعزيز وقال:
الحديث عن اخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز يخص عملاقا من عمالقة الأسرة وعماداً من أركانها وما عندي لا يفي لأخي وسيدي شيئا من حقه فلن تلد نساء العائلة الا قلة قليلة في مثل كرمه وشجاعته وحبه لعمل الخير والانفاق على المستحقين والبائسين. إضافة إلى حسن التصرف والجرأة والقدرة على حسم المواقف وترجيح المصلحة العامة. ولن أنسى الاشادة بشفافيته المفرطة وطيبة قلبه مع العزم والحزم.
وقال صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز: صاحب السمو الملكي أخي المرحوم محمد بن عبدالعزيز من المجاهدين الأوائل الذين شاركوا مع والدنا المغفور له الملك عبدالعزيز كما شارك سموه في توطيد الأمن والامان في هذه البلاد وتوطيد علاقاتها العربية والدولية عبر رحلات بأمر والده له ولإخوته شملت البلاد العربية والإسلامية والاوروبية والأمريكية، في وقت كانت العلاقات الدولية في طور النمو وتفتقر إلى توطيد علاقاتها السياسية واثبات وجود على الساحة الدولية وقد عرف أخي الأمير محمد بالنخوة والشجاعة وإغاثة الملهوف والقدرة على حل المشكلات الصعبة.. رحمه الله . وأسكنه فراديس جناته.
وقال صاحب السمو الأمير محمد بن عبدالله بن جلوي آل سعود وهو يشيد بمآثره وما تحلى به من أخلاق عالية وصفات حميدة: أهم ما يميز صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز رحمه الله الأخلاق العالية والصفات الحميدة وحبه لأسرته وقرابته ومواطني بلده، كريم بماله وجاهه يجير من استجار به.
وتحدث الأستاذ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد في مقدمة كتابه وقال: الأمير محمد بن عبدالعزيز شخصية تاريخية فذة، جمعت الكثير من الفضائل والخصال الكريمة والحكمة والاعتدال إلى جانب الشجاعة وقوة الإرادة في المحن والظروف الصعبة.
كانت حياته - رحمه الله - حافلة بالعطاء والإنجازات القيمة في مجالات أسرته، وفي عمله الوطني والاقليمي وأمته العربية والاسلامية، وهو أحد أبرز أبناء عبدالعزيز الكبار الذين حظوا بالاحترام والحضور القوي المميز في حياة والده، على الساحة المحلية والعربية والدولية، وذلك لما تمتعت به شخصيته من حصافة، ومصداقية، ومواقف كريمة، أهلته لهذه المكانة المرموقة بين اخوته من أبناء عبدالعزيز.
وتعد التحولات الكبرى التي شهدتها البلاد في العديد من الجوانب الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها، تلك التي وقف وراءها جلالة والده الملك عبدالعزيز بحكمته وجدارته، بحيث جاءت الإنجازات المتتالية التي شهدها طيلة حياته تحقيقا للتطور والبناء ومواكبة روح العصر دون أي إخلال بالقيم أو المبادىء المتأصلة في المجتمع السعودي، رسخت فيه هو وإخوته وكبار البيت السعودي العمل على بقائها وتجذرها انسجاماً مع رؤيتهم في استمرار المسيرة المباركة.
وبذلك تحقق الرصيد الضخم من الإنجازات كما تحققت تطلعات المواطن السعودي في الأمن والاستقرار والعدالة الاجتماعية والتقدم، في ظل مبادىء الشريعة الإسلامية التي تكفل كل الحقوق وتوفر كامل العدالة.
وبيَّن المؤلف للقارىء بأن وضع هذا الكتاب لم يكن بالأمر السهل وقال وهو يستعرض صفحات كثيرة من حياة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز رحمه الله:
لذلك لم يكن وضعي لهذا الكتاب بالأمر السهل فستشاهد في صفحاته القادمة بإذن الله تجسيداً حياً لحياة هذا البطل المليئة بالنشاط والمخاطر، مع ما يجب ان يستصحب في هذا السبيل من وقائع لتصوير الأحداث بصرف النظر عن أنه من العسير ان يحيط المرء بكل شيء أو يكتب كل شيء دون تعارض أو اعتراض، فقد اشتمل البحث على عدد من الموضوعات المهمة عن سيرة الأمير محمد أهمها: نشأته وتربيته، موقفه من السلطة، دوره ومشاركاته في الدفاع عن الوطن، وحماية حدوده، ومشاركاته في توطيد العلاقات العربية والدولية لوالده، رحلاته مع والده ومقابلاته للزعماء والقادة، رحلاته الخاصة وزياراته الرسمية، جلساته ومقابلاته، علاقاته بالأشقاء من حكام الدول وبلدان الخليج، نظرة سموه الإسلامية الشاملة، سموه والترفيه البريء، الفروسية في حياة هذا الأمير، سموه والوظائف الرسمية، ثقافته ونصيبه من العلم، الحياة الأسرية لسموه، الجانب الإنساني في حياته، حاشيته ورفقاء الطريق، سموه في واحة الشعر، وفاته وما قيل عنه من رثاء وثناء.
في الباب الأول من الكتاب يتحدث المؤلف عن آل سعود في التاريخ ثم يستطرد في الحديث عن نشأة الأمير محمد بن عبدالعزيز في كنف والده الملك عبدالعزيز كما تحدث المؤلف عن صفات الأمير محمد الشخصية وقال عنها: تميزت شخصيته من خلال اسهاماته في ابداء الرأي والمشورة عندما برزت بعض المشاكل الداخلية، فكان لسموه دور مهم في تيسير الأمور وبث الطمأنينة وقد أعرب كثير من القادة والزعماء والرؤساء الذين التقى بهم في عدد من المناسبات عن إعجابهم بما تنطوي عليه شخصيته من قوة تثير الدهشة.
ومن الملامح البارزة في شخصية هذا الأمير تسامحه وتواضعه فيما يعرفه عنه الكثير من مواطنيه ومن ضيوفه والمحتكين به، يشاركهم في هذه المعرفة ابناء الشعب السعودي من الحاضرة والبادية الذين كان يكتظ بهم مجلسه الخاص في قصره أو في مضارب البادية خارج مدينة الرياض، فقد كان يستقبل زواره من الأصدقاء ويتحدث معهم ببساطة شديدة فيجد فيه الجميع الوالد والأخ الذي ينصت لأقوالهم ويبذل جهداً متواصلا في حل مشكلاتهم لا سيما مع المعوزين والفقراء.
كما تحدث المؤلف الرويشد عن الأمير محمد بن عبدالعزيز ورحلته إلى الحجاز مع والده وعن مشاركاته الحربية وعن دوره في آخر معركة قادها والده والكتاب يُعد سجلاً حافلاً بالإنجازات والعطاءات التي تميزت بها سيرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز رحمه الله وفي آخر الكتاب يسجل المؤلف الرثائيات وأقوال المعزين في وفاة الأمير الراحل في يوم الجمعة 16/4/1409هـ وقد عرض الرويشد في كتابه لنماذج من مقالات التأبين لعدد من أدباء المملكة وغيرهم.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved