|
|
طالعتنا صحيفة الجزيرة في عددها 10897 وتاريخ الثلاثاء 20/5/1423هـ بعنوان وزارة المعارف والمعلمون والمعلمات والهدر الاقتصادي والذي كتبه راشد بن محمد الفوزان والذي تباكى على اريكة الاثارة على طول الاجازة التي يتمتع بها المعلم والمعلمة وما تمثله من هدر للوقت والجهد والمال في مقالة افتقدت للحس الواعي لبنية المقال الهادف للمعنى والروح الى تعمد «الاثارة» والى تسويد الصحف بالكتابة من اجل الكتابة وحب الظهور دونما ادنى احترام لعقلية المتلقي والقارئ وخاصة من فئة المعلمين والمعلمات والذين يحظون بتقدير عال ومكانة لائقة من الدولة والمجتمع نظير الدور الكبير الذين يلعبونه في تربية وتنشئة وتعليم الاجيال من ابناء اليوم وامل الغد المبشر الواعد.. وما الاجازة التي يحسدنا عليها كاتب المقال الا جزء بسيط من مميزات كثيرة يحظى بها المعلم والمعلمة من معين رعاية واهتمام وتشجيع الدولة التي تفهمت حقيقة العمل المميز الذي يقوم به والجهد الكبير الذي يلعبه، واكاد اجزم ان كاتب المقال كان يجهل الاسباب التي جعلت المعلم يحظى بهذه المميزات وذلك التقدير، وتلك الاثارة ليست جديدة ولن تكون الاخيرة فلقد سبقتها مقالات عديدة تبخرت في قناعات الوعي الوطني المسؤول عند صانع القرار الايجابي ولن يغيرها نعيق الغربان او حومة الحساد ولن يجد الا سراباً يحسبه ماءاً على القدر الذي اتعب نفسه يجمع ويطرح ويضرب ويقسم اخماساً في اسداس ليبقي ويخصم ويحسب وليس بذلك بغريب على موظف بنكي سابق كان عمله الاساسي الحسابات ولغة الارقام الا ان مجال الاجازة للمعلم والمعلمة ليست اختصاصاً بنكياً قابلاً للصرف.. لانك لن تجد من يصرف لك.. اما تحامل الكاتب على المعلم والمعلمة ووصفه لهما بالجمود وأنهما محدودا القدرات ولا يطورا نفسيهما وبصيغة «التعميم» وهو بعيد كل البعد عن الميدان التربوي ولا يكاد يعرفه البتة الا كما يعرف طائر القتاد عشه؟!! فهذا تجنٍ بليد حسه، ولا ادري من اين جاء بهذا التعميم الظالم وهو لا ينتمي الى فئة المعلمين وليس من منسوبيهم؟.. انني ومن خلال سبعة عشر عاماً قضيتها في التعليم ولازلت اشهد بأن الكثير من زملاء المهنة علي قدر كبير من الثقافة العلمية والحيوية والبروز من التخصص الذي يحمله وعلى قدر من القدرة والكفاءة والتأهيل ليس في مجال الحاسوب بل وبرمجته ومعرفة تفاصيل التفاصيل في ادارة التطوير بهمة، ولديهم الاستعداد لتطوير غيرهم اذا لزم الامر حتى في اساليب الكتابة وفنونها وكيف تكون!!؟ اما ايحاء كاتب الاثارة المتعمدة والذي يتباكى على مصلحة الوطن ومن ثم يسمى وظيفة المعلم بأنها وظيفة لا تحتاج اكثر من تقديم ملف للحصول على اكثر اجازة وراتب مجز واكثر راحة واصفاً من ايحائه ان تلك الوظيفة وظيفة من لا وظيفة له فأنني اؤكد بأن وظيفة المعلم ليست بالوظيفة السهلة كما يعتقده جهلاً وهو بعيد عن الممارسة الفعلية بل هي رسالة تحتاج الى كفاءة عالية وتأهيل متخصص وقوة بأس وشعور واع بالمسؤولية وتدريب مستمر، وليأتي ليجرب فلربما ارتج عليه بل ربما لم يستطع ان يجتاز المقابلة الاعدادية لصلاحية التدريس، فلماذا اذاً يبث الدعوة للالتحاق بوظيفة التدريس، وثمة اضافة ازيد بها من معلومات كاتب تلك المقالة بأن اغلب مسؤولي الدولة ممن يتقلدون مناصب رفيعة في الدولة من العلماء والقضاة والوزراء وموظفي الدولة عملوا بداية في مجال التدريس وصقلوا من خلال تجربتهم التي يصفونها دائماً بالتجربة الثرة والتي يحلمون يوماً بالعودة اليها. |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |