Tuesday 13th August,200210911العددالثلاثاء 4 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الوشم قلب نجد النابض6/5 الوشم قلب نجد النابض6/5
القصب جفر الملح وبياضه الناصع
في القصب يستخرجون الملح الأبيض من الطين الأسود
حركة دؤوبة في جنوبها.. والهدوء يلف شمالها

  حلقات كتبها وصوّرها: محمد عبدالله الحميضي
من بلاد الملح من ارض الحمادة ذات الامتداد مع الافق.. من ميدان ارضي فسيح بين جبال طويق الشامخة ونفود الرغام ننقل عبر هذه الصفحة صوراً من طبيعة القصب ونشاطها المتميز التي تنفرد به بين بلدان منطقة الوشم تأخذك الحركة الدائبة في جزئها الجنوبي حيث جفر الملح واحواضه وبياضه الناصع.
والهدوء في شمالها حيث المزارع والبساتين الخضراء واشجار النخيل في الاطراف الغربية منها.
ولعل موضوعاً يتناول مثل هذا الجانب الكبير والمتعدد تعجز عن ترجمته الكلمات وتستوعبه الصفحات ولكن نكتفي بالمفيد من المعلومات بما يشبه الملح في الزاد لكي نأتي بما يعطي القارئ فكرة تغنيه وتعفيه من الطول الممل فهذه ارض الملح والزراعة والادب والشعر مدينة القصب.
«القصب» الموقع
تقع مدينة القصب في المنطقة الوسطى للمملكة العربية السعودية في منطقة الوشم بنجد في نقطة التقاء خط الطول 30- 45 شرقاً مع دائرة العرض 30-25 شمالاً تقريباً واقرب مدينة لها مدينة شقراء على بعد 35 كيلو متراً الى الغرب.
كما تبعد عن مدينة الرياض العاصمة 160 كيلومتراً ارضها مستوية وخصبة مياهها متوسطة تبعد عنها السبخة المسماة «بالمملحة» حوالي اربعة كيلو مترات الى الجنوب.
يحيط بها من الشرق جبال طويق وجبل منفرد من جهة الشمال يسمى «الفريدة».
اما النفود الغربي «عريق البلدان» وهو الفاصل بينها وبين شقراء على بعد حوالي 17 كيلو متراً.
اشتهرت في الماضي بالزراعة وكثرت بها المزارع في جهة الشرق فيما يسمى «قصور القصب» حيث تتوفر المياه ويزرع فيها البر والشعير وبعض المنتجات الزراعية.
القصب في الماضي
للقصب تاريخ عريق جداً فقد عمرها سكانها منذ مئات السنين ولان الموضع الذي هي فيه جاذب للاقامة لوجود الملح والوادي والمياه والروضة الشمالية «العكرشية» والروضة الجنوبية «روضة الكثير» واذا كان هناك حلقات تاريخية مفقودة لعدم تدوين ذلك في الماضي فان الدلائل والشواهد بالاضافة الى المتوقع من جراء المقارنة مع اماكن قديمة مشابهة تدل على ذلك الماضي العريق لها. فالآثار والابنية والموارد المائية تعطي مؤشرات لحياة سادت في اماكن عديدة من القصب بأحجام مختلفة وانماط متنوعة. ويبدو ان المكان مهيأ لنشاط الزراعة وانتاج الملح وتسويق هذا الناتج والاستفادة منه داخل القرية جعلا منها مدينة تشجع الساكن بها الى طول الاقامة والتوسع في العمران.
وحيث ان مصادر الرزق بها ثابتة وهي الملح والزراعة وليست مستهلكة كالرعي الذي يحتاج الى نقل وترحال دائم.
ولهذه الاسباب المذكورة استوطن اهل القصب بها وتناسلوا وازداد عددهم خلال السنوات الماضية فقدم اليهم من قدم وهاجر في طلب الرزق منهم من هاجر وهذه سنة الحياة.
وقد ذكر ياقوت الحموي «قرية تسمى الرمادة فقال «الرمادة من قرى امرئ القيس بن زيد متاة بن تميم باليمامة ذات نخيل ورمادة ابيط سبخة بحذاء القصيبة بينها وبين الجنوب تفضي اليها اودية الرغام، يؤخذ منها الملح».
وقال ذو الرمة:
أصيداء هل قيظ الرمادة راجع
لياليه او ايامهن الصوالح
وقال ابن ابي حفصة: «القصيبة من ارض اليمامة لبني امرئ القيس». وجاء في تاريخ ابن بشر ذكر نهاية بلدة «الرقيبية» وهي فترة من فترات تاريخ القصب حيث كان المعمور منها يسمى بهذا الاسم لكنه زال عام 1015هـ.
اما في عام 1322هـ فقد كان الملك عبدالعزيز رحمه الله اثناء توحيد الجزيرة العربية قد جاء للقصب ونزل في مكان في الشمال الغربي يسمى «قَطْر» وكان قبل ذلك قد ارسل كتاباً الى اهل القصب يخبرهم بمجيئه اليهم وقد قدّم اهالي القصب واميرهم لملكهم الطاعة والاخلاص واقام عدة ايام في البلدة.
اما في عام 1374هـ فحظيت القصب بشرف استقبال الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله.
وقد نزل في موضع جنوبي القصب يسمى «الجميلي» وقد وزع العطايا من كسوة ونقود اعانت كثيراً من المحتاجين ووسعت عليهم.
التعليم قديماً
اعتمد التعليم في الماضي على نظام الحلقات في المساجد ودور العلماء من ائمة مساجد وطلبة العلم وغيرهم.
وكان هذا هو الوضع السائد عموماً في منطقة نجد والقصب جزء منها.
ولم يكن التعليم خاصاً بالرجال فقط بل النساء نلن نصيبهن من ذلك.
حيث تقوم المعلمات في كل مرحلة من مراحل التاريخ بتعليم الفتيات عبر حلقات في منازلهن وعلى فترات خلال اليوم ومن هؤلاء المعلمات:
منيرة بنت راشد، هيا آل شتوي، هيلة المقحم، نورة النمي «ام هديب»، منيرة الشعلان، وغيرهن ممن تعلمن وعلمن الاخريات مقابل مبالغ زهيدة تدفع حسب الاستطاعة وظروف كل عائلة، تصل احياناً الى ثلاثة ريالات عند ختم القرآن الكريم مجزأة عند دخوله وحفظ بعض اجزاء القرآن وعند ختمه كاملاً.
كما ان المساهمة ببعض المواد الغذائية مثل البر والتمر جائز في مثل هذه الحالات.
كما انه لم يسبق ان تم اخراج الدارسة او الدارس من حلقة الدراسة لعدم سداده او التأخر في دفع المبلغ.
اما بالنسبة للبنين فكانوا يسمون «القراية» وهم من يتعلمون مع المطوع وسموا بالقراية نسبة الى القراءة التي يقرأونها.
ويسمى المعلم »المقرّي» او «المطوع» كانوا في غرفة بجوار المسجد يتراوح عددهم ما بين 40-50 طالباً يدرسون على عدة فترات قد تصل الى ثلاث قبل الظهر وبعد الظهر وبعد العصر.
ومن الذين قاموا بالتعليم في الماضي عثمان المنيع، وابراهيم بن سويد وعبدالعزيز العوجان وسليمان بن قاسم وغيرهم.
ثم جاء التعليم النظامي في عام 1374هـ حيث تم افتتاح اول مدرسة ابتدائية حكومية بدأت في دار الوقف المجاور للمسجد الجامع القديم.
بعد ذلك افتتحت اول مدرسة متوسطة في عام 1389هـ ثم افتتحت ايضاً المدرسة الثانوية.
اما تعليم البنات فكانت اول مدرسة حكومية في عام 1388هـ ثم المتوسطة في عام 1398هـ ثم الثانوية في عام 1401هـ.
كما ان جميع مدارس تعليم البنات في مبان حكومية بالاضافة الى مبنى حكومي لمندوبية لتعليم البنات ونسبة السعودة في المدارس الابتدائية 100%. وقد كان تعليم الكبيرات نصيب في ذلك خلال الفترة المسائية «بعد العصر» اضافة الى افتتاح روضة للاطفال وحضانة ملحقة بها.
إنتاج الملح
تبدو عملية انتاج الملح في ظاهرها لغير العارفين من ابسط انواع الانتاج. ولكن حقيقة الامر غير هذا فانتاج الملح يتطلب جهداً ووقتاً ومتابعة مستمرة وهذا يوضح لنا سبب قلة العاملين في هذا النوع من الانتاج.
كيف يخرج ملح ناصع البياض
لا يمكن التصديق بأن ذلك الملح الابيض النقي خرج من وحل وطين بلون داكن وطين اسود ولكنها الحقيقة.
حيث يقوم الشخص باختيار مكان داخل ارض «سبخة القصب» ثم تبدأ بالحفر لحفرة بطول حوالي 25x52م قابلة للزيادة او النقص حسب الاستطاعة.
يتحدد العمق من مكان الى آخر ولكنه في الغالب من 3 الى 4 أمتار تقريباً يزداد الحفر عند قلة الامطار وجريان الاودية اليها.
يترك هذا الماء لمدة شهر او شهرين حسب حرارة الشمس وقوتها ثم يترسب الملح شيئاً فشيئاً.
ثم يتم نقله من الماء بواسطة عمال داخل الماء مع غسله في مائه ثم يترك بجوار الحفرة ليجف هكذا كانت الطريقة القديمة.
الطريقة الحديثة لانتاج الملح
بعد نجاح التجربة انتقل المنتجون من المكان القديم الى الجديد الاكثر اتساعاً ويمكن فيه ان ينفذ المنتجون طريقتهم.
وتتلخص في حفر حفرة عميقة تصل الى سبعة امتار تقريباً لتكون «عين الجفر» ثم يتم سحب الماء منها عبر مضخات الى خزان للتجميع تم عمله من التراب يرتفع قليلاً عن مستوى الارض. ثم يضخ الماء انسيابياً عبر ليات او قنوات ترابية يتم توزيع الماء بعدها الى ما يسمى بالبركة حيث يتم عمل مجموعة من البرك حسب استطاعة المالك اولا ً ثم لكمية الماء الموجودة عنده وعدد العمالة الذين سيباشرون العمل في استخراج الملح وتعبئته مستقبلاً. تستمر عملية الضخ من البئر الى خزان التجميع ثم الى البرك يومياً وذلك لتعويض الماء الذي يتبخر بفعل حرارة الشمس.
يستمر الوضع كذلك لمدة تصل الى شهر في فصل الصيف وشهرين او ثلاثة في الفصول الاخرى ويقل التبخر وانتاج الملح في الشتاء.
مرحلة تجفيف الملح
يتم نقل الملح بعد غسله في مائه وداخل بركته باستخدام الايدي العاملة داخل الماء حيث يتم نقله بجوار البركة وعلى حافتي البرك ويترك يتعرض لحرارة الشمس ولنزول الماء في الاسفل لتشربه الارض.
ثم بعد ذلك يتم تعبئته في اكياس تتراوح سعتها من خمسة الى عشرة كيلو جرامات.
تكون بعدها جاهزة للتصدير حيث يتم تحميلها في سيارة الشحن التي تنطلق من القصب يومياً بمعدل 000 ،20 كيس يومياً.
يصدر الى جميع مناطق المملكة وبأسعار زهيدة يصل سعر الكيس عند الانتاج الى 50 هللة فقط يدخل فيها تكاليف الانتاج والايدي العاملة وقيمة الكيس والخياط وغيره من تحميل داخل الشاحنات. وهناك ما يتم تعبئته مباشرة في الشاحنات دون اكياس وذلك لاستخدامات اخرى مثل الجلود وبعض المصانع التي تقوم بشرائه مباشرة من المملحة.
حيث يقدر اجمالي الانتاج بحوالي 40 طناً يومياً.
ورغم قلة اسعاره الا ان تكاليف التأسيس قد تصل الى 200 ألف او 300 ألف للمملحة الواحدة.
وتحتاج الى صيانة ورعاية بالمعدات والايدي العاملة لان الملوحة تتسبب في تلف المعدات والادوات وغيرها مما يحتاجونه في العمل. اضافة الى ذلك ان التراب والطين هما العاملان الرئيسيان في بناء الخزان والبرك ولا يستعمل الاسمنت بها.
اما الامطار فانها رغم انها ترفع من منسوب الماء وتسهل عملية الانتاج مستقبلاً..
الا ان اضرارها كبيرة قد تصل الى انعدام للبنية الاساسية للمملحة اذا قامت السيول بمداهمتها وكانت قوية فربما تسببت في اتلافها بالكامل ويتم العمل بالاصلاح من جديد.
مشكلات انتاج الملح
- التكاليف العالية التي قد تصل الى 300 الف ريال لتنفيذ مشروع واحد.
- احتياج المشروع الى ايد عاملة قوية تتحمل الملوحة وحرارة الشمس مع عدم توفر مياه عذبة او مواد استهلاكية للتخفيف من عناء العمل.
- عدم توفر الكهرباء او الطرق المسفلتة مما يجعل الحياة بها صعبة وكذلك الوصول اليها في ايام الامطار والسيول لامتلائها بالوحل والطين.
- رخص اسعار الملح حيث يصل سعر الطن الواحد الى ما يقارب150-100 ريال فقط.
- احتياج المشروع للمتابعة الدائمة والصيانة طوال العام.
- عدم استطاعة المعدات الحديثة العمل به لان الارض طينية وتظل الحاجة الى اليد العاملة مستمرة طوال العام.
الإنتاج والتوزيع
يعتمد انتاج الملح وتوزيعه على حالات العرض والطلب وسرعة التسويق ومدى الانتشار في التوزيع وكذلك حالة الطقس والمناخ في الماضي عندما كان الانتاج قليلاً كانت اسعاره اكثر بقليل من الآن والطلب عليه اكثر ويتأثر كثيراً عند انعدام الانتاج كلياً في فترة قد تصل الى شهر او شهرين وربما اكثر من ذلك عند هطول الامطار بغزارة وامتلاء السبخة بالمياه مما يؤدي الى عدم الوصول الى محلات انتاج الملح بعدها ينتهي المخزون سريعاً.
كذلك لم يكن هناك البديل الجاهز لسد العجز.. اما الآن فان اسعاره زهيدة والمخزون لدى البائعين والمنتجين والمستهلكين كبير لا يتأثر بانقطاعه لفترة مثل السابق.
مع ان البدائل وجدت وفي اماكن مختلفة في حالة الحاجة اليها. ويتم تحديد الكمية حسب الطلب حيث يتم ابقاؤه في بركة او على جوانبها ولا تتم تعبئته الا عند تسويقه وبسرعة لان امكانية تلفه من حرارة الشمس وذلك لوجود الاكياس البلاستيكية التي يعبأ بها. اما في حالة عدم وجود المستهلك فانه يترك في مكانه مما يجعله على حاله حتى لو بقي لسنة او اكثر.
اما اماكن استهلاكه فهي كثيرة اهمها استخدامه في اطعمتنا اليومية. كذلك دخوله في عدد من الصناعات مثل دباغة الجلود وتعبئة المياه الغازية وتنقية المياه والتعقيم والتنظيف ولاصحاب الماشية لخلطه مع الاعلاف ومصانع الاعلاف وغيرها من الاستخدامات المختلفة.
الآثار
  ينتشر في القصب عدد من الآثار القديمة التي تختلف الرويات عن تواريخها ومن اهم تلك الآثار:
1- المرقب:
وهو مقصورة طويلة «برج» يستخدمها الاهالي للمراقبة في فترات الخوف وقد اقيمت في مكان مرتفع لتساعد على اكتشاف الخطر وتعطيها زيادة في الارتفاع.
ويقوم بالمهمة رجل حاد البصر يسمى «سبر» ويقال بأن من يعمل بها هو ابراهيم بن عوجان احد المشهورين بشدة المراقبة وقوة البصر.
وقد كان هذا البرج يعطي الناظر مسافة تقدر بحوالي عشرين كيلو متراً ولايزال قائماً.
2- الرقيبية:
وهي القرية القديمة وتقع جنوب البلدة الحالية وغرب المخططات الجديدة الآن.
تهدمت عام 1015هـ وتركها اهلها مخلفين آثارهم باقية بعدهم وقد اندثرت تقريباً ولم يبق سوى اجزاء من السور مع العلم انها تحوي تحتها آثاراً لم يكشف عنها حتى الآن.
3- القصر:
يقع في الركن الجنوبي من القصب ويقع به الجامع العتيق والمدرسة القديمة وسمي بهذا الاسم نسبة الى قصر آل سيار من امراء القصب قديماً وهو من اقدم ما عمر في البلدة ويعود عمرانه الى ما يقارب 400 سنة.
4- العود وقصر الشيخ:
منطقة أثرية جنوب القصب على بعد حوالي 2 كيلو متر بجوار سبخة القصب «المملحة» وقد تهدمت وبقية آثار البلدة المسماة سابقاً «العود» وكذلك القصر ولم يبق منهما سوى الاطلال.
5- الحامي والعقدة:
في جنوب بلدة القصب في سوره الجنوبي به عدة ابراج قديمة للمراقبة ملحقة بالسور ابوابها من الداخل وسمي بالحامي لانه يحمي من الاعداء بالمراقبة واما «العقدة» فهي السور الملاصق للبلدة القديمة.
6- منزل حميدان الشويعر
يذكر بعض السكان ان منزل حميدان الشويعر الشاعر المعروف هي الدار المجاورة لباب الحوطة وهو المدخل الرئيسي للبلدة من الجهة الغربية.
ويعود بناؤها الي القرن الثاني عشر الهجري ولاتزال قائمة حتى الآن حيث تهدم جزء منها بفعل الامطار والسيول التي مرت عليها دون صيانة بعد ان اهملت منذ زمن.
ومن شعره عن بلدة القصب يقول:


طالب للقصب يوم أنا في الجنوب
من اله العرش يسقيه وسميه
يا هبيل العرب لا تكد القصب
لين سيله يعقب الرقيبيه
اكتب الغرس قبل ريق يجيه
اكتبه للعييل بطلحيه
عز عيبك لا تدور النقاد
في همال القصب من جنوبيه

النهضة العمرانية
قبل افتتاح المجمع القروي في عام 1400هـ بالقصب لم يكن هناك مبان على الطراز الحديث كما هو عليه الآن بل كانت عبارة عن مجموعة من البيوت يحيط بها سور البلدة القديمة بأبوابه الاربعة وبعض المنازل التي بنيت بعد ان ضاقت بهم القرية القديمة وذلك بتخطيط شيء وبيوت صغيرة مشابهة لما كانت موجودة في السابق وبشكل محدود.
وعندما باشر المجمع القروي اعماله منضماً اليه قرى «المشاش - الحريق - الصوح - الداهنة - الجريفة» مع المزارع المحيطة بكل قرية.
كان من اولويات عمله عمل المخططات السكانية وتنظيف المدينة التي تحتاج الى ايام لكي يتم انجاز نظافة جيدة من ركان نفايات لعدة اعوام.
حيث كان العمل من الصفر في كل شيء استمر العمل والدعم والجهود لتتحقق الاهداف وتظهر مدينة جديدة بعد ان كانت تقاس في الماضي مساحتها بالامتار فقط اصبحت الآن يصعب التنقل بها ومساحتها تقدر بالكيلو مترات ولا ادل على ذلك مما تم انجازه خلال العشرين عاماً الماضية من مخططات سكنية وشوارع وحدائق وتشجير وجولات صحية ورش ونظافة.
كان حصيلتها 9 مخططات سكنية في القصب وحدها بقطع سكنية عددها 2563 قطعة تم بناء معظمها.
ومخطط للدوائر الحكومية به 12 قطعة وزعت على جميع الدوائر الحكومية التي لا تملك مبنى حكوميا وينتظر بناء هذه الدوائر التي منحت قطعاً به.
اما المنطقة الصناعية فقد شملتها العناية والتخطيط حيث وزع بعض القطع بها وعددها 98 قطعة بني الجزء الاكبر منها واستعمل كورش للحدادة واصلاح السيارات ومختلف الانشطة الصناعية.
اضافة الى الجهود الكبيرة في مجال الحدائق والتشجير والسفلتة والانارة.
حيث بلغ الصرف عليها اكثر من سبعين 70 مليون ريال.
شملت سفلتة وانارة وتسوير مقابر ودرء اخطار السيول على الاودية القريبة من المدينة واسواق عامة وخضار ولحوم.
اضافة الى جولات صحية مختلفة لصحة البيئة والمواطنين.
مع الرش بالمبيدات الحشرية للوقاية من الامراض لا سمح الله.
ثرمداء والتاريخ
ثرمداء مدينة قديمة عرفها التاريخ في اكثر من موقع كان لها النصيب الاكبر في كتب التاريخ والمؤرخين جعلها موقعها متميزة عن غيرها كانت في طريق القوافل والغزاة كانت ضريبة قدمها وشهرتها انها كانت مسرحاً للعديد من الحروب التي عاش اهلها القدامى الكثير منها.
لقد كانت الخلافات القبلية في الماضي تتسبب في المناوشات لأسباب معظمها تافهة لا تستوجب هذه الحروب.
فإما ان يكون خلافاً عائلياً او شحناء شخصية او بسبب المنافسة على ماء او كلأ ثم تدور رحى الحرب بين هذه القبائل.
آثار ثرمداء
من اهم الآثار القديمة في ثرمداء قدم مبانيها وشكلها الاثري القديم بمبانيها الاثرية الطينية وابراجها العالية وسور البلدة الذي يحيط بها من جميع الجهات مبيناً داخله حياة قديمة صنعت لها تاريخاً مميزاً تشهد له المباني والاسواق التي لاتزال باقية حتى الآن رغم مرور الزمن عليها الا ان معالمها واضحة للعيان.
- قصر العناقر:
وهو قصر كبير يحيط به خندق واسع ومحاط بسور قوي البناء يقدر عمره بحوالي ثلاثمائة عام تقريباً وبالقصر بئر كان يجلب منها الماء للسقيا.
- قصر الربض:
ويعود بناؤه لحوالي ثلاثة قرون تقريباً وهو قصر كبير جداً بني من الطين يشبه في بنائه القلعة الكبيرة.
تهدم خلال الحروب الماضية وكذلك مرور الزمن عليه.
- كذلك بعض القصور الاثرية الكبيرة ومنها قصر آل يوسف وقد بني منذ 260 عاماً تقريباً وقصر العيدان وقد بني مند حوالي مائة عام.
- باب السقالة وهو احد ابواب البلدة وعمره اكثر من مائة عام.
وكذلك السور الذي لاتزال اجزاء منه باقية وبحالة جيدة بالاضافة الى العديد من القلاع «الابراج» في جوانب السور للحماية.
- كما يوجد بعض الآثار المجاورة للبلدة مثل الفهدة، الثوير، المعزة، والمرقبة.
ثرمداء والتطور
لم تكن مدينة ثرمداء بأقل من غيرها في اخذ النصيب الاكبر من التطور والنهضة في شتى المجالات فلقد هجر اهلها المباني القديمة المتلاصقة ذات المساحة الصغيرة والشوارع الضيقة التي لا تكاد السيارة تمشي في معظم شوارعها فكان من مظاهر هذه النهضة توزيع الاراضي السكنية بعد تخطيط الاراضي الصالحة للسكن بجوار البلدة القديمة حتى بلغ عدد المخططات السكنية خمس مخططات بمرافقها من مساجد ومدارس وحدائق ودوائر حكومية وشوارع فسيحة واسواق تجارية.
فبلغ عدد هذه القطع السكنية اكثر من 1200 قطعة بدأ الناس في البناء وازدهرت الحركة العمرانية وشملتها السفلتة والانارة وزينت هذه الشوارع والميادين بالاشكال الجمالية والحدائق والانارة التي شملت معظم الاحياء ولقد كان للحدائق نصيب في هذه الاحياء حيث بلغ عدد الحدائق في ثرمداء احدى عشرة حديقة زينت بالاشجار الكبيرة وزرعت ارضيتها بالحشيش الاخضر مما حول هذه المسطحات الخضراء الى متنفس للاهالي.
كما ان المرافق الصحية كان لها نصيب في هذه المدينة حيث انشيء بها مركز صحي متكامل تم الانتهاء من بنائه مؤخراً على الطراز الحديث مما جعله يقدم افضل الخدمات لاهالي ثرمداء وللاماكن التابعة لها وسكان البادية ممن يجاورون مدينة ثرمداء.
كما ان للصناعة اهمية في المدينة حيث اعد مخطط كبير بجوار الطريق العام مرات ، شقراء حيث احتوى على العديد من القطع ثم استغلال الجزء الاكبر منها في عمل الورش لاصلاح السيارات وورش للحدادة وجميع الاعمال الصناعية المختلفة.
القرائن «الوقف وغسلة»
تسمى في الماضي ذات غسل وهي من قرى الوشم مجاورة لمدينة شقراء من جهة الجنوب كانت لبني كليب بن يربوع ثم صارت بني غير وقيل انها قرية لبني امرئ القيس.
قال فيها الشاعر ذو الرمة:


وأظعان طلبت بذات لوث
يزيد رسيمها سرعاً وليناً
انخن جمالهن بذات غسل
سراة اليوم يمهدن الكدونا
بها روضة تسمى «رويضة غسله»
وقد قيل فيها ايضاً من الشعر
ايا ذات غسل يعلم الله انني
لجوك ما بين الجواء صديق
وياذات غسل ريح ارضك طيب
كمسك لقى بين الصلاء سحيق

ويلتقي بها واديان هما وادي العنبري يقال بأنه لبني العنبر من تميم حيث تم اشتقاق الاسم له.
اما الوادي الثاني وهو النميري وهي بلدة الاديب الشاعر عبدالكريم الجهيمان ويقول فيها:


يا حبذا ذات غسل في حلاوتها
وحبذا خطرات في ضواحيها
وجلسة بالنقى في معشر نجب
اشهى الي من الدنيا وما فيها

وذكرها كثير وماضيها قديم وقدمها باق في اسوارها وحصونها واسواقها القديمة وآبارها الزراعية التي صمدت عبر التاريخ ولعل قربها الشديد من مدينة شقراء خفف من نموها السكاني وتطورها العمراني حيث ان «الوقف» قد اشتبكت مبانيها ومخططاتها مع مدينة شقراء واصبح مستشفى شقراء الجديد، الذي لايزال تحت التأثيث والتجهيز بين مخططات شقراء والوقف حتى ان معظم طلبة مدرسة الوقف الابتدائية والمتوسطة من طلبة شقراء.
وقد اصبحت وكأنها من احياء شقراء واما غسلة فتبعد قليلاً وبها مدرسة ابتدائية للبنين والبنات ومركز صحي وبريد. وقد شملتها النهضة العمرانية والسفلتة والانارة والتشجير.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved