Friday 23rd August,200210921العددالجمعة 14 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

عن أي شيء نبحث عن أي شيء نبحث
فهد بن مطني القمعان/ كلية المعلمين بحائل

يتقدم العمر وتتقارب الخطى، يحث الناس المسير وتسير القوافل ويتفرق الاهل يترك الابن اباه ويهجر الزوج زوجته، يغير الانسان عمله ويتخلى عن نمط حياته يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير يجمع الاموال ويشيد العمران كل ذلك سعياً حثيثاً وراء هدف واحد وعامل اشترك الناس في تقديمه والناس مجمعون كلهم ومجدون في البحث عنه.
ولكنهم يسيرون في غير مساره ويلتمسونه في غير مظانه فتوهمه الغني في ماله والرئيس في دائرته على حين ظنها أناس آخرون في شهرتهم وسلطتهم فهذا غاص غمار البحار وهذا سافر جواً وهذا وذاك يسيح في الارض يبتغي من فضل الله كل ذلك لِمَّ ولماذا...؟
بل قد بغى بعضهم وتجبر إلى أن وصل به الحد إلى أن يقتل وشرد ويعتدي على حقوق البشر كل ذلك سعياً وبحثاً عن هذا الشيء المعنوي ..(السعادة..) قال الله تعالى:{وّمّنً أّعًرّضّ عّن ذٌكًرٌي فّإنَّ لّهٍ مّعٌيشّةْ ضّنكْا} في الدنيا حياة ضيقة شاقة متعبة {وّنّحًشٍرٍهٍ يّوًمّ القٌيّامّةٌ أّعًمّى"}.
هذه الكلمة (السعادة) بكل مدلولاتها قد اتعبت من جرى خلفها ومع ذلك لن يوفق إليها إلا من وفقه الله لها ولو كان شخصاً لايجد قوت ليلته ينام في العراء يقاسي برد الشتاء وحر الصيف لا يفكر ولا يشغل باله إلا لما يراه أمامه فالأمس نسيه وطواه والغد ايمانه بالله كفاه همه فكأن الدنيا حيزت له بحذافيرها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أصبح آمناً في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها).
فلماذا الحزن؟ يحزن الإنسان حزناً يخرجه عن صوابه مع ان كل شيء بقضاء الله وقدره وأن الله قد كتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السموات والارض بأربعين ألف سنة وأن الله كتب على ابن آدم حظه من الشقاء والسعادة وفي الحديث (فإذا تم له أربعين في بطن أمه نفخت فيه الروح وامر الملك بكتابة اجله ورزقه وشقي أو سعيد) إذن علينا أن نعمل ونتكل على الله والا نكدر انفسنا وقلوبنا بأشياء تزيدنا وهناً على وهن فالإنسان دائماً يشعر نفسه أنه سعيد وأن سعادته معه في صدره حيثما سار سارت معه وأن هذه الدنيا سعادتها ممزوجة بشقاء ومهما بلغ الإنسان من السعادة فإن ملك الموت سيبدد هذا الحلم.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved