Saturday 24th August,200210922العددالسبت 15 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

كيف يفكر الإسرائيليون؟ كيف يفكر الإسرائيليون؟
هل تحمي الأسوار المواطن الإسرائيلي؟

  قبل ثمانية وثلاثين عاما تقريبا، وبالتحديد في الثالث من شهر نوفمبر 1968 تقدم حاييم بارليف إلى هيئة اركان قوات الدفاع الاسرائيلية بخطة للدفاع عن شبه جزيرة سيناء تقوم على اساس بناء خط دفاعي فاصل على طول خط مياه قناة السويس تتولى حراسته والدفاع عنه نقاط صغيرة او مخافر يفصل الواحدة عن الأخرى مسافة تراوح بين 5 و 6 كيلومترات.
لم تلق هذه الخطة سوى الاستجابة السلبية من جانب الميجور جنرال ارئيل شارون الذي قال في ذلك الوقت «إن عمليات قوات الدفاع الاسرائيلي لاتقوم على اساس خطوط دفاعية ثابتة، اعتمادا على انه حتى اندلاع حرب الايام الستة لم يكن لدينا حدود نستطيع الدفاع عنها على اساس ثابت ومستقر.. إن النظرية العسكرية الاسرائيلية تقوم على اساس شن غارات هجومية تنقل الحرب إلى ارض العدو، واعتقد أن الدفاع عن سيناء ينبغي أن يقوم على اساس استخدام قوات متحركة وليست ثابتة».
قوبلت انتقادات شارون وحليفه في ذلك الوقت الميجور جنرال اسرائيل تال لما اصبح يسمى فيما بعد باسم «بخط بارليف» بالسخرية من جانب اعضاء هيئة الاركان الاسرائيلية. كان هذا الخط معروفا جيدا بين افراد الشعب الاسرائيلي إلى الحد الذي قام فيه الشاعر الاسرائيلي ناعومى شيمر بنظم قصيدة بعنوان «يحيا المخفر» اثارت ضجة في الشارع الاسرائيلي بين عشية وضحاها.
يبدو أن رأي شارون وتال كان صائبا، فقد مرت الايام وجاءت حرب اكتوبر عام 1973 واجتاحت قوات الجيش المصري مراكز الحراسة المنتشرة على طول خط بارليف وقتلت واسرت الجنود المحاصرين بداخلها، غير انه لم تكن هناك حاجة إلى الاجتياح المصري لخط بارليف لاثبات انه كان بمنزلة خسارة فادحة من المنظور الاستراتيجي الدفاعي.
لقد اشار تال إلى ذلك بوضوح في رسالة بعث بها إلى وزير الدفاع الاسرائيلي بتاريخ 20 سبتمبر 1970 قال فيها «إن مراكز الحراسة على طول خط بارليف حولت المنطقة من منطقة خالية من الأهداف الاسرائيلية إلى منطقة تزخر بالاهداف الاسرائيلية الثابتة، وانه من اجل الاحتفاظ بهذه المراكز والدفاع عنها فقد اضطررنا إلى القيام بأنشطة روتينية تفوق واجباتنا القتالية، لذا فان وحدات دعم المركبات والافراد خاصة من المدنيين اصبحت عرضة لنيران العدو، ففى الفترة بين يناير ويونيو 1970 بلغ حجم الخسائر البشرية في سيناء 498 بينهم 69 قتيلا، بل لقد لقي 49 شخصا مصرعهم واصيب 200 آخرون داخل مراكز الحراسة نفسها.
شارون يتراجع
لقد وافق المجلس الامني على قرار ببناء اول 116 كيلومترا من الخط البالغ طوله 360 كيلومترا شرق الخط الاخضر بكيلومترات قليلة. بعد أن قاد رئيس الوزراء ارئيل شارون حكومته إلى الموافقة على خطة تقوم على اساس قيام العمليات الدفاعية الاسرائيلية على خط ثابت على طول الحدود غير القابلة للدفاع عنها. غير أن مساوىء خط الدفاع الجديد اكثر بكثير من مساوىء خط بارليف الذي كانت له ميزة ابتعاده عن المراكز السكانية المدنية بمئات الكيلومترات من الاراضى الصحراوية، بينما يقع خط الدفاع الجديد وسط المراكز السكانية المدنية. فضلا عن أن الخط الثابت من شأنه أن يعزل عشرات الآلاف من الاسرائيليين - ماديا ونفسيا ودبلوماسيا - عن بقية البلاد.
إن لدى اسرائيل بالفعل خبرة مع عمليات الفصل من جانب واحد للفلسطينيين، فقد تقدم ايلان بيرام قائد القيادة المركزية عقب توقيع اتفاق اوسلو بفكرة مد مجموعة من الطرق الالتفافية، وادرك بيرام انه على الرغم من انه كان ينبغى أن يعم السلام بين اسرائيل والفلسطينيين بما يسمح للاسرائيليين بالتحرك عبر المناطق التي انتقلت إلى السيطرة العسكرية الفلسطينية الا أن ذلك في حد ذاته يعادل توقيع الأمر بقتلهم.
الحل الوحيد
إذن فان الحل الوحيد لمنع تسلل الارهابيين إلى الاراضى الاسرائيلية هو قيام آلاف من الجنود الاسرائيليين بدوريات مستمرة على طول السور الأمر الذي يلغي الحاجة اليه اصلا، اما منع سقوط القذائف الصاروخية فانه يحتاج الى السيطرة على أراضي العدو.
يرى مؤيدو فكرة الفصل بين الاسرائيليين والفلسطينيين انه بما أن معظم الهجمات التي تقع داخل الخط الاخضر تأتي من جهة الضفة الغربية التي لا يوجد بها سور، وليس من غزة التي يوجد بها سور، فان السور في غزة يمثل رادعا في هذه الحالة، إلا أن هذا الرأي يتجاهل حقيقة انه على العكس من الاعتقاد الشائع فان المناطق المتقدمة من غزة تعدّ أكثر عنفاً من الضفة الغربية.
يقول متحدث باسم قوات الدفاع الاسرائيلى إن 6883 هجوماً وقع في غزة خلال الفترة بين 29 سبتمبر 2000 و 12 اغسطس 2002 مقابل 6543 هجوما في الضفة الغربية خلال الفترة نفسها، وان الفلسطينيين استفادوا من رجال الضفادع البشرية والانفاق ومدافع الهاون لاختراق السور وانهم يقومون حاليا بتطوير طائرات شراعية لاجتيازه.
ماهو الهدف؟!
يقول لانداو انه لايعرف الهدف من وراء خطة وزير الدفاع الاسرائيلي الخاصة بالفصل بين الاسرائيلييين والفلسطينيين رغم انه صوت لصالحها نظرا لفائدتها في وقف الهجرة غير المشروعة لاسرائيل.
واشار لانداو إلى انه بغض النظر عن دوافع وزير الدفاع بن اليعازر فان حقيقة العنف الفلسطيني سوف تجعل من أي خطط انسحاب يضعها زعيم حزب العمل امرا مستحيل التنفيذ.
إن تصريحات وآراء لانداو لا تبعث على قدر كبير من الراحة في نفوس معارضي اقامة الاسوار، حيث يرى شيرمان أن بناء السور يعد بمنزلة مثال اخر للفشل الذريع للمعسكر القومي يكشف عن طبييعة الصراع للشعب الاسرائيلي وبدلا من اطلاع الامة على الحقيقة البسيطة والمرة في الوقت نفسه الخاصة بأن الفلسطينيين يخوضون القتال ليس من اجل الحصول على حق تقرير المصير، بل من اجل القضاء على حق تقرير المصير اليهودي، فان المعسكر القومي يتيح الفرصة لانتقاد الحاجة إلى حل سياسي من المستحيل تحقيقه عن طريق الفوز في المعركة على الشعورالاسرائيلي المحلي- حسبما يقول شيرمان الذي يضيف أن اسرائيل خفضت على مدى الثلاثين عاما الماضية خياراتها العسكرية والدبلوماسية إلى الحد الذي اصبح معه من الحتمي أن نختفي وراء وهم سور دفاعي على خط الحدود الدولية.
عوداً على بدء!!
وعودة الى عام 1968 فقد استمر الجدل حول فعالية خط بارليف على مدى يوم كامل، اما اليوم ووسط حالة حرب ومع غياب مناقشات عامة حقيقية، فانه لا توجد مناقشات داخل الحكومة او بين قوات الدفاع الاسرائيلي عن هذا الأمر، ان اسرائيل ترتكب الخطأ نفسه اذن.. ومؤيدي السور يرون فيه اول خطوة على طريق انسحاب اسرائيل الكامل إلى حدود ما قبل حرب الايام الستة. اما معارضو فكرة الفصل من جانب واحد داخل الحكومة الاسرائيلية فانهم يؤيدون هذه الخطة ويرون فيها فوائد تكتيكية معينة وهم على اقتناع بأن الفلسطينيين انفسهم سو ف يحرمون حزب العمل من القدرة على الانسحاب من الضفة الغربية.
وسط كل ذلك يقف الرأي العام الذي ضلله قادتنا وقادوه إلى الاعتقاد ببناء سور باهظ التكاليف ليس امامه سوى فرصة قليلة في خفض التهديد على حياتنا واشاعوا في النفوس أن فيه دواء لكل الأمراض.
السؤال الذي يطرح نفسه في النهاية هو: «أين سيكون موقع اسرائيل ؟وكم عدد الاسرائيليين الذين سيلقون حتفهم إلى أن يأتي الوقت الذي يثبت فيه لنا الفلسطينيون انهم سوف يتوقفون عن القتل؟ وهل نحن نضلل انفسنا بالاعتقاد في هذا الأمر؟
البريطانية
التايمز نشرت تقريرين عن الشرق الأوسط، الأول أعده دانيال كاجروري، ويتحدث عن طلب مكتب التحقيقات الفدرالي تسليم المصري المقيم في بريطانيا، أبو حمزة المصري. ويقول التقرير إن ال «أف بي آي» سيسعى لترحيل أبو حمزة المصري من بريطانيا إلى الولايات المتحدة لأنه يتهمه بالسعي لإقامة معسكر إرهابي في الولايات المتحدة. ويضيف التقرير أن وزارة العدل الأمريكية فشلت حتى الآن في ترحيل أي من الذين تتهمهم بالإرهاب أو مساعدة تنظيم القاعدة، إلا أن المسؤولين يقولون إنهم على وشك إصدار مذكرة اعتقال بحق أبو حمزة.
أما التقرير الثاني فكان تحليلاً لما سيؤول إليه وضع أسعار النفط العالمية في أعقاب هجوم أمريكي على العراق. ويقول التحليل الذي كتبته برونوين مادوكسو جاء تحت عنوان «عامل زلق في استراتيجية الحرب الأمريكية»، إن على الإدارة الأمريكية أن تفكر ملياً بأمر هو أكثر إلحاحا من الحرب على العراق ألا وهو أسعار النفط.
الديلي تلغراف أبرزت تقريراً كتبه من واشنطن ديفيد رني تحت عنوان: «رامسفلد يقول :هاجموا العراق الآن ودعوا التاريخ يحكم» وينقل التقرير عن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفلد قوله إن الولايات المتحدة لن تخاطر بأن تنتظر أن تحصل على أدلة بأن صدام حسين يصنع أسلحة الدمارالشامل في العراق.
ويضيف التقرير أن رامسفلد رفض المطالب الأوروبية والعربية بإبراز دليل قوي على أن العراق يقوم فعلا بصنع أسلحة الدمار الشامل قبل الهجوم عليه.
وقال رامسفلد في مقابلة تلفزيونية «تذكروا البلدان التي قالت إبان الحرب العالمية الثانية إنها لا تمتلك أي دليل على نوايا هتلر، وكانت النتيجة أن ملايين الناس قد قتلوا بسبب تلك الأخطاء».

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved