Tuesday 24th September,200210953العددالثلاثاء 17 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

حفر الباطن عاصمة الربيع ومنبت الكمأ3/6 حفر الباطن عاصمة الربيع ومنبت الكمأ3/6
أرامكو كانت سبباً في تسارع النمو الاقتصادي الذي لم يدم طويلاً
توفير وسائل النقل وزيادة القروض العقارية أهم مطالب السكان
ألفا طالب وطالبة في مدارس القيصومة

  حلقات يكتبها: سلامة فدعوس الظفيري
في حلقة اليوم من حلقات حدود الوطن ننقلكم في رحلة إلى مدينة القيصومة والتي تبعد عن حفر الباطن بما يقرب من 18 كيلو مترا وبها المطار الاقليمي، والتي لا تزال تحتفظ بمشاهد التنمية المختلفة وقد كان لتواجد شركة أرامكو في بداية الأمر الأثر الكبير في ازدهارها.
في حلقة اليوم من حلقات حدود الوطن ننقلكم في رحلة إلى مدينة القيصومة والتي تبعد عن حفر الباطن بما يقرب من 18 كيلو مترا وبها المطار الاقليمي، والتي لا تزال تحتفظ بمشاهد التنمية المختلفة وقد كان لتواجد شركة أرامكو في بداية الأمر الأثر الكبير في ازدهارها.
القيصومة حاضراً
من خلال جولة ميدانية لمدينة القيصومة شملت شوارعها وأسواقها القديمة واطلالها ومجمع الإدارات الحكومية الخاوية التي شيدتها شركة أرامكو السعودية في مطلع الستينات.. وجمع المعلومات التاريخية والخدماتية عنها منذ نشأتها.. وكيف كانت تعيش حالة فريدة من النمو والازدهار ثم تلاشت تدريجياً.
هنا فقط وأمام الأسواق والمنازل القديمة ومجمع الإدارات الخاوية تذكرت بيتا من قصيدة الشاعر الاندلسي أبو البقاء الرندي في رثاء الاندلس:
هي الأمور كما شاهدتها دول
من سره زمن ساءته أزمان
نعم هذا البيت الشعري ينطبق على مدينة القيصومة.. اذ كانت في مطلع الستينات تشهد حالة من النمو والازدهار في كافة الخدمات وكان المواطنون بحفر الباطن يحصلون على الخدمات والمواد الغذائية والاستهلاكية من القيصومة حتى خدمات الهاتف والتلفزيون.. ولكن سبحان مغير الأحوال من حال إلى حال. إذ لم تدم عملية النمو والازدهار لمدينة القصيومة على حالها ولم تستمر سوى عدة سنوات وهناك عدة عوامل أدت إلى توقف حالة النمو والازدهار التي كانت تشهدها سنتعرض لها بالتفصيل في هذه الحلقة.
سبب التسمية
سميت مدينة القيصومة بهذا الاسم نسبة إلى نبات «القيصوم» وهو من الأعشاب البرية وكان يستخدم سابقاً ضد بعض الأمراض في الطب الشعبي إذ كان هذا النبات يكثر في منطقة حفر الباطن الرعوية وتحديدا في هذا الموقع واطلق الاسم البادية الرحل اثناء تنقلهم من مكان لآخر للاستدلال على الموقع عند الوصف الدقيق لمنازلهم المكونة من بيوت الشعر واستقر اسم القيصومة على هذا النبات.
الموقع
حقيقة إن موقع مدينة القيصومة متميز جداً إذ تقع على أرض مستوية ومرتفعة شمال وادي الباطن وشرق وادي فليج وبعيدة جداً عن مخاطر السيول التي تعانيها مدينة حفر الباطن كل عام، وتبعد مدينة القيصومة عن مدينة حفر الباطن 18 كم ويصل عدد سكانها نحو 35 ألف نسمة.
بدأت مدينة القيصومة في النمو والازدهار قبل مدينة حفر الباطن وذلك في مطلع الستينات عندما أنشأت شركة ارامكو السعودية محطة لتخزين وضخ البترول في القيصومة وتولت شركة خط الأنابيب عبر البلاد العربية «التابلاين» وهي جزء من مجموعة شركات أرامكو السعودية بمد خط أنابيب البترول من المنطقة الشرقية «الظهران» إلى الأردن وتشغيله.
وبعد قيام شركة أرامكو بانشاء محطة لتخزين وضخ البترول بالقيصومة فقد أوجدت العديد من الخدمات حيث أنشأت مستشفى التابلاين وسكنا للعاملين بالشركة ومجمعا للادارات الحكومية وتأثيثه وتجهيزه كمبنى للامارة والشرطة والمحكمة والجوازات والأحوال وأنشأت مطارا وبريدا ومدارس للبنين والبنات ومحطة للمياه وكهرباء وبثا تلفزيونيا ينطلق من الظهران ويشاهد في القيصومة فقط واثار الرعب في نفوس المواطنين لعدم معرفتهم بالتلفزيون وعلى اثر توفر هذه الخدمات المختلفة التي تخدم المواطنين بالقيصومة وحفر الباطن والقرى والهجر المجاورة فقد بدأت الحركة العمرانية والتجارية بالقيصومة تزدهر تدريجيا إذ تحولت من مورد للمياه يقطنه البادية الرحل إلى بلدة نامية وساهمت شركة أرامكو السعودية في تنشيط الحركة التجارية والعمرانية إذ حرصت على توفير جميع مقومات الحياة للمواطنين والعاملين فيها.
وشهدت القيصومة الكثير من التطور والنمو والازدهار وتم انشاء سوق بالقيصومة مكون من عدد من المحلات التجارية ومبنى من الطين يلبي كافة الاحتياجات والمستلزمات ويتردد عليه الناس في حفر الباطن والقرى اذ لم يكن في حفر الباطن سوق يلبي جميع المتطلبات الحياتية سوى سوق الماشية..
كانت مدينة القيصومة في مطلع الستينيات وحتى أوائل السبعينيات تعيش حالة فريدة من النمو والازدهار ويطلق عليه عصرها الذهبي إذ نمت وتطورت وتوفرت بها جميع الخدمات وكافة الاحتياجات وكانت مأهولة بالسكان ولكن دوام الحال من المحال، إذ فقدت مدينة القيصومة بريقها ونموها وازدهارها وتحول عصرها الذهبي إلى برونزي إذ توقفت فيها عملية النمو والازدهار تدريجياً وهناك عدة عوامل رئيسية كانت السبب في عدم مواصلة مدينة القيصومة نموها وازدهارها.
العامل الأساسي الأول: المياه.. قال تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) المياه عصب الحياة.. لا يمكن الاستغناء عن هذه المادة.. ويقال إنه يوجد في مدينة القيصومة عند بداية نشأتها 13 بئراً ارتوازية عملت لفترة قصيرة ثم توقفت عدا بئر واحدة قامت شركة أرامكو بإدارتها وتقديم خدمات المياه للعاملين والمواطنين.. ولكن هذه البئر الوحيدة لا تكفي ولا تغطي حاجة العاملين والمواطنين من المياه.. مما جعل الحياة والاستقرار في القيصومة امرا صعبا إذ كانت المياه فيها شحيحة حتى الآن، ويعاني اهالي القيصومة نقصاً حاداً في المياه ويكلفهم ذلك أعباء مالية ومشروع مياه الشرب لا يسد حاجتهم من المياه.. وعلى إثر توقف الآبار في القيصومة اتجه الكثير من المواطنين إلى حفر الباطن المشهورة بآبارها التاريخية الكثيرة التي يصل عددها إلى 40 بئراً فوارة والمياه بها وفيرة وتستخرج بالطرق البدائية القديمة. وكان عامل المياه له تأثيره السلبي على مدينة القيصومة والإيجابي على مدينة حفر الباطن التي شهدت حالة جديدة متواصلة من التطور والنمو والازدهار بينما مدينة القيصومة توقفت بها عملية النمو والازدهار.
أما العامل الآخر الذي أدى إلى توقف حالة النمو في القيصومة فيقال أن شركة أرامكو السعودية انشأت محطة لتخزين وضخ البترول في القيصومة وأوجدت العديد من المشاريع والخدمات والمرافق لخدمة العاملين والمواطنين لفترة قصيرة من الزمن وتحديداً منذ مطلع الستينيات حتى بداية السبعينيات وتولت الشركة إدارة وتشغيل هذه الخدمات مما أدى إلى نمو وازدهار مدينة القيصومة.. ومع بداية السبعينيات تخلت شركة أرامكو عن إدارة هذه الخدمات والمرافق تدريجياً واقتصر عمل الشركة على تخصصها البترولي مما أدى إلى تدني مستوى الخدمات وبالتالي توقفت عملية النمو والازدهار.
بدأت مدينة القيصومة تحاول استعادة نموها وازدهارها مع عام 1393هـ تقريباً وذلك بفضل الاهتمام والرعاية التي توليها الدولة وتقديم الخدمات للمواطنين في كل مدينة وقرية وهجرة وكان لمدينة القيصومة نصيب جيد من الرعاية والاهتمام، إ ذ تدفق عليها العديد من المشاريع والخدمات والمرافق الحيوية التنموية التي تلبي حاجة المواطنين ومن هذه الخدمات:
مطار القيصومة أحد المطارات الإقليمية بالمملكة ومجهز بكافة الخدمات والمرافق وتم توسيعه مؤخراً وشيد له مبنى جديد يشمل كافة المرافق وتسير الخطوط السعودية رحلاتها الجوية من حفر الباطن إلى الرياض يومياً وإلى محافظة جدة رحلة واحدة بالأسبوع ويحمل المطار اسم حفر الباطن بالقيصومة.
مستشفى القيصومة العام يقدم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين إذ به جميع التخصصات الطبية جراحة، باطنية، نساء وولادة، أطفال، مختبر، صيدلية وعيادات خارجية بالإضافة إلى وجود مركز صحي يقدم الخدمة الصحية وفق برنامج الرعاية الأولية.
التعليم
يوجد أيضاً لجميع المراحل التعليمية للبنين بمدينة القيصومة مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية ويقدر عدد طلاب تلك المدارس بأكثر من 1000 طالب وكذلك مكتبة عامة مزودة بأمهات الكتب وأماكن جلوس للقراءة ووحدة صحية مدرسية تقدم الخدمة الصحية لمنسوبي إدارة التعليم بالقيصومة.
وهناك أيضاً في مدينة القيصومة مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية للبنات ويقدر عدد الطالبات بتلك المدارس بأكثر من 1000 طالبة وكانت بها سابقاً مندوبية تعليم البنات عندما كانت القيصومة في حالة من النمو والازدهار.
وهناك في مدينة القيصومة العديد من الخدمات والمرافق المهمة كمركز لإمارة المنطقة الشرقية، مخفر للشرطة، ومكتب للبلدية وهاتف وبريد ودفاع مدني وناد رياضي وبنوك تجارية.
مطالب الأهالي
لذلك لا يزال أهالي مدينة القيصومة بحاجة إلى المزيد من الخدمات وحملوا «الجزيرة» رسالة لنقلها إلى المسؤولين بأمل تحقيقها:
- حث بلدية القيصومة على مضاعفة الجهود في عملية نظافة المدينة وايجاد مجسمات جمالية وإزالة المخلفات داخل الأحياء السكنية كونها تشوه المنظر العام وتلوث البيئة وتلحق الضرر الصحي بالمواطنين.
- تأمين وسائل نقل لمدارس البنات إذ يعاني أولياء الأمور من عدم التفرغ لإيصال الطالبات إلى المدارس البعيدة.
- زيادة القروض العقارية إذ يتم صرف قرض واحد كل شهرين وهذا غير كاف ولا يساعد على نمو وازدهار القيصومة.
- الحاجة الماسة والضرورية لخدمة المياه.. إذ تعاني القيصومة من نقص حاد في المياه ومشروع مياه الشرب بحفر الباطن لا يصل سوى حي العزيزية والخالدية بالقيصومة وضعيف جداً.
- إيجاد فرقة للدفاع المدني جنوب القيصومة كونها مأهولة بالسكان وكثيراً ما تتعرض ممتلكات المواطنين للتلف جراء الحرائق قبل وصول فرقة الدفاع المدني ومقرها شمال شرق القيصومة.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved