Tuesday 1st October,200210960العددالثلاثاء 24 ,رجب 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أطروحة جامعية ترصد صورة المرأة العربية في ثلاثين فيلماً أطروحة جامعية ترصد صورة المرأة العربية في ثلاثين فيلماً
المرأة في سينما التسعينيات قاتلة ومنحرفة وتاجرة مخدرات وخائنة..!

* القاهرة- شريف صالح:
في اغلب الافلام العالمية والعربية على السواء تلعب المرأة دور «السنيد» للبطل الشهير وعادة لا تزيد مؤهلاتها الدرامية عن جمال الوجه والقوام. اساتذة كثيرون في مجال الاعلام والبحث الاجتماعي حذروا من الصورة السلبية للمرأة وتأثيرها على المجتمع، لكن القائمين على صناعة السينما دائماً يراهنون فقط على حصان الربح!
وحتى يتم تدقيق هذا الكلام اعدت الباحثة احسان سعيد- كلية الاداب/ جامعة عين شمس- اطروحة الماجستير عن سينما التسعينيات وكيف صورت المرأة ان سلباً وان ايجاباً، وحصرت الدراسة في واحد وثلاثين فيلماً منها «القاتلة»، «قدارة»، «امرأة وخمسة رجال»، «عتبة الستات»، «الراقصة والسياسي»، وغيرها من الافلاح التي اثارت ردود افعال متباينة اثناء عرضها.
بالطبع الموضوع مثير للفضول والباحثة اثرته بالعديد من التساؤلات المهمة عن طبيعة الادوار التي تسند إلى المرأة ومؤشرات العنف ضدها، وعلاقتها بالرجل كما تصورها السينما، كما التفتت الباحثة إلى تسارع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها المجتمع حالياً مثل انتشار اجهزة المحمول وشبكة الانترنت والقنوات الفضائية وتأثيرات ذلك على السينما وعلى المجتمع معاً.
وفي اختيارها لقائمة الافلام موضع الدراسة اهتمت بما قامت المرأة فعلاً ببطولته الاساسية وباستقراء الافلام وجدت الباحثة ان المرأة العاملة- مدرسة في الغالب- كانت بطلة لثلاثة عشر فيلماً من الافلام الـ31، وفي ضوء المقارنة بين الصورة السلبية والايجابية خلصت الباحثة الى ان هناك «25» صورة سلبية للمرأة في مقابل 15 صورة ايجابية، اي الصور السلبية ضعف الايجابية تقريباً، ونجدها في افلام مثل: الضائعة، الغرقانة، المساطيل، كلام الليل، المرأة والساطور، الدكتورة منال ترقص.
وارجعت ذيوع الصورة السلبية لسيادة متطلبات السوق التي تنحاز دائماً إلى ظهور المرأة في ادوار الراقصة الخليعة والعري والتركيز على مفاتنها، مع انتفاء الدور الحقيقي لها في المجتمع، وغالباً ما تبدو عاجزة عن التفكير وسهلة الانقياد وسلبية ومنحرفة وفي السياق نفسه فإن صورة المرأة في نهاية التسعينيات ومع ظهور نجمات شابات امثال منى زكي وحلا شيحة وحنان ترك، هذه الصورة لم تكن احسن حالاً مما قدمته يسرا وفيفي عبده ونبيلة عبيد، فمثلاً ظهرت حلا شيحة في فيلم «ليه خليتني احبك» كفتاة تفتقد القدرة على اتخاذ القرار مقابل الاغراق في اظهار صورتها العصرية كالتركيز على الشكل الخارجي ولون الشعر ومتابعة خطوط الموضة، في حين تغافل الفيلم عن النواحي الاصلية في الشخصية كالمستوى العلمي والمكانة الوظيفية والاجتماعية.
من أكثر الافلام التي توقفت ازاءها الباحثة احسان سعيد باعتبارها نموذجاً للصورة السلبية فيلم «الضائعة» لنادية الجندي حيث بدت البطلة غير قادرة على اتخاذ قرار ووصل بها الامر إلى الانحراف وارتكاب جريمة قتل، وهناك ايضاً فيلم «الغرقانة» حيث تظهر بطلته نبيلة عبيد كنموذج للمرأة العاجزة التي تلجأ للخيانة لانشغال زوجها عنها، كما أن الفيلم يقدم نموذجاً غير حقيقي للمرأة البدوية يركز على نقل اللهجة لا تصوير الواقع البدوي الذي بدا مشوها، كما اجتمعت كل مؤشرات المرأة السلبية مثل عجز التفكير والتردد والاحتياج والضعف في فيلم «عتبة الستات» لفيفي عبده.
من المفارقات المهمة في هذه الدراسة المتميزة أن ما يسمى بسينما المرأة، هذا المصطلح الرائج لدى مجموعة من الممثلات والمخرجات اللائي يقلن مراراً وتكراراً انهن يعبرن عن قضايا المرأة امثال «يسرا ونبيلة عبيد ونادية الجندي وفيفي عبده» ، ومن المخرجات ايناس الدغيدي ونادية حمزة، هن اول من تتهمهن الدراسة بترويج الصورة السلبية للمرأة العربية فباستقراء الباحثة لخمسة افلام لايناس الدغيدي وجدتها تتعامل مع المرأة كصورة وشكل لا اكثر ولا اقل وتراوحت سلبياتها ما بين العجز والتفكير وسهولة الانقياد وبين الانحراف مثلما نجد في افلامها «كلام الليل» و«الوردة الحمراء» و«القاتلة» اما المخرجة نادية حمزة ورغم المواضيع الرنانة ودعاوى نداء الواجب والوطن، على حد تعبير الباحثة، الا ان هذه الافلام وقعت فريسة للصورة السلبية للمرأة ايضا كما في فيلمي «نساء صعاليك» و«نساء ضد القانون».
وعموماً فالصورة السلبية للمرأة تحصرها في علاقتها بالرجل، ووضعها في دوائر محظورة ومبالغ فيها فهي في معظم الافلام قاتلة وتاجرة مخدرات ومدمنة، بطريقة افرغتها من مزاياها الانسانية وهذا خطاب يتناقض جذرياً مع واقع المرأة العربية بالفعل ويستمد وجوده من نسج خيال المؤلفين والمخرجين فقط لاشباع غرائز المراهقين والمراهقات، ولا يهمهم في شيء تشابه نمط هذه المرأة (نادية الجندي وفيفي عبده) ولا يهمهم ايضا تزييفهم للواقع الفعلي الذي تعيشه المرأة العربية كأم وامرأة عاملة وكادحة وكأستاذة جامعية واعلامية ناجحة كذلك لم يلتفت صناع سينما التسعينيات إلى ما حققته المرأة من مكتسبات كحرية اتخاذ القرار واستقلالها وقيامها بواجباتها تجاه ابنائها ومجتمعها واقل ما توصف به هذه الدراسة انها محاكمة علمية راقية لسينما تتسم

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved