إنهُ الفرقانُ كمْ يعظمُ شأنهُ
في بلادي.. ولكمْ يعلو مكانُه
إنهُ نعمَ الهدى الهادي تسامىَ
وسما في لغةِ الضادِ لسانُه
إيهِ يا مكةُ.. والنورُ تلالاَ
منكِ: لمْ يخبُ ولمْ يفترْ بيانُه
وطوى الأرضَ.. كما الصبحِ شروقاً
يملأُ الكونَ: مدى الكونِ كيانُه
ويدُ اللهِ تجلتْ في علاها
وهيَ تحميهِ وإنْ طالَ زمانُه
تحضنينَ اليومَ طلابَ المعالي
والعلاَ يشرفُ في البيتِ احتضانُه
إنه الفرقانُ حبل اللهِ فينا
عروةٌ وُثْقَى: عُرى الأمنِ أمانُه
قبسٌ من منهجِ اللهِ تناهَى..
حكمةً.. والعدلُ ما أمضى سِنانُه
مشعلٌ في الأرضِ ومضٌ من سماها
والسما عانقهُ منهُ عنانُه
وكتابُ اللهِ لا باطلَ يأتي
من حواليهِ.. ولمْ يخسرْ رهانُه
حزبهُ الغلبُ لا خوفٌ عليهم
لا.. ولا الحزنُ طواهمْ شنآنُه
عزةٌ قعساءُ إن نحنُ سلكنَا
دربهُ.. ما النصرُ إلا صولجانُه
إنهُ الفرقانُ يزهو ثمَّ يزهو
حيثما نتلوهُ يبهرْ لمعانُه
يتجددْ، يملكِ الألبابَ عشقاً
تتجلَّى في سنا الآي حِسانُه
يوقظِ الروحَ الخوى فينا يبددْ
وحشةَ الأنفس.. يعمرهَا حنانُه
يأخذِ الحيرانَ من تيهِ الرَّزايا
لفجاج النورِ مسروراً جَنَانُه
واحةُ الإيمانِ كمْ يرنُو إليها
منْ فؤادٍ آن للأوبِ أوانُه
منهلٌ عذبٌ وللريِ عطاشى
وعذيُّ النبعِ يغري جريانُه
إنَّه الفرقانُ إعجازُ الرسالات
ملاكُ الصدقِ ما يحوي بطانُه
إنه جوهرُ ما خطتْ يراعات
الدنا.. والوهجُ ما شعتْ جمانُه
فازَ من فازَ بهِ في حلبة السبقِ
وقدأثمرَ واللهِ مرانُه
وإذا ما صفتِ الغايةُ فالفوزُ
لدى الرحمنِ إن شاء جنانُه
بوركتْ من راحةٍ اعطتْ فوفتْ
بأبي تُركي تسمَّى مهرجانُه
مرحباً حُفَّاظَهُ أنَّى قدمتمْ
ورعى اللهُ خطاكمْ.. جلَّ شأنُه
