Monday 21st October,200210980العددالأثنين 15 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

واليوم نرثيك يا أبا عبدالرحمن واليوم نرثيك يا أبا عبدالرحمن
محمد بن عبد الله المشوح

لم أكن أتوقع أن أكتب يوماً تأبيناً ورثاءً في أخي وصديقي عبدالله بن عبدالرحمن السلوم.
لا لأني لا أؤمن بالموت وحقه وانه آتٍ لا محالة.
بيد أن محبتي لهذا الشخص الراحل تجاوزت التفكير في هذه اللحظات، كيف وهو غياب مفاجئ مباغت أذهل السامعين فضلاً عن المحبين. لا أدري من أين أبدأ.
لكني عرفته منذ أكثر من إثني عشر عاماً وهو كما عرفته لم يتغير.
يحمل أنموذجاً فريداً للمخلص الصادق في عمله المتفاني في خدمة مراجعيه بكل احترام وتقدير.
كان الله في عونك يا أمير الخير سلمان بن عبدالعزيز أيها الصابر المحتسب وأنت ترزأ اليوم بفقد ابنٍ ثالث هو عبدالله السلوم، أجل إنه أحد رجالات الأمير سلمان الأفذاذ.
والذي بإجماع الكافة يحمل جلّ صفات المروءة والأدب والخلق، تعاقبت الأيام وإذا بي أكون إماماً لمسجده وجاره لداره الأستاذ عبدالله السلوم في حي النخيل وهو رياض الصالحين وإذا بي أشاهد رجلاً يسابق الخطى كل وقت إلى المسجد لا يتخلف عن صلاة جماعة وخصوصاً الفجر.
ينزل من سيارته عند أذان العصر وقد أثقلت كاهله الأعمال وأرهقته المسؤوليات فيعرض عن بيته ويتجه صوب المسجد مقدماً أمر ربه فوق كل رغبة أو طلب، إنها شهادة أقدمها لهذا الرجل الصالح.
كان شديد الحرص على عدم التخلف عن اللقاء الدوري لجماعة المسجد رغم ارتباطاته الرسمية المتعددة وطالما استمتع الحضور بقصصه ومواقفه.
أما أعماله ومواقفه معي ومع غيري فشاهدها ذلكم الوجوم الكبير والحزن العميق الذي لفَّ وجوه الناس وهم يكبِّرون على جنازته ورجاؤهم بربهم أن يجزي هذا الشهم النبيل خير الجزاء على حسن خلقه وعظيم إحسانه وحسن صنيعه مع إخوانه.
وإن نسيت فلا أنسى أحد مواقفه عندما أصبت يوماً بوعكة صحية شديدة وإذا به يسارع إلى الاتصال ويستصدر أمراً بتخصيص غرفة خاصة بي ومتابعة حالتي وزيارتي في المستشفى مطمئناً باذلاً خدمته من أجلي.
لقد عرفت فيه تقديره للعملاء وطلبة العلم ومحبته لهم وهو مما تلقاه من ولاة الأمر وفقهم الله وبالأخص صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز.
أما عبدالله السلوم الشاعر الأديب فاسألوا عنه محمد الأحمد السديري وعمير بن زبن والسياري والعطاوي وابن عون والحميدي الحربي.
إنه أحد روَّاد الأدب الشعبي وفحوله. شاعر له مكانته بين متذوقي الشعر الشعبي وقرائه.
حفظ لهذا الشعر مكانته التي كادت أن يزري بها بعض المتسلقين والمسترزقين.
أما عبدالله السلوم فلا يقول الشعر إلا حين يدفعه الشعر ويزاحمه.
له قصائده الرائعة التي طالما سردها ورددها رواة الشعر وحفاظه.
مثقف موهوب يهوى القراءة ويحب الشعر ويتابع فنون الأدب ورموزه.
تذكرت تلك الأبيات الجميلة التي قالها فيه الأمير محمد الأحمد السديري - رحمهم الله جميعاً.


يا من بيوته بالفضيلة رسمها
اسلك دروب المجد بديار الأمجاد
الرجل غارات الرجل يقتحمها
وبالعزم هو والحزم ياصل للأبعاد
أرجي يابن سلوم تشرف قممها
وقبلك ضحك الدهر لابن عباد

فرحمك الله أيها الأخ الشهم النبيل، عرفناك نادراً بين الرجال أدباً وخلقاً وتعاملاً وديانة، وعوَّض الله الجميع وجبر مصيبتهم.
وأحسن الله العزاء في والدنا المفجوع الأمير سلمان بن عبدالعزيز أما أنت يا عبدالرحمن ويا محمد وأبناءه وإخوانه جميعاً فليس ثمة مقال سوى «لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى».
وإن عاجل بشرى المؤمن ثناء حسن ومحبة وقبول.وهي ما أجمع الناس عليها في حق والدكم وفقيدكم.
{إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved