أنماط الزمن لدى ت.س. إليوت في الرباعيات
تأليف مريم قاسم السعد، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2002م، 112 صفحة
مازال شبح «ت.س.إليوت» يسيطر على الأعمال الشعرية والأدبية في العالم، على الرغم من ان وجوده يمر بدورات من ازدياد «شعبيته»، فانخفاضها وارتفاعها مجدداً في موطِنَي لغته الأم: الولايات المتحدة وبريطانيا ولعل تأثيره هذا يعود لمدى نجاحه في ترجمة التجربة الإنسانية إلى الشعر، فعلى الرغم من اعتماده على تجربة المرء الخاصة، فإنه يجعل الإنسان ماثلاً أمام القارئ، إذ ان دخول اليوت في تفاصيل تكوين بيئة القصيدة، أو وصف ناحية معينة من التجربة الإنسانية، في مكان معين أو في زمن معين، لا يعتمد على عزل ناحية ما من حياة الإنسان أو من التجربة الإنسانية، بغية إبراز وجهة نظر معينة من تلك التجربة الواسعة، وفي قصائده عامة وخصوصاً في صور الحضارة الأوروبية التي يثيرها شعره، ومن خلالها الحضارة الإنسانية التي تبدو ماثلة في جميع الأوقات، ينتقل إليوت من لغة إلى أخرى بين الكلمات ومن صورة إلى أخرى بين الأزمان، وبالطريقة المباشرة ذاتها، كما انه من الجلي طبعاً، مما عمل إليوت جاهداً على إبرازه وتوضيحه، هو ان تلك النظرة الشاملة، لا تنحصر في موقفه من التجربة الإنسانية فقط بل تشمل أيضاً مضمون هذه التجربة من الوجود والتاريخ، فالماضي والحاضر والمستقبل لدى إليوت وحدة لا تتجزأ. كان ذلك جزءاً من المقدمة التي توجت بها المؤلفة دراستها عن الشاعر «إليوت» وعبرها ابرزت الجانب الذي استهواها في تجربة الشاعر، حيث تقول: «على الرغم من محبتي لوجوه أدبية عديدة، لا أستطيع ان أقرر ما هي العوامل الرئيسية التي جذبتني إلى «إليوت» سوى ان شعره ينحاز إلى التجربة والتفكير بالإضافة إلى المشاعر والاحساس، ويتعامل مع التفكير ويوقظه. إن «إليوت» وشعره ذو مكانة خاصة لدي، اصبحت اعرفه لدرجة اني «أشم رائحته» في الشعر العربي! وعلى سبيل المثال، ما أروع «السوق القديم» لدى (بدر شاكر السياب)، وما أحلى أجواء (بروفروك) معكوسة في اسواقه وعند أدباء أو شعراء آخرين. أتساءل أحياناً، فيما إذا كنت مدينة ل«إليوت» ببعض المفاهيم الرئيسية في أشعاري، فمثلاً تضع قصيدتي (نغم يردد)، أحداثها والتجربة الإنسانية تحت خيمة معنى تلك التجربة وعلى الرغم من ان هذا مفهوم معهود جداً، إلا انه مفهوم «إليوتي» محض! ومازلت أرى ان «إليوت» في كلماته يلمس الحضارة الإنسانية، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً وأرى في ذلك نمطاً من الروعة في الإبداع الفني لم يسبق لها مثيل في تاريخ الأدب».
***
الحروب على الموارد
الجغرافيا الجديدة للنزاعات العالمية
تأليف/ مايكل كلير، ترجمة/ عدنان حسن، بيروت، دار الكتاب العربي، 2002م، 309 صفحات
ليست الولايات المتحدة هي الأمة الوحيدة التي أولت أهمية استراتيجية أكبر للشؤون الاقتصادية وشؤون الموارد في حقبة ما بعد الحرب الباردة، فمنذ 1990 فعلت ذلك كل حكومة كبرى تقريباً، وفي حين ان السمة الخصوصية لاعادة الهيكلة هذه قد اختلفت من بلد إلى آخر، فقد كانت النتيجة الاجمالية لهذه الجهود هي ما يمكن تسميته اصطلاحاً، إضفاء الطابع الاقتصادي على قضايا الأمن الدولي، كما في الولايات المتحدة. أدت هذه العملية في الغالب إلى تشديد مضاعف على حماية الموارد الحيوية وطرق التجارة، فقد أضفت روسيا، على سبيل المثال، أهمية قوية على أمن امتداداتها النفطية والمعدنية الهائلة وأراضيها الواسعة البعيدة عن الشواطئ.
ففي العقيدة العسكرية التي وافق عليها الرئيس «فلاديمير بوتن» في 21 ابريل 2000م يلاحظ ان وظائف القوات المسلحة الروسية تتضمن خلق الشروط لأجل أمن النشاط الاقتصادي وحماية المصالح القومية للاتحاد الروسي في البحار الاقليمية، على الرف القاري، وفي النطاق الاقتصادي الحصري «قبالة الشواطئ» للاتحاد الروسي وفي أعلى البحار، كما وسعت موسكو متناولها إلى بحر قزوين، متنافسة في الغالب مع واشنطن على النفوذ في الدول المستقلة حديثاً في آسيا، في حين انهم يوسعون متناولهم إلى بحر الصين الجنوي، وهي منطقة متنازع عليها، يعتقد انها تحوي احتياطات هائلة من البترول والغاز الطبيعي. بالنسبة لدول كثيرة فإن حماية مكامن النفط والغاز هي التي تحكم التخطيط الاستراتيجي، لكن «الماء» لا «النفط» هو مصدر القلق الأكبر بالنسبة لدول أخرى، فقد صرح «بطرس غالي» في عام 1988م بقوله: «إن الحرب القادمة في منطقتنا ستكون بسبب مياه النيل، وليس بسبب السياسة».
وقد صدرت تعليقات مماثلة بخصوص مياه نهر الأردن ودجلة والفرات ونهر الهندوس، والشبكات الرئيسية الأخرى التي تمون بلدين أو أكثر، ففي هذه المناطق يكون الصراع على الماء ظاهرة متكررة وعنيفة في أغلب الأحيان حيث تتزايد أعداد السكان باطراد، فيما كمية المياه ثابتة أو تتناقص وسوف تقع الحروب عندما يتقاطع تزايد الطلب على الماء مع النزاعات القديمة على الحقوق الاقليمية، بالإضافة إلى ذلك فإن التنافس على الموارد الأخرى، بما في ذلك المعادن والأحجار الكريمة، والخشب قد أدى أيضاً إلى الصراع في بعض المناطق، ولكن لماذا أصبحت الموارد بهذه الأهمية؟ إن اعتماد سياسة أمنية ترتكز على الاقتصاد وتؤدي بشكل شبه دائم إلى تشديد زائد على الموارد، على الأقل بالنسبة لتلك الدول التي تعتمد على واردات المواد الخام لأجل قوتها الصناعية أضف إلى ذلك الطلب العالمي على الموارد الأساسية الكثيرة التي تتنامى بمعدل لا يمكن تلبيته لما كان عدد البشر يزداد، فإن المجتمعات تتطلب المزيد من كل شيء: الغذاء، الماء، الطاقة.. ففي افريقيا تستعر الحروب على السلطة ظاهرياً، فيما هدفها الاستيلاء على المناطق الغنية بالمعادن والماس، وتزدهر الشركات العسكرية الخاصة، وهي الشكل الجديد للمرتزقة وتلعب دوراً بارزاً في هذه النزاعات.
وهذا الكتاب: يتناول تلك المخاوف البيئية والاقتصادية والعسكرية، الناتجة عن الصراع العالمي على الثروات والموارد الطبيعية في عدد من مناطق العالم، كما يستعرض الحروب التي قامت بسبب تلك الموارد وتلك التي ينتظر ان تبدأ، ويتناول أيضاً، المعالم المتغيرة للأمن العالمي وسط هذه الجغرافيا الجديدة للصراع، فمن الصراع على النفط في كل من الخليج وبحر الصين الجنوبي، إلى الصراع على الطاقة في حوض بحر قزوين والصراع على الماء، والمعادن والخشب.
***
موسوعة الفولكلور والأساطير العربية
تأليف/ شوقي عبدالحكيم، القاهرة: مكتبة مدبولي 1999م، 732 صفحة
هذا الكتاب:
رحلة في عالم الفولكلور والأساطير العربية، تهدف إلى التعرف على نشأة وتطور وتحولات المخيلة البشرية وتحديداً، تأثير هذا العالم على ذهنية وسلوكيات الإنسان العربي الجديد، فالكتاب/الموسوعة يبحث بعد العرض التاريخي للأساطير في ايجابيات وسلبيات هذا التراث ودوره الدافع في الحياة الاجتماعية والسياسية والدينية للإنسان العربي، ينتقل من الحكايات والمأثورات القصصية الروائية، إلى أشلاء الأساطير من خرافية وطوطمية وشعائرية، مستعيناً بملامح من تلك الأساطير مثل: ألف ليلة وليلة، وقصص الحيوانات والطيور في كليلة ودمنة، وسير وملاحم جلجامش.. باحثاً خلف منابعها السومرية والسامية والفارسية والرومانية والبيزنطية، إلى جانب خوضه في دور المؤثرات الحضارية في التأثير على تفاصيل عديدة من هذا التراث، ثم دوره في تشكيل جزء من الذهنية العربية الحالية.
***
ال «كوجيكي»: وقائع الأشياء القديمة
ترجمة: محمد عضيمة، بيروت: دار الكنوز الأدبية 1999م 336 صفحة
ال«كوجيكي» هو واحد من التراثات العالمية، نص قديم يعيش في داخله التاريخ والأساطير والشعر والعنف والحكايات الغريبة، يقول المؤلف عنه: «روح وجسد هذا الكتاب «كوجيكي»، يحيان في اليابان منذ ظهوره إلى الآن وهو الحي الذي لم تتعارض روحه مع روح الحداثة، عندما وصلت هذه بمواكبها إلى شواطئ بلاد الشمس المشرقة.. لأن ال «كوجيكي» هو واحد من المكونات الأساسية، وربما الأهم في ثقافة الياباني، إنه حجر الزاوية في العمق الثقافي لهذا الأخير.
ومن الدروس المهمة داخل ال«كوجيكي» هو التعاقب الامبراطوري على العرش، عرش هذه الجزر، وحتى وإن لم يكن للامبراطور ذلك الدور الكبير في الإدارة والسياسة لسبب أو لآخر لقد كانت حكايات ال«كوجيكي» ذات الدلالة الخاصة، داخل مناهج التدريس قبل الجامعي، ولاسيما الحكايات والقصص ذات الطابع التعليمي، حيث يكون الأمر متعلقا بالامبراطور، أو بإحدى الشخصيات القوية القريبة من الامبراطور..» فما ال«كوجيكي»؟ وما الحكايات والأساطير التي نسجت فصوله؟ وحول أي الموضوعات دارت الأساطير؟
هذا ما تنقله الترجمة العربية عن سر هذا الكتاب ومعناه وموقعه في الثقافة اليابانية الحديثة.
***
11 أيلول 2001: الخديعة المرعبة
لم تصطدم أية طائرة بمبنى البنتاغون!
تأليف: تيري ميسان، ترجمة، سوزان قازان، مايا سلمان، دمشق: دار كنعان للدراسات والنشر، 2002م، 204 صفحات
أحدث صدور هذا الكتاب ضجة عالمية كبيرة، إذ انه يشكك في الرواية الرسمية الأمريكية لأحداث 11 سبتمبر 2001 ويعتبرها مسرحية دموية أخرجت لأهداف سياسية أمريكية، داخلية وخارجية، كما انه يقدم قراءة مختلفة ومفاجئة لأحداث 11 سبتمبر.
فهذا مؤلف الكتاب «تيري ميسان» يؤكد ان الرواية الرسمية لأحداث 11 سبتمبر/ايلول 2001 هي عبارة عن مونتاج سينمائي لا أكثر ولا أقل، وان الرد الأمريكي في أفغانستان يفتقد العدالة والشرعية.
فالرواية الرسمية لحادث البيت الأبيض ان طائرة بوينغ 757 تزيد حمولتها على المائة طن وتحمل 64 راكبا هبطت إلى ارتفاع 13 مترا واصطدمت بالطابقين الأرضي والأول فقط من مبنى وزارة الدفاع ولم تتضرر الساحة العشبية أو الجدار أو الموقف أو مهبط الطائرات المروحية، وكان الجزء الذي ارتطمت به الطائرة خاضعاً للترميم كما كانت معظم المكاتب خالية إلا من العمال المدنيين وبينهم جنرال واحد.
لم تظهر صور الوكالات هذه الطائرة الانتحارية، وذكر قائد فريق الاطفاء ان رجاله تولوا مكافحة الحريق ولكنهم أبعدوا عن مكان هبوط الطائرة، ولم يشاهد أحد قطعاً أو أجزاء من الطائرة، وعندما سئل قائد فريق الاطفاء من الصحفيين أجاب لا أعلم شيئاً وأفضل ألا أتحدث عن الموضوع.
ووفق الرواية الرسمية فإن طائرة البوينغ المخطوفة نجحت في تضليل طائرتي إف16 كانتا تطاردانها واحبطت نظام الدفاع المضاد للطيران في واشنطن، وهبطت هبوطاً عادياً في موقف البنتاغون وهي تحافظ على اتجاهها الافقي واصطدمت بواجهة الطابق الأرضي ولم يدخل منها في المبنى سوى رأسها، وتوقفت قبل ان يرتطم جناحها بالمبنى، وتفتت جسمها ولم يشتعل الوقود، وقد جرى هذا التلفيق تدريجياً، فالبيان الأول لم يشر إلى طائرة ثم ظهرت الطائرة الانتحارية بعد نصف ساعة، وطرحت مسألة الطائرتين المطاردتين بعد يومين.
وقال قائد قوات حلف الاطلسي في مقابلة تلفزيونية مع «cnn» علمنا من قبل عن هجوم متوقع على البنتاغون ستنفذه مليشيات يمينية متطرفة، ويرى الرئيس حسني مبارك كما في مقابلة تلفزيونية مع CNN ان حادثا من هذا النوع يجب ان يسبقه طيران وتحليق مسبق في المنطقة بقدر كاف ليستطيع ان يصدم المبنى بالطائرة، وقال بصفتي طيارا سابقاً فإنني أعرف ان الأمر ليس سهلاً. وكلما دخلنا في تفاصيل العمليات التي جرت نلاحظ تعقيدات كثيرة لا يستقيم معها التفسير الرسمي للأحداث، فالمباني لا يمكن ان تنهار فقط بفعل اصطدام الطائرات واشتعالها ولابد من تفجير هائل حدث في الوقت نفسه في الجزء الأسفل من المبنى، كما ان البرج السابع الذي انهار لم يكن لانهياره علاقة بانهيار برجي مركز التجارة العالمي.
وقد نقلت صور الارتطام الأول للرئيس الأمريكي جورج بوش فوراً عندما كان يزور مدرسة ابتدائية، وهي مشاهد لابد انه رآها بتصوير سري سبق وكالة «غاما» بـ13 ساعة، وهذا البث كان مجهزاً مسبقاً في صالة اتصالات مؤمنة جهزة في المدرسة استعداداً لقدوم الرئيس، وإذا تمكنت وكالة الاستخبارات من تصوير الهجوم الأول فلأنها علمت به قبل حدوثه، ولكن لماذا لم تفعل شيئاً لانقاذ المواطنين؟ لقد تلقى عدد كبير من شاغلي مركز التجارة تحذيرات قبل وقوع الهجوم بساعتين، وربما يفسر هذا السبب قلة عدد القتلى نسبياً وإلا فيجب ان يقتل جميع من كان في الطوابق الثلاثين العليا وهم على أقل تقدير 4800 شخص، وهذا الاصطدام الدقيق يستحيل تنفيذه على طيار هاوٍ وحتى محترف ولابد انه قد تم بتوجيه أرضي وبأجهزة مثبتة في مركز التجارة.
دعم لوجستي أرضي
لقد حصل الارهابيون على دعم لوجستي من فرق أرضية وشغلوا جهاز تحكم أو جهازين، وأنذروا الناس في البرجين لتقليل الخسائر البشرية، وفجروا ثلاثة مبانٍ بالديناميت، كل ذلك حصل أمام أعين وكالة الاستخبارات من غير ان تحرك ساكنا إذ من المعلوم ان CIA لها مكاتب في الطابق التاسع من مركز التجارة، والبرج السابع يستخدم للتجسس الاقتصادي، وإذا كان قد جرى تحذير بالفعل فهذا يعني ان المهاجمين لم يكونوا يريدون قتل المدنيين، أو يريدون قتل أقل عدد ممكن وان هدفهم ربما كان مركز التجسس التابع لوكالة الاستخبارات الأمريكية أو هناك أهداف أخرى ولكن ليس من بينها قتل الناس عشوائياً، هل يمكن ان يتم التخطيط لعملية كهذه وإدارتها ابتداء من مغارة في افغانستان؟ وهل يعقل ان تكون جماعة من الإسلاميين نفذت هذه العملية؟
يضم الكتاب تفصيلات وتحليلات عديدة حول سيناريو العملية ومجموعة من الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية التي يرى المؤلف انها تناقض التفسير الرسمي الأمريكي لمجريات ذلك السيناريو، وتضم تناقضاً صارخاً لمجريات الأحداث نفسها.
والسؤال الذي يطرحه الكتاب ويجيب عنه: من المستفيد من كل ذلك؟: يملك جهاز FBI وسائل تحقيق فعالة لتفسير عمليات التلاعب والتراجع في أسهم شركات الطيران التي تتبع لها الطائرات الانتحارية والتي تشغل مساحات واسعة في مبنى مركز التجارة العالمي، ورسائل التحذير التي سبقت العملية، وما حصل بالفعل في مبنى البنتاغون، ولكنه بدلاً من ذلك بذل جهداً فائقاً في اخفاء القرائن والادلة ودعم رواية الهجوم الخارجي وابتكار وثائق باطلة، ويورد المؤلف معلومات موثقة عن استعداد الولايات المتحدة لغزو افغانستان قبل سبتمبر/ايلول بعد اشهر وان القوات البريطانية بدأت ترتب تحت غطاء مناورات تجري في بحر عُمان بنشر اسطولها وحشدت قوات كبيرة جداً على نحو غير عادي في بحر العرب، ونقل حلف الاطلسي 40000 جندي إلى مصر، كل ذلك جرى قبل 11 سبتمبر/ايلول وبعض هذه الخطط والترتيبات وغيرها كشف عنها في يونيو/حزيران 2001 وكان واضحاً انها استعدادات لعمل وشيك الوقوع، ولطالما كره الأمريكيون ان يأخذوا زمام المبادرة في حرب ما، ففي الماضي كانوا يقدمون تدخلهم العسكري على انه رد شرعي، ومنحتهم هجمات 11 سبتمبر/ايلول فرصة لم يكونوا يحلمون بأن تواتيهم يوماً.
لمزيد من القراءة:
1- www.balagh.com
2 - www.aljazeera.net
***
البحر والمرآة
قراءات في القصة والرواية
(نقد أدبي)
تأليف أحمد حمد النعيمي، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2002م، 136 صفحة
رغم كثرة النظريات الحديثة المتجهة للقارئ «نظريات التلقي» يظل لآراء الناقد الألماني «ولفغانغ آيزر» أهميتها الكبيرة ومكانتها الهامة بين تلك النظريات، وذلك لأنها تخرج عن اطار التنظير المجرد إلى إمكانية التطبيق، حيث يؤكد «آيزر» على ضرورة ان يشترك كل من المبدع والقارئ في لعبة الخيال، كما يؤكد على ضرورة ألا يكون النص واضحاً أكثر مما يجب وألا يكون غامضاً أكثر مما يجب، وللعمل الأدبي من وجهة نظر آيزر قطبان: القطب الفني، والقطب الجمالي، أما القطب الفني فهو نص المؤلف، وأما القطب الجمالي فهو عملية الادراك.
ومن خلال هذا الأفق الجمالي، أو ما يسميه «آيزر» الاستجابة الجمالية، يقدم المؤلف هذه القراءات التي يقول انها تحاول التعامل مع النصوص المدروسة أو المقروءة، «وهي بذلك لا تخضع لمنهج نقدي بعينه، بقدر ما تسعى لتوظيف المناهج كافة في الولوج لأعماق النص»، وقد عمد المؤلف إلى تقسيم كتابه إلى فصلين: خصص الفصل الأول للرواية، حيث تناول فيه أربع روايات عربية هي: «بقايا صور» لحنا مينه، «عرس الزين» للطيب صالح، «حين تستيقظ الأحلام» لمؤنس الرزاز، «اللجنة» لصنع الله. أما الفصل الثاني، فقد خصصه للقصة القصيرة وتناول فيه الزمن في القصة القصيرة، واتخذ من «القطار» لمحمود الريماوي نموذجاً تطبيقياً، ثم تناول الخطاب القصصي عند سليمان الأزرعي وخليل السواحري، بما يشبه دراسة مقارنة بين مجموعتيهما: «الذي قال آخ أولاً» لسليمان الأزرعي و«تحولات سلمان التايه ومكابداته» لخليل السواحري، حيث إن المؤلف يرى فيهما سمات مشتركة في الشكل، وطريقة تناول المضامين، ثم تطرق إلى عالم «يوسف ضمرة» القصصي، من خلال قراءة نقدية لثلاث من مجموعاته القصصية: «المكاتيب لا تصل أمي»، «مدارات لكوكب وحيد»، «عنقود حامض»، وختم المؤلف هذه الدراسة النقدية بقراءة في كتاب «مختارات موريتانية» الصادر عن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، معللاً هذا الاختيار برغبته في نقل أدب ذلك البلد العربي «الذي يقع في مكان قصي» إلى المشرق العربي.
***
القيمة الغذائية للأطعمة
تأليف/ عبدالرحمن عبيد، بيروت، دار الوراق 2001م، 100 صفحة
إن من أهم اسباب أمراض سوء التغذية العادات الغذائية السيئة وعدم توازن الغذاء واحتوائه على العناصر الضرورية لنمو الجسم ووقايته من الأمراض، ولكي يستطيع الشخص ان يوازن طعامه اليومي يجب عليه معرفة القيمة الغذائية للأطعمة التي يتناولها وبالتالي يزيد أو ينقص أو يضيف العديد من الأغذية في طعامه.. وهذا الكتاب يحتوي على معلومات تدور حول المصادر الغذائية لكل عنصر مهم للجسم مثل البروتينات والدهون وغيرها، وتركيب الأطعمة الشائعة، وقد قسم المؤلف كتابه إلى جزأين رئيسيين: يتطرق الأول إلى أهمية كل عنصر غذائي ومصادره الغذائية، أما الجزء الثاني، فيقدم التركيب الغذائي للأطعمة الشائعة باستخدام المقاييس المنزلية الدارجة مثل الملعقة والكوب وغيرهما.
|