Monday 21st October,200210980العددالأثنين 15 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

دفق قلم دفق قلم
عبدالله السلوم «قد مات، أصدقُ ما يُقال عن الفتى»
عبدالرحمن صالح العشماوي

هذا الحق الذي لا مفر منه، وهذه النهاية الدنيوية التي لا مناص منها، الموت الذي لا حيلة لأحد فيه، ولا مجال لبشر أن يتعامل معه بغير الرضا والتسليم، ما زلنا في هذه الدنيا نودع الراحلين منا، وينتظر كل مودِّعٍ اليوم الذي يصبح هو فيه مودَّعاً، وذلك في علم الغيب، علم الله سبحانه وتعالى.
الأخ «عبدالله بن عبدالرحمن السلُّوم»، معرفة قائمة على المودة والتقدير المتبادل منذ سنوات، منذ أول اتصال هاتفي جرى بيننا كان الحديث فيه عن الشعر والشعراء، وكان يعبِّر لي عن تقديره «لموضوعية الرأي» الذي أطرحه حول «الشعر العامي»، منذ ذلك الاتصال بدأت علاقة مودة بيننا صاغتها دماثة خلقٍ، وحسن تعامل، وهدوء طَبْع يتميز به الفقيد - رحمه الله -، تجعلك تجد من الراحة حينما تلتقي به ما يشرح الصدر، «حسن الخلق»، ما أعظمها من صفة وما أجلها من عبادة لله إذا خلصت نيَّة صاحبها.
الموقع الذي كان فيه «عبدالله السلوم» موقع مسؤولية كبيرة، فوظيفة السكرتير الخاص لأمير الرياض تعني شيئاً كبيراً من حيث المسؤولية الوظيفية المتعلقة بالأعباء الكبيرة التي يحملها سمو الأمير سلمان - وفقه الله -، ومن حيث العلاقة بالناس من ضيوف، ومراجعين، وأصحاب حاجات صغيرة وكبيرة، وأصحاب قضايا مختلفة، كل واحد منهم لا يرى إلا قضيته وحاجته، ولا يريد أن يخرج من المكتب إلا بنتيجة عاجلة، أو وعدٍ بنتيجة آجلة.
ومع كل ذلك فقد كنت أرى حينما أكون في زيارة للأمارة من صبر الأخ عبدالله - رحمه الله - ومداراته للناس، وحرصه على اقناعهم بالكلمة الطيبة التي تدخل السرور على قلوبهم - حتى مع تأخر قضاء ما يريدون -، كنت أرى من ذلك ما يثلج الصدر، وإني لأرجو له بهذه الأعمال المتعلقة بحاجات الناس من الأجر والخير بعد فراقه للدنيا ما ينفعه عند ربه، إن الأخلاق الحسنة من أفضل الأعمال التي ينال بها المسلم درجة الصائم العابد، فإذا يسر الله للمسلم نيّةً صالحة، وحسَّاً خالصاً لربه، فقد فاز بأخلاقه الحسنة أي فوز «ألا أخبركم بأحبكم إليَّ وأقربكم مني مجالس يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقاً، الموطَّؤون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون» هذا الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤكد لنا عظمة حسن الخلق وأهميته في رفع مكانة المسلم عند ربه، فإذا صاحب ذلك، السعي في قضاء حاجات الناس، ومساعدتهم، وعرض قضاياهم على ولي الأمر، فإن الأجر هنا يتضاعف، ويتحقق الفوز برضا الله سبحانه وتعالى الذي يجزل الأجر لمن يسعى في حاجات الخلق.
ذلك ما عرفته عن هذا الرجل الذي ودع الدنيا قبل يومين «يوم السبت 13/8/1423هـ» ورحل عنها رحيلاً لا نملك معه إلا أن نسأل الله له المغفرة والرحمة، وأن يعيننا جميعاً على هذه الحياة الدنيا التي لا قرار لها.
عزائي إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان في أحد معاونيه الجادّين، وإلى أبناء الفقيد وذويه، وزملائه في عمله.
إشارة:


هذه الدنيا ككرسي كبير
كلما استعذبه المرء استدارا
هذه الدنيا كأطياف خيالٍ
مثلما تظهر فينا تتوارى
هذه الدنيا كدولابٍ كبيرٍ
يُتعب الماءَ صعوداً وانحدارا

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved