في مجتمعنا.. لدينا عادات وتقاليد أصيلة نعرفها أباً عن جد.. ونتذكرها من زمن فائت.. وما زال بعضها موجوداً حتى اليوم بفضل الله .. لكنه قليل.
* في القرى والمدن الصغيرة والهجر.. ما زال لها بعض الوجود وإن كان وجوده نسبياً.
* فمثلاً في السابق.. متى طرق الباب قريب أو صديق أو ضيف.. وكان صاحب البيت «رجل البيت» غائباً.. فإن المرأة تفتح له و«تقلِّطه» وتصنع له القهوة.. بل ربما.. الغداء أو العشاء وزوجها غائب.. ولا مشكلة ولا خطر ولا خطأ في ذلك.. وهكذا في البادية.
* هناك صفاء.. وطيبة.. وثقة..
* وهناك نفوس صافية.. وهناك وشائج وعلاقات وأصالة.. لكن الحضارة والتحضر والمدنية ومشاكلها وإيقاعاتها المزعجة.. وتلوُّن النفوس.. قضت على الكثير.. وحولته إلى مجرد ذكريات وتاريخ قد لا يصدفه الناشئة.
* كانت البيوت إلى وقت ليس بعيداً.. ثلاثين أو أربعين سنة مضت.. كانت البيوت مفتوحة.. وباب الشارع لا يغلق حتى في الليل.. ولا مشكلة.. وكيف يغلق.. أو «يْصَكْ» أو «يزلج» الباب والشاعر يقول..
امْلِ الوجار وخَلْ الباب مفتوح
خوف المسيِّر يستحي ما ينادي
* واليوم.. يضعون أبواب حديد من أثقل عيار ومع ذلك يكسر أو يذاب بالأكسجين.
* الحياة تغيرت وتبدلت.. فاليوم.. لدينا أكثر من «120» جنسية اختلطنا بها لأكثر من أربعين سنة.
* هل تودون أن أورد لكم قصة عجيبة تعكس كيف صارت الحال اليوم..؟
* يقال.. إن شخصاً طرق باب أحد المنازل وردت الخادمة فقال لها: «افتح باب.. أنا أخو بابا».
* وفتحت المسكينة الباب لشقيق بابا.. ولكن اتضح أن «أخو بابا» الكذاب مجرد حرامي.. لص.. محتال.. كذاب.. «سِرُوق» فدخل بعنوة وسرق ما سرق على وجه العجل ثم ولى هارباً.
* وهناك قصص مماثلة لأشخاص يطرقون الباب ويسألون عن صاحب المنزل باسمه أو باسم ابنه.. وعندما يُفتح لهم الباب لا يتورعون عن ممارسة جرائمهم من سرقة وغيرها.
* نحن نسوق هذه الأمور لنقول للناس توخَّوا الحيطة والحذر.. وتنبهوا وافتحوا عقولكم وعيونكم واحرصوا.. ثم كيف يسمح للخادمة بفتح الباب؟
* المفروض.. ألا يسمح مطلقاً للخادمة بالاقتراب من الباب لأي سبب كان.. حتى لو كان الطارق «أخو بابا؟!!».
* علينا.. أن نحذر وأن نتنبه.. وأن نحتاط.. وأن نكون أكثر يقظة.. فالعصر اليوم.. ليس عصر المغفلين لكي تصدق أن الطارق «أخو بابا» مثلاً.
|