Thursday 31th October,200210990العددالخميس 25 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

كرنفال الفرح والبهجة كرنفال الفرح والبهجة
أوبريت (واحة السلام) .. ينافس فنيا أوبريتات الجنادرية

بمناسبة افتتاح دورة خادم الحرمين الشريفين الرياضية المدرسية الثالثة على شرف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وعلى مسرح مدارس الرياض قدمت إدارة التعليم بمنطقة الرياض أوبريت (واحة السلام) كلمات سعد الثنيان الحان خالد العليان واخراج رجاء العتيبي.
وفي هذا السياق تحدث المخرج المسرحي سمعان العاني فقال:
عندما نتكلم عن المسرح وما يقدم والعلاقة المباشرة بين الخشبة والجمهور سنخرج بمحصلة فكرية وعاطفية تفقدها كثير من وسائل الثقافة والاعلام. هذه العلاقة الحميمية الوجدانية التي تجسدها عناصر هذه الخشبة: انسان، كلمة، صورة جمالية، مؤثرات صوتية وضوئية وغيرها مجسدة حية (طازجة) أمام المشاهد فكيف لا والتأثير هنا على المسرح تأثير كبير ومحرض لدواخل ومشاعر الإنسان.
وأردف قائلاً: عندما ذكر مخرج الأوبريت الفنان رجاء العتيبي في كلمته مقتبساً (حالة الفرح المسرحي) التي يجب ان تتواجد في مسرح اليوم من الكاتب الهندي (غريشي كارناد) في رسالته ليوم المسرح العالمي 2002م نعم الفرح جانب مهم في العملية المسرحية باشكالها المعروفة وأساليبها المعالجة، انسان اليوم بأمس الحاجة إلى معايشة حالة الفرح في حياته لانها جزء من الأمل وجزء من بناء المجتمع والإنسان والثقة فيه.
مبيناً أننا في عصر العولمة والسيطرة الأحادية للعالم من قبل أمريكا وما تعرض من سيناريوهات الحروب والتهديد والوعيد وسيطرة الهوس العظيم بقوتها والرغبة في الاستيلاء على مقدرات الشعوب والأمم وكأنها تقودنا إلى حروب عالمية مدمرة.
وسط هذا يأتي دور الفنان والمسرح لكي ينهض بالانسان ويتصدى ويكشف بالمقابل بسيناريوهات ممسرحة هذه الخطط ويزرع في الانسان حبه وانتماءه للوطن والأمة.
وقال ما قدم في أوبريت (واحة السلام) كان من هذا النهوض ومن هذا الحب والانتماء فيجعلك كمواطن معتزاً بوطنك منتمياً إليه وبأرضه وهذا هو المسرح فما رأي الذين لايقدرون قيمة وهدف المسرح الهادف والمفرح زارع الأمل والثقة والانتماء.
حيث ذكر أرسطو في كتابه (فن الشعر) وشرح عملية التطهير للحالة النفسية عند المشاهد من خلال مشاهدة المسرحية المأساوية وكيف تستطيع المسرحية إثارة عاطفتي الخوف والشفقة مما يؤدي إلى التطهير من هذين الانفعالين.
وأبان: من هذا الرأي في عصرنا الحالي والتحولات الكبيرة والمتغيرات لفكر الإنسان وتطوره ونظرته للحياة وما يخطط لإنسان اليوم على المستويات الحياتية المختلفة يجوز لنا القول ان رأي أرسطو صحيح لكنه أخذ جانباً آخر لإنسان اليوم، يأتي الإنسان للمسرح بهمومه ومشاكله ومعاناته الحياتية ويشاهد عملاً فنياً على خشبة المسرح ويكون العمل بمستوى مؤثر ومحرض لكي ينعزل المشاهد عن عالمه الخارجي ويندمج مع العملية المسرحية التي أمامه ويعايشها. أعتقد ان كل هذه الهموم والمشاكل والمعاناة ساعد هذا العمل على إزالتها والغائها من ذهنه ونفسيته وخرج مرتاحاً مسروراً بعد عملية التطهير التي عاشها أثناء مشاهدته العمل المسرحي.
هذا ما أحدثه أوبريت (واحة السلام) مرة أخرى يتأكد لنا دور المسرح وأهميته للإنسان والمجتمع إذا وجه نحو الهدف السليم لأن الإنسان المؤمن الصادق يكون دائما مهيَّأً لاستقبال الصدق وارساله.
عملية الإيمان الصادق تدخل في كل مجالات الإنسان الحياتية الصغيرة والكبيرة في تفكيره وعواطفه في عملية التأثير والتأثر وبغير الصدق والإيمان لايتحقق التفاعل للإنسان في المجتمع بل ولايستمتع بالجماليات المختلفة ولا حتى يفكر بها وبرسالتها.. من هنا نؤكد للمرة الألف ان المسرح رسالة إنسانية تحتاج إلى الاعتراف والدعم والثقة بالعاملين فيه.. ويقع الدور الأكبر على المسؤولين والإداريين الذين وضعوا على قيادة وتحمل مسؤولية المسرح.
* وعن الانطباعات الفنية عن الأوبريت قال العاني:
من خلال المشاهدة الممتعة ولأكثر من ألف مشاهد حضر وتفاعل مع كوكبة الشباب وهم يسطرون وينفذون أغنية السلام والفرح (بالبخور وبالزهور.. وبالورود والعطو.. ياهلا بكل الحضور) كلمات الأوبريت بسيطة المعاني جميلة الصور كتبها الفنان سعد الثنيان وترجمها لحناً وموسيقى فيها معاني الأمل والفرحة والانتماء والفخر هو الفنان خالد العليان كيف لايكون الابداع من عاشق للمسرح ومتفاعل معه بصدق لهذا تراه في كثير من الأعمال المسرحية ملحناً ومؤلفاً موسيقيا ومؤثرات صوتية لهذه الأعمال وعندما لحن الأوبريت كانت الموسيقى والغناء هي العمود الفقري فأعطى لابداعه المساحة الأكبر فكانت هناك جمل موسيقية فيها الابداع والفرح.
وغنى هذه الألحان الصوت الجميل الجديد الفنان بندر سعد فكان صوته ذا إحساس صادق معبر بطبقاته في تلك الجمل التي تتغنى بالوطن والإنسان.
أما دور المايسترو لهذا العمل الفنان رجاء العتيبي -رجل كان للمسرح فعشقه بهدوء بعيداً عن الأضواء مؤمناً بالفرح لكل الناس وبدور المسرح في ذلك.
المرة الأولى التي أشاهد عملاً مسرحياً للأخ رجاء علماً ان له تجارب سابقة. كان متمكناً من جميع الأدوات التي توفرت له واستطاع تقديم عمل موسيقي استعراضي رياضي ممسرح مستخدما لعبة المؤثرات الضوئية وديكوراً بسيطاً معبرا للبيئة وقمم الشموخ.
وقال: «افتقر الأوبريت للتمثيل الدرامي والممثل وهما عنصران مهمان والعمود الفقري للأوبريت كذلك افتقر الشعر الملقى من قبل الممثل ضمن المضمون العام وعلى اعتبار ان الصياغة للأوبريت يجب ان تتوفر فيها الدراما المسرحية كذلك تمنيت ان تقدم اللوحات التعبيرية للفنون الشعبية من المناطق بشكل أجمل وأكثر حيوية وقد يكون هذا راجعاً لخبرتي في هذا المجال عندما مارست التدريب والتصميم لكثير من الفرق الشعبية في المملكة عند تأسيسها للمشاركات الخارجية حيث شاركت هذه الفرق بفعاليات في أمريكا واليابان وكوريا وتركيا وغيرها أيام الفنان طارق عبدالحكيم عندما كان مديراً لإدارة الفنون الشعبية لهذا جاء التمني والحرص لاكتمال هذه الجماليات المتواجدة في الأوبريت.
واختتم العاني حديثه قائلاً: نجاح أي عمل مسرحي هو نجاح لجميع العاملين فيه كبيراً وصغيراً فنيا وإدارياً والجهة المنفذة والمنتجة وكل من له علاقة في تقديم هذه السهرة الفنية المبهجة والممتعة في وقت نحن بحاجة إلى الأمل والفرحة فيه.
كلمة حق أخيرة ان أوبريت واحة السلام هو أوبريت مصغر لأوبريت الجنادرية بل وينافس على المستوى الفني رغم مايصرف هناك وما تحشد من امكانات.
(بالبخور وبالزهور بالمسارح والفنون ياهلا بكل الجمهور).

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved