* كتب المحرر التشكيلي:
نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب افتتح مساء الاحد الماضي الأستاذ منصور الخضيري وكيل الرئيس العام المساعد لشؤون الشباب المعرض العام السادس عشر للمقتنيات في الفنون التشكيلية والذي تنظمه وكالة شؤون الشباب ممثلة بالإدارة العامة للشؤون الثقافية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب والمقام في صالة الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز للفنون التشكيلية التابعة لمعهد العاصمة النموذجي بالرياض وبعد جولته على المعرض واستماعه لشرح الفنانين لأعمالهم أثنى على المعرض والأعمال المشاركة مؤكدا اهتمام الرئاسة العامة لرعاية الشباب بكل ما يخدم الثقافة والشباب ومنها الفنون التشكيلية مضيفا ان توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه خلف كل إنجاز يتحقق وبنجاح لهذا الوطن من أبنائه المبدعين وفي مختلف المجالات.
من جانب آخر تحدث الأستاذ عبدالرحمن الحميد مدير عام الشؤون الثقافية المكلف ان ما تقوم به الرئاسة العامة لرعاية الشباب من جهود وبرامج في مجال الشؤون الثقافية بما فيها الفنون التشكيلية قد نضجت ثمارها وانتشر شذاها على ارض الواقع لهذا فنحن نعيش أفراحا تشكيلية يوما بعد يوم معتزين بما تحقق للفنانين من نجاح محلي ودولي وهذا لم يأت الا بفضل الله ثم بفضل الدعم والتوجيه المتواصل من سمو سيدي الرئيس العام وسمو نائبه سعيا للأخذ بأيدي المبدعين من المثقفين والفنانين إلى مصاف العالمية والذي بدأت تظهر معالمه ولله الحمد، هذا وقد اشتمل المعرض على ما يزيد على المائتين وتسعة عشر عملا فنيا تنوعت فيها الخامات والتقنيات ما بين الألوان الزيتية والمائية والرسم والتصوير التشكيلي والخزف والنحت والفنون التطبيقية بلغت الأعمال التطبيقية ما يزيد على التسعة عشر عملا خزفيا وتسعة أعمال نحت وقد شكل للمعرض لجنة تحكيم تحت إشراف الرئاسة وتم اختيار عدد من الأعمال منحت الجوائز المتقدمة في المعرض على النحو التالي: الجائزة الأولى في التصوير التشكيلي للفنان توفيق الحميدي والثانية للفنان سعيد الوايل والثالثة للفنان غازي الجعيد والرابعة للفنان عبدالله الشيخ والخامسة للفنانة هدى العمر والسادسة للفنان أحمد عبدرب النبي والسابعة للفنان عادل المجدوعي والثامنة للفنانة حنان حلواني وجائزة الكرافيك للفنان حماد الجعيد وجائزة الخط العربي للفنان إبراهيم العرافي وجوائز الرسم للفنان منصور المطيري والفنان منصور الشريف وحصل على جائزة الفن التطبيقي كل من الفنان أحمد الدحيم والفنان عبدالرحمن العجلان وحصلت على جائزة فنون الخزف الفنانة لمياء المريشد والفنان عمار عيسى هذا وقد منح بقية المشاركين جوائز متفرقة.
وجوه جديدة ومستوى متميز
لا يمكن غض الطرف أو تجاهل ان هناك أسماء جديدة تظهر من معرض لاخر الا ان الشك يبقي معلقا حتى نشاهد اعمالا أخرى لهم مع التحفظ في حال منحهم جوائز فالأمر متعلق بلجان التحكيم وهي القضية الأزلية التي لم يوجد لها حل حتى الآن، فقد ظهر المعرض بشكل عام متأرجح بين الكم والكيف مع ان الكم كان الغالب اذ شملت الأعمال المشاركة في المعرض الدورين الأرضي والأول كاملين دون فراغ تنوعت في تلك الأعمال مستويات الطرح وكان بعضها اقل من المستوى العام الذي تحقق فيها التميز والتفوق شكلا ومضمونا.
الاقتناء وتمثيل
مستوى الفن السعودي
الاسم الذي أطلق على المعرض يفسر أو يكشف ان تلك الأعمال ستكون بمثابة السفير للفن السعودي في حال الحاجة لعرضها في معارض خارجية وتلك مشكلة كبيرة ومؤلمة فلم نعد نفرق بين الفن السعودي المعاصر أو معرض المقتنيات أو المناطق فكل منها ينتهي أو يصب في بحيرة المشاركات الدولية ولهذا ذاب طعم ونكهة كل منها في الآخر وأصبحنا نشاهد الأعمال الضعيفة بجانب الأعمال ذات التجربة الناضجة جنبا إلى جنب محليا ودوليا مع أننا استبشرنا بما تحقق من فهم المسؤولين في إدارة الفنون التشكيلية بالرئاسة من فهم لما يعنيه اقتناء أعمال جيدة وتفادي الاعمال التي لا يمكن الاستفادة منها لتصبح ثقلا وعبئا على المستودعات.
* المفاجأة في التحكيم والإعلان
أثارت نتائج التحكيم كالعادة العديد من التساؤلات والاستغراب منها ان هناك أعمالا اقل من أن تمنح جائزة متقدمة او ان تعرض وتقتنى في الوقت الذي لم تجد فيه أعمال اكثر نضجا وتميزا أي تقدير أو جائزة إضافة إلى وجود أسماء يتكرر فوزها في كل معرض مع ان ما قدمته في هذا المعرض لا يستحق اكثر من جائزة ترضية وهنا نعود لمشكلة التحكيم وما يدور فيها من المجاملة ومحاولة إرضاء الأذواق متناسين ما ستؤول إليه المعارض والمشاركات في قادم الأيام في حال استمرار هذا الفعل. فالأمر ليس ترضية بقدر ما هو مقياس للمستوى ومعرفة من الذي يستحق الفوز حتى ولو فاز بالمركز الأول في كل معارض الموسم لعدم وجود منافس، أما أسلوب «تمشية الحال فمرفوض تماما» ومن المؤسف ان بعض المعارض التشكيلية المحلية ان لم يكن غالبيتها لم توفق حتى الان بلجان تحكيم منصفة، ويكفي دليلا على ذلك تغيب الكثير من الاسماء المعروفة والمشهود لها بالقدرة على المنافسة واثراء الساحة بالجديد أما في هذا المعرض فقد ظهر مدى تجاهل أعمال الفنانين المنافسين وتقديم أعمال عليها لازالت في طورالبحث والتجريب وبشكل غير مدروس لاينبىء بجديد ينافس من سبقهم.
ان مهمة التحكيم ليست بالسهلة فهي من تتحمل بناء الحركة التشكيلية أو هدمها، ناهيك عن قصور التغطية الإعلامية التي قال عنها مسؤول المعرض الدكتور صالح خطاب عندما عتبنا عليه إنها من مهام العلاقات العامة ونحن نقول ان بإمكانه الاتصال والإخبار عن المعرض لتصل الدعوة عبر الصحف والإذاعة بوقت مبكر لا ان يظهر المعرض مفاجأة في وقت افتتاحه وتحكيمه كما جاء على لسانه.
أعمال اكثر تميزا وتألقا
برز العديد من الأعمال في هذا المعرض والتي تعتبر افضل ما يمثل المرحلة الحديثة للفن التشكيلي السعودي ويمكن بها المنافسة على المستوى العالمي فقد برزت أعمال كل من الفنانين عبده عريشي ومحمد الغامدي وتوفيق الحميدي وعبدالله نواوي وعبدالله الشيخ وعادل المجدوعي وحنان حلواني وعلا حجازي ورياض حمدون ومحمد حجازي وعبدالله المرزوق وأحمد دبا ومحمد مصلي وزمان جاسم ومحمد الزهراني نعدكم بطرح خاص عنها وعن تقنيات وتجربة فنانيها.
أعمال لفنانين غير سعوديين
من الجديد في المعرض مشاركة أسماء وأعمال لفنانين غير سعوديين من دول عربية شقيقة لهم تميزهم وأساليبهم الخاصة ولهم حضور عربي ودولي وهذا يدفعنا للتساؤل هل هي خطوة لتقريب وجهات النظر أم أن المساحة المستحقة لفنان سعودي يمكن الاستغناء عنها. نتمنى ان تترك هذه المعارض كما عرف عنها وعن اهدافها وان يقام معرض جديد تتاح فيه الفرصة للفنانين السعوديين والمقيمين فنحن في حاجة ماسة للخبرات وللتجارب الأخرى على ألا تكون على حساب إبداع ابن الوطن.
لجنة التحكيم
* شكل لتحكيم المعرض لجنة مكونة من جامعة الملك سعود يمثلها أ.د منير محمد عبدالمقصود ود صاالح حسن الزاير ود بدر عبدالرحمن الرويس أما جانب الرئاسة فيمثله د صالح محمد خطاب والأستاذ سمير ظريف.
| 
