|
|
|
كنا نسمع بمشروع الموسوعة الادبية، مما جعل البعض يتفاءل والبعض عكس ذلك، اما المتفائلون فكانوا مستبشرين بوجود ادب موسوعي مرجعي يعين الباحثين على معرفة الادب السعودي في مراحله الممتدة على مدى سبعين عاما او اكثر، وان يكون لهذه البلاد ادب مضموم في موسوعة ادبية، كما هو حال البلاد الاخرى، في العالم، مثل الموسوعة البريطانية، والموسوعة الاسلامية، والموسوعات كما يعرف الآخرون. لكنهم فوجئوا بموسوعة ولدت ميتة، لم يتوفر فيها من تقاليد الموسوعات شيء، عمل ولد مجمعاً من هنا وهناك على ايدي غير المتخصصين، وكان المفروض ان يقوم بها فريق من المتخصصين في الادب السعودي، وليس متعاقداً لا يعرف من الادب السعودي الا ما يملى عليه ممن سيكون اسمه على غلاف الموسوعة وآخر غير متخصص. اما الذين لم يتفاءلوا فهم الذين علموا بطريقة او بأخرى عن اسماء عصبة التحرير، فهم يعرفونهم سلفاً، ويعرفون ان هذه الاسماء لم تثمر من قبل، فكيف بها اليوم تتصدى لموسوعة، بالرغم من التكتم والسرية التي احيط بها هذا العمل، وما كان له ان يحاط بسرية، كما يقول الاستاذ عبدالله بن ادريس، بل يجب احاطة كل الادباء والشعراء ومن لهم اهتمام بالادب في هذه البلاد ليكونوا عوناً في خروج عمل علمي متكامل، كما تفعل كل الجهات التي تعمل عملا كهذا، ولن يسألهم احد عمن يعمل معهم من الاخوة العرب، الذين لم ينتجوا في بلادهم قبل المجيء هنا. واذا عرفنا ان الموسوعة مشتقة من اسمها، وهو الاحاطة والكثرة ولم يكن الادب السعودي بالعملية الشاقة على من يملك قدرة على البحث والتصنيف لتضيع منه بعض الاسماء وتضاف اليه بعض الاسماء، كوثيقة من وثائق جامع المادة الخاصة به وبمن يحب، ولم تعد المصادر والمراجع في هذا الادب الذي كتب فيه من يعرفه ومن لم يعرفه، فالرسائل العلمية عن الشعر اكثر مما ينبغي، وهناك رصد شامل عن القصة القصيرة، وفي الرواية هناك ثلاثة كتب احاطت بكل شيء عن الرواية، منها واحد لكاتب هذه السطور، وهو في حوزة كبير المحررين الدكتور منصور الحازمي، ولعله قرأه؟؟، كما ان هناك كتاب الدكتور محمد صالح الشنطي عن الرواية، وكَتَبَ السيد ديب كتاباً عن الرواية ايضاً، هذا عدا الرسائل الجامعية، التي احاطت باسماء الكتاب والروائيين، مثل رسالة الدكتور محمد العوين، وناصر الجاسم، وغيرهما مما لا يسع الوقت لذكرهم، وكل هذه الاعمال موثقة وموجودة في مكتبات الجامعات التي صدرت عنها ومكتبة الملك فهد في الرياض كما ان جهود الاستاذ خالد اليوسف في التوثيق البيبليوغرافي لا تنسى، وان كان فيها بعض الخلط بين الاجناس النثرية، الا انه عمل جليل خدم الادب السعودي بقدر الامكان، ولا ادري هل هيئة التحرير تعرف خالد اليوسف المكتبي وخالد اليوسف القاص المعروف وسكرتير نادي القصة السعودي؟ او انهم يعرفونه واهملوه لانه لا يستحق ان يكتب عنه كقاص مشهور احيا العديد من الامسيات القصصية، ومن ضمنها الامسية التي لم يبق صحيفة ولا دورية الا كتبت عنها وكان لي الشرف في مشاركته تلك الامسية في الكلية التقنية في الاحساء. ولم يكن العمل الذي قامت به الهيئة عملا علمياً دقيقاً، ولم احفل بماجاء فيه من النقص، بل كله نقص وعبء على الثقافة المحلية، ولم يكن لاعضاء التحرير دور يذكر او يثبت على الساحة الادبية والعلمية من قبل، ولم تكن اعمال الموسوعات من الاعمال العلمية الشاقة حتى يقع فيها هذا الخطأ او ذاك، فهي عمل ارشيفي يقوم به المأجور من العاملين عليه، لكن المعول عليه في هذا العمل هو الدكتور منصور الحازمي وهو من أوائل الجامعيين السعوديين والحاصل على جائزة الملك فيصل العالمية «مناصفة» وبارك الله في الدكتور ابراهيم السعافين، الذي شمله فضله بنصف الجائزة. |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |