Thursday 31th October,200210990العددالخميس 25 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

وأخيراً خرجت الموسوعة وأخيراً خرجت الموسوعة
د. سلطان سعد القحطاني

كنا نسمع بمشروع الموسوعة الادبية، مما جعل البعض يتفاءل والبعض عكس ذلك، اما المتفائلون فكانوا مستبشرين بوجود ادب موسوعي مرجعي يعين الباحثين على معرفة الادب السعودي في مراحله الممتدة على مدى سبعين عاما او اكثر، وان يكون لهذه البلاد ادب مضموم في موسوعة ادبية، كما هو حال البلاد الاخرى، في العالم، مثل الموسوعة البريطانية، والموسوعة الاسلامية، والموسوعات كما يعرف الآخرون. لكنهم فوجئوا بموسوعة ولدت ميتة، لم يتوفر فيها من تقاليد الموسوعات شيء، عمل ولد مجمعاً من هنا وهناك على ايدي غير المتخصصين، وكان المفروض ان يقوم بها فريق من المتخصصين في الادب السعودي، وليس متعاقداً لا يعرف من الادب السعودي الا ما يملى عليه ممن سيكون اسمه على غلاف الموسوعة وآخر غير متخصص. اما الذين لم يتفاءلوا فهم الذين علموا بطريقة او بأخرى عن اسماء عصبة التحرير، فهم يعرفونهم سلفاً، ويعرفون ان هذه الاسماء لم تثمر من قبل، فكيف بها اليوم تتصدى لموسوعة، بالرغم من التكتم والسرية التي احيط بها هذا العمل، وما كان له ان يحاط بسرية، كما يقول الاستاذ عبدالله بن ادريس، بل يجب احاطة كل الادباء والشعراء ومن لهم اهتمام بالادب في هذه البلاد ليكونوا عوناً في خروج عمل علمي متكامل، كما تفعل كل الجهات التي تعمل عملا كهذا، ولن يسألهم احد عمن يعمل معهم من الاخوة العرب، الذين لم ينتجوا في بلادهم قبل المجيء هنا. واذا عرفنا ان الموسوعة مشتقة من اسمها، وهو الاحاطة والكثرة ولم يكن الادب السعودي بالعملية الشاقة على من يملك قدرة على البحث والتصنيف لتضيع منه بعض الاسماء وتضاف اليه بعض الاسماء، كوثيقة من وثائق جامع المادة الخاصة به وبمن يحب، ولم تعد المصادر والمراجع في هذا الادب الذي كتب فيه من يعرفه ومن لم يعرفه، فالرسائل العلمية عن الشعر اكثر مما ينبغي، وهناك رصد شامل عن القصة القصيرة، وفي الرواية هناك ثلاثة كتب احاطت بكل شيء عن الرواية، منها واحد لكاتب هذه السطور، وهو في حوزة كبير المحررين الدكتور منصور الحازمي، ولعله قرأه؟؟، كما ان هناك كتاب الدكتور محمد صالح الشنطي عن الرواية، وكَتَبَ السيد ديب كتاباً عن الرواية ايضاً، هذا عدا الرسائل الجامعية، التي احاطت باسماء الكتاب والروائيين، مثل رسالة الدكتور محمد العوين، وناصر الجاسم، وغيرهما مما لا يسع الوقت لذكرهم، وكل هذه الاعمال موثقة وموجودة في مكتبات الجامعات التي صدرت عنها ومكتبة الملك فهد في الرياض كما ان جهود الاستاذ خالد اليوسف في التوثيق البيبليوغرافي لا تنسى، وان كان فيها بعض الخلط بين الاجناس النثرية، الا انه عمل جليل خدم الادب السعودي بقدر الامكان، ولا ادري هل هيئة التحرير تعرف خالد اليوسف المكتبي وخالد اليوسف القاص المعروف وسكرتير نادي القصة السعودي؟ او انهم يعرفونه واهملوه لانه لا يستحق ان يكتب عنه كقاص مشهور احيا العديد من الامسيات القصصية، ومن ضمنها الامسية التي لم يبق صحيفة ولا دورية الا كتبت عنها وكان لي الشرف في مشاركته تلك الامسية في الكلية التقنية في الاحساء. ولم يكن العمل الذي قامت به الهيئة عملا علمياً دقيقاً، ولم احفل بماجاء فيه من النقص، بل كله نقص وعبء على الثقافة المحلية، ولم يكن لاعضاء التحرير دور يذكر او يثبت على الساحة الادبية والعلمية من قبل، ولم تكن اعمال الموسوعات من الاعمال العلمية الشاقة حتى يقع فيها هذا الخطأ او ذاك، فهي عمل ارشيفي يقوم به المأجور من العاملين عليه، لكن المعول عليه في هذا العمل هو الدكتور منصور الحازمي وهو من أوائل الجامعيين السعوديين والحاصل على جائزة الملك فيصل العالمية «مناصفة» وبارك الله في الدكتور ابراهيم السعافين، الذي شمله فضله بنصف الجائزة.
وكان الحديث يدور حول اهلية الدكتور الحازمي للجائزة، وكثر المعارضون لاهليته لها، وكنا ندافع عنه بحكم الزمالة، واعتقد ان زمالة ربع قرن من الزمان في مؤسسة واحدة اسمها «جامعة الملك سعود» تستحق منا الدفاع، ولو اننا مقتنعون بما قالوا، وكنت شخصياً من المعارضين لرأي الزميل، احمد العرفج، الذي لم يقنع بأهليته، وكذلك الدكتور حسن الهويمل، في نادي القصيم، بالرغم من ان المكرم الدكتور الحازمي وقبل ذلك الاستاذ عابد خازن دار، الذي اتهم في مؤهله، فأين الروايات التي حازت على الجوائز، في المسابقات، ولا استبعد ان يكون من المحكمين فيها؟ اين رواية ناصر الجاسم «الغصن اليتيم»؟ الحائزة على جائزة ابها، واين رواية قماشة العليان «عيون على السماء» الحائزة على جائزة ابها ايضاً؟ وكذلك روايتها الثانية «انثى العنكبوت» الحائزة على جائزة الشارقة، وهل المجيدي الضائع رواية؟؟ وهناك الكثير من الاخطاء التي لا تليق باستاذ يعتبر من مؤسسي الثقافة والقائمين على شنون التخطيط في الوطن العربي. وسأترك الباقي للمثقفين في بلادنا ليطلعوا على ما بقي من الفضائح الثقافية التي لا تمثل الوجه الثقافي المشرف في بلادنا التي خطت خطوات رائعة في المجال الابداعي. فماذا نقول للعالم وقد ظلمنا انفسنا بأنفسنا، عندما اوكلنا عملا مثل هذا لغير اهله، وهل من المعقول ان يكتب نذير العظمة، من سوريا عن المسرح السعودي، وكأن المسرح السعودي قد اجدب من المسرحيين، وعندنا القامة العالية في عالم المسرح «محمد العثيم» واعضاء المسرح الرائد في الطائف، الذي حاز على اعجاب الجميع، في كل المناسبات؟؟ ومتى نتخلص من النفاق الثقافي ومتى سنعتمد على انفسنا، ونحن بحمد الله نمتلك كل الطاقات والمؤهلات العلمية والفنية، ونحن اليوم غيرنا بالامس؟؟ ولحسن الحظ انني كنت مسافرا لم احضر تأبين الموسوعة في النادي الادبي، وقد كفاني الاخوة مؤنة قراءتها بما كتبوا عنها، فقد اعطى الاستاذ علي القحطاني صورة واضحة عن استياء الحضور ممن قرأ العمل وعلق عليه، وواصل الاستاذ عبدالله السمطي كشف ما فيها من داء لا يمكن برؤه الا باستئصال العمل واعادة صياغته من جديد. ولو لا عشمي في الدكتور منصور الحازمي، الذي يجب ان يحافظ على سمعة الجائزة العالمية التي حصل علي نصفها، والنصف كثير، ما كتبت عنه هذا الرأي، واما بقية العاملين فلا حساب لهم في الساحة الثقافية. وليس هذا هو الرأي القاطع، فانا لا احب ان يكون رأيي مستبداً، فرأي الاخوة والاخوات من المثقفين والمثقفات والروائيين جميعاً وكتاب القصة القصيرة هو الرأي الاخير. واني باسمهم جميعاً اطلب من رجل المواقف الصعبة، صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز، الذي تبرع - كعادته - بمبلغ ثلاثة ملايين ريال لترجمتها الى اللغة الانجليزية، ان يوقف هذا التبرع السخي حتى يؤخذ رأي المثقفين فيها او يكلف لجنة فنية علمية بتتبع النتاج السعودي، فان وجدته تاماً ويمثل وجه الثقافة السعودية فلا بأس من ترجمتها ونشرها للعالم، وان كان عكس ذلك فلْنُعِد فيها النظر ولا تنشر للعالم بهذه الطريقة المشوهة.
وفي نهاية هذا المقال السريع، اود ان ألخص ما جاء في ثلاث نقاط:
1- وضعت هيئة التحرير من تشاء وتركت من تشاء وظهر الجانب الانحيازي واضحاً.
2- افتقاد الامانة العلمية. فلم يكلف احد منهم نفسه بالبحث والتقصي ومتابعة النتاج السعودي.
3- لم يكن احد من الهيئة متمكناً من اصول كتابة الموسوعات.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved