* موسكو قنا:
توقعت مصادر سياسية في موسكو اشتداد الحرب الشيشانية اشتعالا بعد سلسلة الأحداث الأخيرة التي تمثلت في احتجاز نحو ألف رهينة على أيدي مقاتلين شيشان بأحد مسارح موسكو إضافة إلى إسقاط مروحية تابعة للقوات الروسية في جروزني مساء «الثلاثاء».. مؤكدة ان هذا المسلسل لم ينته بعد وان ثمة تطورات يمكن ان تحدث في أية لحظة.
وكانت عملية اختراق الحدود الجورجية الروسية من قبل مقاتلي القائد الميداني رسلان جيالايف في شهر سبتمبر الماضي إشارة قوية آنذاك إلى ان الوضع السياسي والعسكري في هذا الإقليم الذي يسعى للحصول على استقلاله ليس هينا.. وان آمال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المعلقة على حسم الأمور هناك مع نهاية العام الجاري مجرد آمال مؤجلة فعلا.
وعلى الرغم من ان الرئيس بوتين حقق نجاحاً جزئياً في مواجهة حادث المسرح حيث تمكن من السيطرة على الموقف دون تقديم تنازلات للمقاتلين الا ان مصرع أكثر من مائة على مسافة بضعة كيلومترات عن قصر الرئاسة وبغض النظر عن تأييد «85 بالمائة» من الروس لعملية الاقتحام سيثير عاجلا أم آجلا وبعد دفن أهالي الضحايا آخر قتلاهم مسألة إيجاد تسوية طويلة الأمد للقضية الشيشانية بما يضمن عدم تكرار مأساة المسرح.
وفي الوقت الذي يستبعد الكرملين في المستقبل القريب أية اتصالات مع الجانب الشيشاني مستغلا ردود الفعل العالمية على دراما الرهائن يدعو الجانب الشيشاني وعلى لسان قائده أصلان مسخادوف إلى الشروع في مفاوضات غير مشروطة، محذراً في الوقت نفسه من ان تباطؤ موسكو في الرد على هذه المبادرة سيقود إلى أحداث لا تحمد عقباها.
ويبدو ان الشيشانيين من أنصار الزعيم مسخادوف الذين تنصلوا من عملية المسرح يلعبون لعبتهم في الظرف الراهن .. حيث دعوا في المؤتمر العالمي للشيشانيين المنعقد في العاصمة الدانمركية «كوبنهاجن» إلى تسوية النزاع بين موسكو وجروزني على أساس معادلة تضمن لروسيا مصالحها في القوقاز وتمنح الشعب الشيشاني حقه في تقرير المصير.
ويدل عقد المؤتمر في عاصمة الاتحاد الاوربي «اذ ان الدانمرك ترأس حاليا الاتحاد» بحد ذاته على وجود غطاء دولي للمبادرة الشيشانية .. وذلك في الوقت الذي تحاول فيه روسيا الحصول على تنازلات اوربية بشأن تسهيل انتقال مواطني كالينينغراد بعد انضمام ليتوانيا وبولندا إلى الاتحاد الاوروبي مما يضعها أمام خيار صعب.
|