Thursday 31th October,200210990العددالخميس 25 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ثلاثة سيناريوهات لتنمية صادرات البرمجيات العربية ثلاثة سيناريوهات لتنمية صادرات البرمجيات العربية
15 مليار دولار حجم الأسواق العربية للاتصالات والشبكات سنوياً

* القاهرة مكتب الجزيرة محمد العجمي:
كعكة الاتصالات والشبكات في الأسواق العربية هل تستأثر بها الشركات العالمية، وتخرج الشركات المحلية من المنافسة رغم قدرتها على التواجد والاستحواذ على أسواقها على الأقل، الخبراء يؤكدون أن صناعة المعلومات في الوطن العربي لها فرص واعدة في الأسواق العربية والعالمية بشرط أن تتوجه الشركات المحلية العاملة في انظمة المعلومات والاتصالات إلى الأسواق للاستفادة من فرص النمو والتوسعات حيث يرتفع الطلب بصورة متزايدة على منتجات تكنولوجيا المعلومات، وأشاروا إلى ان قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أكثر القطاعات المؤهلة لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي، وأوضحوا أن الشركات العالمية يتوقف نشاطها على بيع منتجاتها ولم تحاول تبني استثمارات حقيقية منتجه مثل التي أنشأتها» مايكروسوفت وانتل «في اسرائيل والهند، فهي مجرد مكاتب للمبيعات في قلب العواصم العربية.
عدم القدرة على المنافسة
يقول سيد اسماعيل رئيس غرفة البرمجيات باتحاد الصناعات المصرية أن بعض الشركات العالمية محتكرة لجميع برامج تشغيل الحاسب الآلي في المنطقة العربية، وتصل مبيعاتها إلى ما يزيد عن 2 ،5 مليار دولار سنوياً، وهذه الشركات لا تحترم الرأي العام العربي ولا مشاعره فقد قامت بوضع لافتات في المدن الرئيسية بالأراضي الفلسطينية تشكر قوات الأمن الإسرائيلية على ما تفعله من مجازر، وينفي قدرة الشركات المحلية على منافسة الشركات متعددة الجنسيات لأن الشركات المحلية لا تنتج السلعة النهائية التي تبيعها شركات متعددة الجنسيات، وإذا تم الاتجاه إلى مصادر أخرى للحصول على منتجات المعلومات مثل الهند وتايوان فإنها سلع أمريكية وأوروبية لأن المنتجين في هذه الدول تعمل من خلال مشروعاتهم الاستثمارية وتوكيلاتهم، وهذا ما دعى رئيس غرفة البرمجيات إلى المطالبة بخروج الشركات من السوق المحلية إلى الأسواق الأقليمية للبحث عن امكانيات وفرص النمو، والمنطقة العربية تمتلك من الكوادر البشرية ما يمكنها من المنافسة كما أن الهيئات والمؤسسات والأفراد المستخدمين لمنتجات تكنولوجيا المعلومات والشبكات والاتصالات في الأسواق العربية يفضلون التعامل مع عناصر بشرية مدربة تتحدث باللغة العربية وتتفهم جيداً الخلفية الثقافية والاجتماعية للمستهلكين في دول المنطقة.
الأسواق العربية.. غائبة
يضيف المهندس عز الدين أحمد رئيس إحدى الشركات المصرية العاملة في مجال انظمة الشبكات والاتصالات ان الفترة المقبلة ستشهد انتعاشاً كبيراً على منتجات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في السوق المحلي مع تراكم الخبرات المكتسبة من صناعة البرمجيات و الاتصالات مما يزيد من قدرة هذه الصناعة على النفاذ إلى أسواق المنطقة العربية، وأكد على أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أكثر القطاعات المؤهلة لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي حيث لم يكن متوقعاً خلال الخمسين سنة الماضية أن يصبح مشروع الربط الكهربائي العربي هو الطريق لتجميع الدول العربية، بالإضافة إلى أن الأسواق العربية امتداد طبيعي وطوق النجاة لصناعة تكنولوجيا المعلومات، والتي واجهت تحديات هائلة في السوق الصغير بسبب الازمات التي تلاحق الاقتصاد المحلي والدولي.
وأوضح أن الأسواق العربية في مجال مشروعات الاتصالات والشبكات كانت غائبة تماماً منذ السنوات الماضية، وأن البحث عن دور للشركات المحلية في الأسواق العربية يقتضي تعظيم نصيب هذه الشركات في مشروعات البنية التحتية للاتصالات في السوق المحلي وألا يقل عن 90%، وان يكون هناك فريق عمل بين الوزارة المعنية بالاتصالات وشركات المقاولات لتسويق الخبرات والمنتجات المحلية بالأسواق على غرار ما يقوم به المسؤولون الأوروبيون والأمريكيون في دعم مساندة الشركات الخاصة، مؤكداً على ضرورة تعظيم الشركات المحلية أمام الشركات الأجنبية العملاقة التي تسيطر على خدمات مد خطوط التليفونات وشبكات الاتصالات الجديدة ومشروعات التجارة والبنوك الالكترونية في الدول العربية والذي يقدر بحوالي 50 مليار دولار خلال السنوات الخمس الماضية، خاصة وأن الشركات المحلية أمامها فرصة للاستحواذ على بعض الأسواق العربية والأفريقية مثل ليبيا وتونس والجزائر و الصومال.
وأشار إلى أن الشركات الأجنبية لا تعمل بمفردها داخل الأسواق العربية وإنما تعمل من خلال شركات محلية وذلك لظروف اجتماعية وسياسية مما يعطي فرصة للشركات المحلية على جذب مزيد من تكنولوجيا وتبادل الخبرات على أن تكون الأولوية للشركات العربية.
احتكار الأسواق المحلية
الشركات متعددة الجنسيات لم تنظر مطلقاً إلى الأسواق العربية على أنها اسواق واعدة تكنولوجياً وبشرياً وانما سوق لترويج منتجاتها وتحويل العائد بالعملة الصعبة إلى مكاتبها في لندن ونيويورك وفرانكفروت وغيرها، وان كان هذا لا يتعارض مع اقتصاديات السوق الحر وتسهيل حركة انتقال رؤوس الأموال فلماذا يتوقف نشاط هذه الشركات عند البيع فقط و ليس الاستثمار الحقيقي المنتج مثل التي انتجته ما يكروسوفت في اسرائيل والهند، والأخطر من ذلك أن الشركات بينها وبين الشركات المحلية والتي تعد اتاوات باهظة حتى يسمح للشركات المحلية للعمل في الباطن وهذا ما يؤكده المهندس محمد جاد رئيس إحدى الشركات العاملة في مجال الاتصالات والشبكات موضحاً أن هذه الشركات توجه استثماراتها لإسرائيل والهند و تايوان وتقوم باغراق الأسواق العربية بمنتجاتها التي تقدر بنحو 15 مليار دولار سنوياً، وأشار إلى أن الشركات المحلية تمتلك العناصر المطلوبة للمنافسة في الأسواق من بينها وجود العناصر البشرية المدربة والخبرات المتراكمة والمتميزة والبرامج التدريبية التي تدعمها وزارة الاتصالات والمعاهد والكليات المتخصصة المنتشرة في كافة انحاء الدول، والعديد من الشركات المحلية تمتلك الخبرات اللازمة لتنفيذ برامج التطبيقات لصالح المنتجين في الأسواق الأوروبية والأمريكية.
سيناريوهات التصدير
وقدم الدكتور احمد نظيف وزير الاتصالات والمعلومات ثلاثة سيناريوهات لزيادة و تنمية صادرات البرمجيات الأول: عن طريق عقود داخلية والتعاون بين الشركات العالمية، والثاني: من خلال دعوة الشركات العالمية والعاملة في مجال تصميم البرامج والأدوات التكنولوجية لفتح فروع لها بمصر على غرار ما قامت به شركة منتور جرافيكس المتخصصة في انتاج برامج تصميم الدوائر الالكترونية والاعتماد على منتجاتهم لدعم صناعة التصميم المحلية و زيادة قدراتها التنافسية عن طريق إقامة علاقة شراكة بجانب القيام بتعريب منتجات الشركات العالمية لتلبية متطلبات الأسواق العربية، أما السيناريو الثالث: - والحديث لوزير الاتصالات و المعلومات المصري - فيعتمد على توفير برامج وتطبيقات باللغة العربية على غرار ما تقدم به شركة صخر وخليفة للبرمجيات لانتاج برامج يتم تسويقها بالمنطقة العربية لا سيما وأنه يوجد سوق كبير في مجال برامج التعليم حيث لدينا أكثر من 50 مليون طالب في الدول العربية.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved