Thursday 31th October,200210990العددالخميس 25 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

إسهام المرأة في الفكر العربي إسهام المرأة في الفكر العربي
رفيعة غباشي رئيس جامعة الخليج العربي بالبحرين: ما تقدمه المرأة الفلسطينية يسمو على أي إسهام فكري أو أدبي
بهية الحريري نائب رئيس مجلس النواب اللبناني: الإسلام هو الذي أعطى للمرأة دوراً ومنحها الثقة
ليلى شرف وزير الإعلام والثقافة بالأردن سابقاً: مساهمات المرأة يصعب فصلها عن كافة المساهمات الفكرية

* القاهرة - مكتب الجزيرة شريف صالح:
ضمن فعاليات مؤتمر الفكر العربي تمت مناقشة «اسهام المرأة في الفكر العربي» بمشاركة كل من ليلى شرف وزيرة الإعلام والثقافة بالأردن سابقاً وبهية الحريري النائب بمجلس النواب اللبناني ورجاء خليفة أمين الاتحاد العام للمرأة السودانية ورفيعة غباشي رئيس جامعة الخليج بالبحرين وزهور ونيسي عضو مجلس الأمة الجزائري وفرخندة حسن أمين عام المجلس القومي للمرأة بمصر.
وأكدت ليلى شرف في ورقتها البحثية ان محور «اسهام المرأة في الفكر العربي» يثير اشكاليات عديدة ليس فقط في التعامل مع المرأة ومساهمتها في الفكر ولكن في التعامل معها في الحياة بشكل عام، وقالت ان الموضوع واسع ومشتت، فالفكر ليس موضوعاً له قضية نعالجها ولكنه تراث واسع يشمل مجالات الحياة كلها، مؤكدة انه لايجب تصنيف الفكر كفكر خاص بالمرأة وفكر خاص للرجل لأن هناك منطلقات مختلفة باختلاف تجربة كل مفكرة أو مفكر ولابد من تغيير هذه النظرة الأحادية للمرأة بل لابد من النظر إليها كجزء من الإطار العام للمجتمع ككل.
وأضافت عندما تترسخ هذه الفكرة في المجتمع فإننا لن نفرق بين فكر المرأة وفكر الرجل لان التحديات التي تواجه المجتمع كله واحدة وتواجه الرجال والنساء معاً إلى عديد من المساهمات للمرأة العربية في الدراسات السياسية والاجتماعية والتي يصعب فصلها عن كافة المساهمات على الساحة الفكرية باعتبارها نسائية معربة عن انتقادها بأن هناك ثلاثة مجالات ساهمت فيها المرأة أدت إلى تحويل مسار الفكر العربي وجعلتها شريكاً معترفاً به ومؤثراً وهي الصحافة والتليفزيون والكتابة الأدبية والتأكيد على اسهام المرأة الفاعل والمؤثر وخصت أسماء عديدة بالذكر كان السمة الأساسية في جميع الكلمات، فعلى سبيل المثال أشارت رجاء خليفة إلى الحضور التاريخي للمرأة المسلمة منذ عهد النبي (ص) وذكرت أسماء السيدة عائشة رضي الله عنها وعائلة بنت زيد وغيرهما، كما تحدثت رفيعة غباشي عن كوكبة من النساء الفاعلات في العصر الحديث أمثال عائشة عبدالرحمن «بنت الشاطئ» ومي زيادة وموزة غباشي وعواطف عبدالرحمن ونوال السعداوي وعائشة التيمورية وغيرهن.
كما أكدت رفيعة غباشي في بداية الكلام على ان الثقافة بوصفها صناعة بشرية أبخست المرأة حقها ونظرت إليها نظرة ازدراء وارهاب فكري، ولايقتصر الأمر على شعراء ومفكرين قدامى أمثال أبي العلاء المعري بل يمتد هذا إلى أدباء الحداثة في العصر الحديث، فمن هؤلاء من وصف التجارب الشعرية للمرأة بأنها سطحية وعديمة العمق.
وذكرت المتحدثة ان الموقف الفكري من المرأة يتأسس على ثلاث مرجعيات رئيسية هي المرجعية الأصولية المتشددة التي أخذت بقضايا المرأة كثيراً والمرجعية الإسلامية المتوازنة وأخيراً المرجعية الغربية.
كما أثارت في كلمتها قضية معاناة المرأة حين تبرز وتؤكد حضورها الفكري مستشهدة بنماذج عديدة منها على سبيل المثال اتهامها بان رجالا يكتبون لها.. حدث هذا مع الروائية أحلام مستغانمي والشاعرة سعاد الصباح، وارهابها لمنعها من الكتابة كما ذكرت نوال السعداوي في تجربتها، أو ممارسة ضغوط مختلفة عليها تفضي بها إلى الاضطراب النفسي مثلما حدث مع مي زيادة، وقدمت غباش اعتذاراً للمرأة الفلسطينية لأنها لم تذكر أسماء بعينها مؤكدة ان ما تقدمه المرأة الفلسطينية يسمو على أي اسهام فكري أو أدبي لانها تقدم أبناءها فداء للوطن.
أما كلمة بهية الحريري - النائب في البرلمان اللبناني وعضو مجلس أمناء مؤسسة الفكر العربي - فامتازت بانها من موقع المسؤولية، وقد أشارت إلى ان مجلس الأمناء كان قد اتفق الا يتحدث أحد منه في المؤتمر لاتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من المشاركين ولبعث روح النهضة في امتنا وقيمنا.
وأشارت الحريري إلى وجود زميلة واحدة لها في مجلس الأمناء هي الرائدة سعاد الجفال ثم تطرقت إلى ان هناك أكثر من مدخل لمناقشة اسهام المرأة في الفكر العربي، فيمكن سرد أسماء الرائدات من الخنساء إلى نازك الملائكة، كما يمكن الحديث عن المرأة المناضلة في لبنان وفلسطين وفي أكثر من مكان.
واختارت الحريري ان تتحدث من خلال موقعها كعضو مؤسس في مؤسسة الفكر العربي فأكدت انها تعاهدت مع زملائها الأمناء على المضي قدماً في تحقيق أهداف المؤسسة وصيانة دورها لرعاية المبدعين والمبدعات والمفكرين والمفكرات، وطالبت المؤسسة بألا تجعل محور المرأة موضوعاً نسائياً حتى تأتي المؤتمرات القادمة لتقدم لنا أعمالاً بحثية وتوثيقية تضيف مادة معرفية أساسية حول اسهام المرأة الفكري وما يصادفها من معوقات.
من النقاط المهمة في الجلسة ما أكدت عليه رجاء خليفة من ان الفكر العربي يجب ان يرتكز على المكونات الإسلامية الصافية، لان الإسلام هو الذي أعطى للمرأة دوراً ومنحها الثقة ومن هنا فأي محاولة لابعاد المرأة عن الحياة العامة هي إبعاد لها عن المنبع الإسلامي الصافي.
وفي كلمتها أشارت فرخندة حسن إلى النقاط المضيئة في تاريخنا العربي، مثل تأسيس بيت الحكمة في بغداد وفي القرن التاسع الميلادي كاول أكاديمية في العالم، كما ان اللغة العربية أصبحت لغة العلم على مستوى العالم لعدة قرون، أما الواقع الآن فإن الانتاج الفكري للبلدان العربية حوالي 1/100 من الانتاج العلمي العالمي.
وأكدت فرخندة حسن ان المرأة تشكل نسبة معقولة من أفراد المجتمع العلمي، فالاحصاءات تشير إلى زيادة عدد المخترعات والمبتكرات ممن يحصدن الجوائز الدولية، كما تساهم المرأة العربية على الساحة الدولية من خلال اسهامها في العديد من المؤتمرات الدولية وتوليها مناصب قيادية في العديد من المنظمات العلمية الدولية.
وأشارت إلى ان المجلس القومي للمرأة بمصر قد أصدر مؤخراً دليلاً للانتاج الفكري للمرأة في مصر في جزأين ويضم إشارة إلى جميع الأطروحات الأكاديمية والمؤلفات التي قدمتها المرأة خلال مائة عام، ومثل هذا العمل الموسوعي دليل على الحجم الهائل للتراكم الفكري للمرأة في أحد البلدان العربية.
كما أثارت عدداً من النقاط المهمة من بينها اننا لم نهتم الاهتمام الكافي بالمرأة العربية رغم اهتمامنا بتنمية مجتمعاتنا، كما اننا لم ندرس تراثنا الثقافي بالقدر الكافي وحضور المرأة الفعال في هذا التراث.
أما زهور ونيسي فاستنكرت في كلمتها محاولة حشر قضايا المرأة حشراً في زوايا ضيقة رغم ارتباط قضايا المرأة الوثيق بمختلف قضايا المجتمع العربي مؤكدة ان ما تقدمه المرأة من اسهام فكري يمثل استنطاقاً لمواضيع المسكوت عنه في تاريخنا العربي، حتى وان لجأت إلى الكتابة الأدبية غير المباشرة، فهذا موقف إيجابي يحسب للمرأة.
كما ذكرت ان الكتابة النسائية وصلت إلى مرتبة الريادة على مستوى الفكر والإبداع مشيرة إلى ان ما يتمتع به فكر المرأة من خصوصيات يسهم بلاشك في اثراء الفكر العربي واعطائه قيمة التنوع والاختلاف.
واتسمت مداخلات هذه الجلسة بالسخونة وتباين وجهات النظر إلى حد كبير، ففي مداخلة عقَّب أحد المتحدثين عن المبالغة والتضخيم في قضايا المرأة وان هذا يستغله الغرب ضدنا.. مؤكداً ان نسبة الإناث في الجامعة تصل إلى 56% وفي التعليم ما قبل الجامعي إلى 46% في مصر وفي مداخلته السريعة تحدث عالم الفضاء فاروق الباز عن تميُّز المرأة وتفردها عن الرجل في بعض مجالات البحث العلمي، مطالباً بإتاحة مزيد من الفرص أمام المرأة خاصة في الدراسات ذات الطابع العلمي.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved