بدأت تنتشر في مجتمعنا بعض السلوكات الخاطئة... والتي من المتوقع حدوثها وعدم حدوثها...، فتوقع حدوثها يعود إلى طبيعة المتغيرات التي تلحق بسلوك الأفراد مع وفود الكثير والعديد ممَّا يحدث أمامهم، فيأخذون بالتأثر به، أو التأثير فيه...، وهي ظاهرة لا ما يناقضها إلاَّ توقع عدم حدوثها... إرجاعاً إلى ما ينتظر من القيم الإيجابية في تنشئة الفرد من تأثير في كبحه عن أداء أي مسلك خاطئ...
من ضمن هذه السلوكات السالبة السرقة، وعلى وجه التحديد السرقة التي لا تساعد على ضبطها لأنَّها تنتقل من مكان لآخر، وتنتشر فترة ثمَّ تعود في أُخر... وتتركز في سرقة السيارات من جوار البيوت، أو أنابيب الغاز من داخل أسوار المنازل، أو مراقبة البيوت الخالية واقتحامها عن نوافذها أو أبوابها...، وهي سرقات تحتاج إلى أقل نسبة من الذكاء، غير أنَّ ما لا يساعد على ضبطها هو عدم استمرارية حدوثها بشكل متوال في المواقع ذاتها...
مثل هذه السرقات تدعو إلى ضبط اجتماعي وتضافر جمعي...
ولا يقل في أمرها الاهتمام عن العناية بالذوق العام إذ غالباً ما أصبحنا نشاهد الشباب على اختلاف أعمارهم يسوقون عرباتهم، ويتجولون في المحال التجارية بملابس يُفترض أن لا يخرج بها المرء عن دائرة بيته الخاص أو حتى حجرته الشخصية...
وكثيراً ما أصبحنا نجد منهم من يلوِّن شَعره بألوان فاقعة كالأصفر والأزرق ويشكله بتسريحات عجيبة تلفت الأنظار، ويطوِّق رأسه بربطات مضحكة بل مثيرة للحزن وللألم أن أثَّرت اللَّوحة العامة لمداخلات القنوات الفضائية في بيوتنا مع ضوابط هشة في تنشئة هؤلاء وتربيتهم فكسرتها واعتلت فوقها...
كما أنَّنا أصبحنا نستمع من الألفاظ بين الناس ما كانت آذانَّنا لا تتقبله بل لا تتوقع أن يعبر بها...
فالسؤال: ليس لماذا يحدث ذلك؟ بل السؤال كيف يتم ضبط هذه السلوكات التي تتطلب الروادع على اختلاف مناسبتها لكلِّ خطأ؟ وكيف نتَّقي زلل المتغيرات في السلوك العام والقيم الاجتماعية؟ لنحفظ لمجتمعنا أهمَّ ما كان يميِّزه: الأمن، والاحترام.
|