وصلت المناقشات والمفاوضات وربما المساومات في مجلس الأمن إلى طريق مسدود بشأن مشروع القرار الأمريكي حول العراق حيث اخفقت واشنطن في الحصول على تأييد لمشروع قرارها الذي تنظر إليه كل من روسيا وفرنسا على أنه ينطوي على قفزة مباشرة لضرب العراق.
وفي ظل هذه المعارضة فقد عادت واشنطن إلى لهجتها القديمة المتسمة بالتهديد والوعيد، ودارت تصريحات المسؤولين الأمريكيين الأخيرة حول امكانية تصدي واشنطن وحدها للملف العراقي بكل المسالب التي يمكن ان تحيط بمثل هذا النهج ولعل أولها اظهار فشل كبار العالم في معالجة شأن دولي بالحكمة والروية وبالقدر الذي يمكن أن يحافظ على «هيبة» الكبار وعلى الصورة التي ينبغي ان يكون عليها مجلس الأمن الدولي، فضلاً أن غياب العمل المشترك يدل على اصرار البعض على تمرير آرائهم على حساب الآخرين.
ومن المؤكد أن الساحة العالمية تحتاج إلى امثلة طيبة وإلى مسلك حسن يمكن أن يحتذى ومن شأنه أن يضع أسساً راسخة لعالم جديد تحت شتى المسميات بما فيها النظام الدولي الجديد.
لقد عبّرت روسيا وفرنسا عن اتجاه دولي واسع النطاق يرفض القفز مباشرة إلى استخدام القوة ضد العراق خصوصاً أن العراق قبل بعودة المفتشين الدوليين، وتوصل مع كبير المفتشين إلى اتفاقيات من شأنها أن تضمن انسياباً سليماً لمهمة الفريق الدولي في العراق.
ويبقى من المهم ان تفسح واشنطن المجال لاستيعاب وجهات نظر الآخرين تجاه الشأن العراقي بما في ذلك الأصوات التي تنطلق من داخل الولايات المتحدة والتي تنبذ اللجوء المباشر للقوة.
غير ان واقع الاحوال يشير إلى تنامي نزعة الحرب داخل الإدارة الأمريكية مع دور نشط لإسرائيل في تعزيز هذه النزعة التي تتفق مع مخططاتها الإقليمية في المنطقة.
 |