* جازان - إبراهيم بكري :
استيقظت منطقة جازان يوم أمس على كارثة أسوأ حريق يداهم المنطقة خلال العشر السنوات الماضية في احتراق مستودع للخشب يغطي كافة منطقة جازان في منطقة تجارية تعتبر حجر الأساس للاقتصاد الجيزاني... «الجزيرة» انتقلت الى موقع الحريق وشهدت حالة الاستنفار القصوى من كافة الجهات المعنية وشهدت عمليات الانقاذ لأفراد الدفاع المدني والمواطنين وحالات الاختناق والاغماء التي داهمت العديد.. الجزيرة من وسط النيران وأثناء نقلها للحدث والحريق بصورة كاملة كادت ان تفقد محررها الذي أصيب بحالة اختناق واغماء بسبب الدخان الكثيف ومدير الدفاع المدني يقطع اجازته ويباشر الكارثة خبير اقتصادي أكد أن الخسائر فادحة، طبيب يحذر المواطنين من الدخان الكثيف:
في البداية تحدث ل«الجزيرة» مدير الدفاع المدني بمنطقة جازان العقيد أحمد الشيعاني قائلاً: تلقت غرفة العمليات الساعة السادسة والنصف صباحاً بلاغاً بوجود حريق في مستودع المهيدب للأخشاب وتوجهت جميع فرق الدفاع المدني بمدينة جازان والاستغاثة بفرق من عدد من المحافظات.
وأشار الشيعاني بأن قوة الحريق جعلت الدفاع المدني يستعين بفرق مساندة من مطار جازان وحرس الحدود والبلدية وأرامكو وعدد كبير من وايتات المياه الخاصة بالشركات والمؤسسات والأفراد لمحاولات انقاذ الأخشاب المتبقية داخل المستودعات.
وحول حالات الاختناق والاغماء التي داهمت العشرات من أفراد الدفاع المدني أكد الشيعاني بأنه بسبب الدخان الكثيف المحتوي على ثاني أكسيد الكربون أصيب العشرات من أفراد الدفاع المدني بحالات اختناق واغماء وتم نقلهم الى مستشفى جازان العام.
وأكد الشيعاني للجزيرة بأنه قد تم انذار صاحب المستودع قبل فترة بضرورة التقيد بعوامل الأمن والسلامة ولكنه أهمل التوجيهات حسب التقارير الصادرة من ادارة الأمن والسلامة بالدفاع المدني بجازان.
وأشار الشيعاني بأنه لا يمكن تحديد الفترة التي سوف يتم السيطرة فيها على الحريق لوجود الأخشاب قابلة الاشتعال بسرعة فائقة ولكن نتمنى عدم هبوب رياح شديدة لكي لا ينتقل الحريق الى مواقع أخرى.
«الجزيرة» في ظل وجودها في موقع الحريق التقت بأحد المسؤولين عن مستودع المهيدب للأخشاب الذي تحدث قائلاً: لقد تسبب الحريق بخسائر فادحة لا يمكن وصفها بسبب كبر المستودع الذي يغطي كافة منطقة جازان مؤكداً بأن صاحب المستودع قد طالب شركة التأمين بضرورة سرعة الحضور لرصد الخسائر الفادحة.
مصدر مسؤول أكد للجزيرة ضرورة سرعة سيطرة الدفاع المدني على الحريق بأسرع وقت لأنه يهدد وكالتين للسيارات ومستودع مفروشات تبعد عن الحريق 10 أمتار فقط وذلك يعني ربما يكون هناك خسائر أكثر من 20 مليون ريال لو انتقل الحريق الى المستودعات المجاورة.
الفترات الطويلة التي قضاها أفراد الدفاع المدني ومحاولاتهم للسيطرة على الحريق سببت لهم حالات ارهاق شديدة مما أدى الى استعانة صاحب المستودع بعمالة وافدة لنقل الأخشاب التي لم تحترق كما رصدت الجزيرة عملية توزيع كمامات لعدد من العمالة الوافدةالتي شاركت بفعالية وسط النيران.
وفي ظل جهود متابعة «الجزيرة» من داخل النيران والدخان الكثيف كادت ان تفقد محررها الذي أصيب بحالة اغماء واختناق وبتدخل من أفراد الهلال الأحمر تم انقاذ المحرر من الموت، وتم تزويده بالأكسجين لأكثر من ساعة وحذره الطبيب بعدم الاقتراب من الدخان مرة أخرى لتدني حالته الصحية لوجود نسبة كبيرة من ثاني أكسيد الكربون داخل جسمه قد تسبب له حالات من التشنجات وضيق في التنفس.
الجهات المختصة طوقت موقع الحريق وناشدت أصحاب المباني السكنية القريبة من الحريق بضرورة الخروج من منازلهم لخطورة الدخان الكثيف على أولادهم كما توقع أحد الأطباء بالمستشفى العام تلوث الهواء بمدينة جازان طيلة الأسبوع القادم، مما يعني أن يشهد المستشفى مراجعة عدد كبير من مرضى الربو وطمأن الطبيب بأن الحالة مستقرة لجميع أفراد الدفاع المدني المغمي عليهم.
ومن جانبه وجه مدير الشؤون الصحية بجازان محمد بن حسن أيوب بضرورة الاستعداد لكافة الاصابات التي قد يسببها الحريق ووجه بمساندة الاسعافات التابعة للمستشفى بالتواجد في مواقع الحريق.
وأكد ل«الجزيرة» مدير الهلال الأحمر بجازان عبده هباش مشاركة جميع فرق الهلال الأحمر ولقد تم نقل 26 مصاباً الى المستشفى تم اسعافهم في الموقع ومنهم محرر جريدة الجزيرة.
وانتقلت «الجزيرة» بدورها لمستشفى جازان العام ورصدت حالات الارهاق والاغماء لعدد من أفراد الدفاع المدني الذين ما زالوا يتلقون الاسعافات الأولية.
و«الجزيرة» تؤكد خطورة الحريق وانه سوف ينتج عنه الكثير من الاجراءات من كافة الجهات المعنية وحتى اعداد الخبر لم يتم اخماد الحريق من الاشتعال داخل المستودع رغم الجهود الجبارة المبذولة من كافة الجهات المعنية.
| 
