Tuesday 12th November,200211002العددالثلاثاء 7 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رمضان جاءك يا نفوس فأشرقي رمضان جاءك يا نفوس فأشرقي
محمد عباس خلف



رمضان جاءكِ يا نفوس فأشرقي
بالخير، والإيمان جِئنا نلتقي
رمضان جاءَ، ليوقظَ الإنسانَ مِن
غَفَلاتهِ، والى السمُوِّ سيرقي
فيضٌ من الايمان يغمر خاطري
ويهزُّ وُجداني بشوقٍ دافِقِ
إني لأشعر بالحياةِ.. جديدةً
رمضانُ يُنشئُها إذا ما اتقى
هيا إلى حوض الإله، وورده
قُومي إلى كلِّ التُقى، وتعلقي
تلك الجنان مثوبةٌ لمن اتَّقى
حُثِّي الخُطَى نحوَ الإله، تسابقي
كُوني على حذرٍ من الشيطانِ، لا
يفسد صِيامَكِ بالسلوكِ الأحمقِ
كوني على حذرٍ وفرط تيقُّظ
وخُذي الأمور بِفُطنةٍ وبمنطقِ
قد قُيِّدت أيديه عن شرٍّ، وما
فَتئت وساوسه تدُسُّ وتنتقي
يا قلبُ: يا مُستودعاً في طيٍّه
أصلُ العقيدةِ، والإيمان الأعمقِ
كن خالياً من كلِّ شرٍّ، صافياً
من كلِّ ضِغن حاضرٍ أو سابقِ
الخيرُ يمضي مُستحثَّاً خطوهُ
والشرُّ يُبطىء، فاحذريه وفارِقي
يا نفسُ يا سِرَّ الإله، وعِلمَهُ
كم مرَّ من رمضان؟ هيَّا، كما بقي؟
إن فات خيرٌ فالبقية نفعها
فيه خلاصكِ مِن مصيرٍ مُحدقِ
يا إخوة الإسلام: لسنا صُوَّماً
إن لم نكن عن كلِّ شرِّ نرتقي
لسنا بمقبُولين إن هي اتبعت
شهواتها نفسٌ، كبحر مُغرق
الصوم حقاً أن نصوم عن الأذى
عن كلِّ مرذولٍ، وكلِّ مُعوِّق
قِس كلَّ أعمالٍ بِسنةِ «أحمدٍ»
واحسب نصيبك في الصيام الصادقِ
الصومُ صومٌ للإله، تقدَّست
كلماتهُ، بِتفضُّلِ.. وتفوُّقِ!
ومثوبةُ الرحمنِ.. فوقَ تصوَّرِ
لو صمتَ حقاً خير صومِ مُوفقِ
لا تحسبوا رَمَضَانَ شهراً عابراً
مثلَ الشهورِ، وليس بَعدُ بفارقِ
كلاَّ، ففيه الخيرُ أجمعُ شاملٌ
قدرَ الشهورِ، وكُلُّ فَضلِ مُغدَق
لا يُنسينكِ ذاك يومَ تفاضُلٍ
بفضائِلِ الأعمالِ، لا بتشدقِ
سَكراتُ مَوتكِ كالحريرِ، وسحبهِ
والشوك موضوع عليه ممزقِ
وتذكري لحداً مُخيفاً مُوحشاً
لا خِلَّ، لا أموالَ فيه ستنتقي
هل تذكرين العرض يومَ الحشر؟ ما
أقساه من زفر وفرطِ تشهُّقِ
يوم الحسابِ، وما عليكِ بطولهِ
وكفاهُ رُعبٌ في طويلِ تعلقُّي
هلاَّ ذكرتِ جَهَنَّماً، وسوَادَهَا
وشظَا الجحيم بكلِّ وادٍ مُطبقِ
ليس العذاب بهينٍ، أو مُنتهٍ
صُورٌ من التنكيلِ لستُ بطائقِ
هذي مقاميعُ الزبانية.. التي
ستدُكُّ رَأسَ المستقرِّ الموُثقِ
لا تشربي ماءً زَلالاً هانئاً
إلا بشكرِ اللهِ دوماً، فانطقي!
فهناك مُهلٌ في البطونِ يُذيبُها
فتصيرُ في قطعٍ وشرِّ ممزَّقِ
لا تأكُلي خيرَ الحياةِ وعِزَّها
إلا بصومِ الشاكرِ المتصدِّقِ
فُهُناكَ زقُّومٌ وغِسلينٌ، له
سوُءُ المذاقِ، ولستُ بعدُ بِذائِقِ
رعبٌ عظيمٌ، إذ سمعتُ حديثها
كيف البقاءُ لدى الجحيم المغلقِ
البابُ يُوصدُ بَعد قِسمةِ عادلٍ
والى جهنم ساءَ سوق السائق
لو قُمتُ ليلي والنهارَ تعبُّداً
لو صُمتُ دهريَ في دُعاً وترفُّق
لا يُنقذني من جحيم.. مُفزع
لا آمننَّ عذابَ ربيِّ، خالِقي
إلاَّ برحمتهِ الرحيبةِ، إنها
هي ملجئي، أنعم بخير تصدق
والى اليمين مع الكرامِ بظِله
كلُّ السلام فليس بعدُ بمقلقِ
حيثُ الجِنانُ رحيبةٌ مفروشةٌ
بالسندسِ المنقُوشِ والاستبرَقِ
لا أستطيعُ تخيُّلاً.. لنعيمها
قد صوَّر القرآنُ بعضَ حقائِقِ
وكفاكَ أنكَ والحبيبَ وصحبهُ
في رُفقةٍ، وتشوُّقٍ، وتعانقِ
وكفاك أنك قد نجوت من اللظىَ
وكفاكَ فوزكَ بالرحيق الأعبق
يا ربُّ.. يا رحمنُ سؤلي دائماً
جَنَّاتكَ الكبرى، فعفوُك مُعتقي
يا ربُّ علَّ بما صنعتُ صغيرةً
لكَ قد فعلتُ تكونُ دُونَ تملُّقِ
أو سجدةً لكَ يا إلهي سِرُّها
أنتَ العليمُ، فكُن لذلك مُطلقي
رَمضانُ عتقٌ من جهنمَ، فارتجي
عِتقاً بصومٍ خالص وترفقي
رمضانُ فيهِ اللهُ يقبلُ عبدهُ
إن كان الحُسنى يخافُ ويتقي
فيه المثوبة بالكتابِ جزيلةٌ
فاقرأ بفهمٍ دارس مُتعِّمقِ
واخشع لدى الآيات تُتلى، إنها
تهتزُّ منها الراسياتُ، فأشفقي
ليكن لِسانكِ دائماً في ذِكرهِ
رطباً، بقلبٍ خاشعٍ مُتشوِّقِ
يا روحُ أنتِ السرُّ فيه فاسمعي
ما جاء عنكِ من السلامِ المغدقِ
سيري على نهج الكتابِ وشرعهِ
ولتَعلمنَّ بُكلِّ كُلِّ توافقِ
لا يُقبلُ العملُ الذي قدمتهِ
إن لم يكن في دقةٍ وتطابقِ
فيه اصطفى الرحمن ليلة قدرِهِ
لِتنالي ما تبغين منه فأشرقي
فاللهُ أعطانا الجوابَ لمن دعا
في ليلة القرآن دعوَة واثقِ
نُصِرَ الحبيبُ المصطفى فيه على
كُفَّار بدرٍ باليقين المطلق
والنفسُ من أعدائنا، فلنبتغ
نصراً عليها بالصيامِ، ونرتقِ
أفلا على نفسي أُحقِّقُ قُوةً
تسمُو بها عن كُلِّ شرٍّ زالق؟
أنا لا أُريدُ سماع شعري مِثلما
يُنسى الكلامُ بمرِّ بعض دقائق
لكن حسابكِ للضمير قصيدتي
تُحييه دوماً بالجنانِ الحاذِقِ
لا تنسينَّ حِسابَ نفسك، إنها
ستجُرُّ خطوكِ للعذابِ المحدقِ
فاربأ بنفسكَ عن دَنَايَا فِعلها
تسمو بها نحو الطهور الأسمقِ
واربح نجاةً من حريقٍ مُهلكٍ
جناتِ عدنٍ للكريم المتقي!
إنا مُسلمٌ أدعوكَ ياربَّ الوَرَىَ
أن اقبلني بالصيام الأوفقِ
أنا مُؤمنٌ يا ربُّ، عِتقاً شاملاً
من ذا الجحيم المدلهِمِّ المحرقِ
وأمُدُّ يا اللهُ ضارعةً يدي
ندماً على ذنبٍ حديثٍ سابق

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved