* دبي
* المدينة المنورة - خاص ب«الجزيرة»:
سخر فضيلة الشيخ إبراهيم بن الأخضر علي القيم شيخ القراء في المدينة المنورة من الحملة التي تتعرض لها الأمة الإسلامية في دينها وعقيدتها ودستورها، وحث المسلمين على الالتزام بآداب الإسلام وأحكامه في شهر الصوم، مستعرضاً بعضاً مما يجب على المسلم في هذا الشهر المبارك، وكيف يمكن للمسلم ان يحافظ على صيامه في الدول غير الإسلامية التي يعيش فيها.
وانتقد فضيلته وسائل الإعلام في العالم العربي التي تبث مواد إعلامية وبعض البرامج المنافية للإسلام وآداب واحكام شهر رمضان المبارك مؤكداً على ان لوسائل الإعلام رسالة إعلامية متميزة يجب ان تتناسب مع مكانة هذا الشهر المبارك.
ففي مستهل حديثه ل«الجزيرة» عن الهجمات الإعلامية على الإسلام وأهله، قال فضيلة الشيخ إبراهيم الأخضر: عندما نعود بالتاريخ الى الوراء لكي نفتح ملفاً قديماً للمعاناة التي يعاني منها المسلم، والحملات القديمة، المتجددة في الفترات التي تضعف فيها قوة المسلمين وينسلخون عن الإسلام ليعودوا الى الشعوبية والقبلية والقومية، يُمجدونها ويخلصون لها ويرونها الشعار الذي يرفع على المنابر، والصفة التي ينبغي ان يصطبغوا بها بين الناس في هذا العالم والمسلمون في حقيقتهم اذا فقدوا الهوية الإسلامية يصبحون ضعفاء جداً كماضيهم الغابر قبل الإسلام، والشخص الذي يملك منطق القوة إذا ارتفع الى سدة الحكم أو عرش التصرف فإنه يتكلم بالمنطق الذي يعجبه لا الذي يعجب خصومه.
وأضاف قائلاً: ومن هنا لما كان واقع العالم الان فيما يتعلق بهوية المسلم او العربي نرى الشعار المرفوع هو العروبة وليس الإسلام واستعجب ان يكون هناك من يسأل لماذا يتطاول أعداء الإسلام على الإسلام؟ ولماذا يحقرونه، ويحقرون أهله؟ لأنه ليس من يدافع عنه، لا يوجد الآن في عصرنا هذا من يدافع عن الإسلام بالغيرة والقوة ومستعد ان يفتديه بالروح والنفيس والغالي مما يملك، ولا اقصد بهذا مجموعة من الناس وإنما في عموم المجتمعات ككل، والمجتمعات الآن نعم تتحدث بمنطق القرآن ولكنها لا تعيش واقع القرآن.
ورأى فضيلته ان الحملات التي تشن على الإسلام لأنه ليس له من يدافع عنه - هذا شيء طبيعي - وحينما يُوجد من يدافع عن الإسلام، ويُخيف أعداء الإسلام سيأتون اليه صاغرين، يأتون طلباً للعدالة الإسلامية لتحكم بينهم، ويطلبون الأمان في ظل وجود الإسلام، ويقدمون كل القرابين والهدايا والخضوع التام لهذا الدين ولأهله الذين يلبسون حلته ويتزينون بها في كل محفل.
وواصل القول: وليس غريباً ان يتهجم الناس على الرسول - صلى الله عليه وسلم- او يتهجم الناس على الدين أو على دولة كالمملكة العربية السعودية، إذا كانت القدرة والقوة في أيدي الأعداء، وهذا شيء طبيعي اعتقد، واليوم الذي يلبس فيه المسلمون رداء الإسلام ويتزينون به فإن الشرق والغرب سينحني راكعاً تقديراً واحتراماً وستجد من أعداء الدين من يمجد الإسلام ويذكر فضائله، والأمة الإسلامة تمر بمراحل، تمر بموجة صاعدة عالية أعلى من البحر وتمر بموجة أخرى منخفضة جداً حتى تغرق من فيها، هذا الحال الذي نعيشه وفي رأيي ان الإساءة للإسلام والمسلمين والطعن في القرآن الكريم والتشويش على سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه من الأمور الطبيعية في هذا المنطق الذي نعيشه في هذا العالم، إذا كان العدو هو المتمكن والمسيطر، وهو الذي يفعل كل شيء ما الذي يحول بينه وبين أن يمارس هوايته، لا يوجد من يردعه، وليس عندنا الآليات القادرة على مقاومة هذا، لأن العلة الأصيلة في المسلمين نفسهم.
ولفت فضيلته النظر الى ان الأعداء يملكون الامكانات والقدرات والوسائل الإعلامية التي تمكنهم من الوصول الى الناس أكثر من المسلمين الذين لا يعيشون واقع الإسلام، ولا يملكون آليات الوصول الى الغير.
وعن اتجاه كثير من القنوات التلفازية العربية والإسلامية لبث بعض المواد والبرامج المنافية للأخلاق والآداب العامة، وتتنافى مع قدسية هذا الشهر المبارك قال فضيلته: إن هذه القنوات والتلفزيونات عربية، فلا تتوقع من العربية ان يأتي شيء يُستحيا منه، او يخافون من الله - سبحانه وتعالى - لأنه ليس لها علاقة بالإسلام، هذه عربية تخضع لمنطق المكسب، وتتاجر بأي شيء يجلب الأموال للقنوات، ويجعل حضورها في واقع الناس مطلوباً.
وواصل فضيلته القول: ولو قلنا ان هذه القنوات أوالتلفزيونات إسلامية لكان تغير الأمر، أما هذه قنوات عربية، والقنوات العربية تتاجر بأي شيء، والمهم في الآخر هو كم يحصلون عليه من وراء هذا البث، والدخول التي تصل إليهم عبر استقطاب الناس الذين يشاهدونها، ولما كان الناس يقبلون على مشاهدة هذا الأمر فإن النصح لا يجدي فيهم ولا يُفهمهم منطق، لأنهم مقتنعون بهذا والذين يبثون يعرفون أن لهم زبائن كثراً.
وأشار فضيلته في هذا السياق الى انه لما كانت قوة الإسلام في سابق العصر قوية وعادلة، وتبث الخير، وتدعو الى الخير، وهي الأمة التي تتوج مسيرة الأمم الى صراط الله المستقيم كان الغرب يخشى منها خشية كبيرة جداً ولا يحاول أبداً ان يستفز حتى مشاعر الناس الذين يعيشون في تلك البلاد فما بالك بأن يصلوا اليهم ويدخلوا الى بيوتهم بدون استئذان، هذه القناة لو كانت تبث مثلاً في منطقتها، أو في عاصمتها، أو في بلدها لكان شرها محجوزاً، لكن الآن تدخل المدن والقرى والهجر، وبيوت الشعر، وفي كل لغة وفي كل منطق، والآن منطق الفساد لم يعد يحتاج الى العبارات التي تقال فيه، وإنما يكفي المناظر التي تعرض لتكون معبرة حتى ولو كان الفيلم صامتاً مثلاً فإن مضمونه مفهوم سلفاً للناس.
|