Friday 22nd November,200211012العددالجمعة 17 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رياض الفكر رياض الفكر
جمعيات تحفيظ القرآن منابع للخير.. ووقاية من الشر
سلمان بن محمد العُمري

لئن قالوا كرهاً نقول بل محبة، ولئن قالوا بغضاً نقول مودة، ولئن قالوا حقداً نقول سلاما، هذا هو العنوان العريض لجمعيات أرادها الله ينابيع للخير والنور والهداية الربانية، إنها الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم التي تزخر بها هذه الأرض المباركة، تلك الجمعيات التي لم تعرف يوماً إلا أن تكون دعوة للحق والفطرة والسلام، إنها الدعوة التي يشكلها جوهرها فهي من القرآن وللقرآن وبالقرآن، وكتاب الله لا ينطق إلا بالمحبة والرحمة والعطف والتواد والتواصل والتكافل، تلك الدعوة التي تنطلق لتشمل البشرية كافة ناشرة الحق والخير في كل الأرجاء، فالإسلام دين الفطرة للجميع ولسعادة الجميع، دين لا يعرف الظلم والضغائن، ولا يعرف الأحقاد والدسائس.
ولكنها سنة الله في خلقه فالباطل في صراع مستمر مع نور الخير، والشر موجود شئنا أم أبينا، وشياطين الإنس والجن موجودون إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولهذا لاعجب إن سمعنا دعوات ظالمة باطلة مغرضة حاقدة كل يوم وكل ليلة تنعت الإسلام وأهله بأشنع الصفات، ومن السخريات التي يحفل بها منطق البعض قولهم إن جمعيات القرآن الكريم هي جمعيات إرهابية، يا سبحان الله، جمعيات مسالمة محبة تعشق الوئام بين البشر وتدعو إليه وتنير العقول بمصدر العلم والمعرفة: توصف بالإرهاب والعدوان، فحقيقة الجمعيات التي لا تخفى على أحد أنها صفحات بيضاء ناصعة لتعليم كتاب الله تعالى وتحفيظه والالتزام به لما فيه سعادة البشر كل البشر، فهي جمعيات لنشر الخير والفضيلة والأخلاق الحميدة أولاً وأخيراً، ولا يترتب على ذلك إلا تقويم السلوك البشري، نحو الأفضل ونحو العمل المنتج والمثمر بما يخدم بني الإنسان بعيداً عن كل أذى وضرر وينأى به عن مهاوي الردى ومنابت الفجور، وفي هذا الصدد يقول معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم.
«إن الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم تسهم بدور فاعل في حماية النشء من تيارات الغلو والتطرف التي قد تقود إلى الإرهاب المذموم، وإن وجودها وتنظيمها وتعزيز دور الرقابة فيها يمثل مساراً وقائياً وعلاجياً في الوقت نفسه لكل التيارات التي أضرت بالأمة».
نعم هذه هي الحقيقة، وإذا كان الآخرون يتضررون من إرهاب العصر فواجبهم دعم هذه الجمعيات لأنها في الخندق الأول المدافع ضد الإرهاب، فالإرهاب ليس من الإسلام في شيء، والإسلام وأهله بريئون من كل ماله صلة بالإرهاب، ولن تدفعنا الدعوات الظالمة لتغيير ذلك أو تبديل نظرتنا للأمور، فنحن أمة نسير على مبدأ، ولا يعنينا ما يقوله الآخرون، فحربنا على الإرهاب دائمة ومستمرة، مهما كانت مواقف الآخرين، ومهما تذبذبوا في تصرفاتهم.
إن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم هي حصن منيع ضد الإرهاب يتربى فيها الأبناء على المحبة والمودة والإنسانية، فهي منابع للهداية ووقاية من الشرور- بإذن الله-، ومما يجدر ذكره أن عدد منسوبيها قد فاق الأربعمائة ألف ولله الحمد، وهذا العدد يشكل ما نسبته أكثر من 2% من ساكني هذه المملكة الخيرة، وهذا والله لأكبر دليل على مدى محبة هذه البلاد للخير وفاعلية، ومدى الرؤية الواقعية للأمور، فالمسلم الملتزم هو الذي يشكل سعادة للبشرية قاطبة لأنه لا يعرف إلا خيرها، أما غير ذلك فلا يعنينا، وتبقى القافلة تسير بعطرها الرباني يفوح شذاها ناثراً الخير والأريج والعبق في كل المعمورة، هذا هو قدرنا، يقول تعالى:{كٍنتٍمً خّيًرّ أٍمَّةُ أٍخًرٌجّتً لٌلنَّاسٌ تّأًمٍرٍونّ بٌالًمّعًرٍوفٌ وّتّنًهّوًنّ عّنٌ المنكّرٌ} . والله المستعان.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved