قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به». وفي لفظ «كل عمل ابن آدم يضاعف له الحسنة بعشر أمثالها» قال: «إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» وما ذاك إلا لأنه صبر النفس ومنعها من شهواتها.
كما في الحديث نفسه: يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن أفضل الأعمال «عليك بالصوم فإنه لا عدل له»، ولما كان الصبر حبس النفس عن اجابة داعي الهوى، وكان هذا حقيقة الصوم فإنه حبس النفس عن إجابة داعي شهوة الطعام والشراب والجماع فسر الصبر في قوله تعالى:{وّاسًتّعٌينٍوا بٌالصَّبًرٌ وّالصَّلاةٌ وّإنَّهّا لّكّبٌيرّةِ إلاَّ عّلّى الخّاشٌعٌينّ} أنه الصوم وسمى رمضان شهر الصبر. وقال بعض السلف الصوم نصف الصبر. ومن ذلك ان الصبر حبس النفس عن اجابة داعي الشهوة والغضب فإن النفس تشتهي الشيء بحصول اللذة بإدراكه وتغضب لنفرتها من المؤلم لها والصوم صبر عن مقتضى الشهوة فقط، وهي شهوة البطن والفرج دون مقتضى الغضب. ولكن من تمام الصوم وكماله صبر النفس عن اجابة داعي الأمرين وقد اشار الى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح وهو قوله: «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يجهل ولا يصخب، فإن أحد سابه أو شاتمه فليقل إني صائم»، فأرشد صلى الله عليه وسلم الى تعديل قوى الشهوة والغضب، وان الصائم ينبغي له ان يحتمي من إفسادهما بصومه فهذه تفسد صومه وهذا يحبط اجره كما قال في الحديث الآخر: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».
من أخطاء الصائمين
1- يلاحظ على بعض الأخوة المصلين الحرص على إدراك صلاة التراويح مع إمام معين ولو كان في ذلك تفويت لصلاة العشاء او بعضها.
2- بعض الناس إذا حان موعد الإفطار يظل يجيب المؤذن وهو لم يفطر بعد، ولا يشرع في الإفطار إلا بعد انتهاء المؤذن من الآذان. وقد قال صلى الله عليه وسلم «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» متفق عليه.
3- عند انتهاء الإمام من القنوت في صلاة التراويح يقوم بعض المصلين بمسح وجوههم بأيديهم وهذا العمل يحتاج الى دليل صحيح عن المعصوم صلى الله عليه وسلم.
|