Friday 22nd November,200211012العددالجمعة 17 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

سنن اندثرت سنن اندثرت
سارة السلطان

إن اندثار السنن علامة على بعد الناس من هذا المنهل العذب من العبادة حيث كان الصحابة رضوان الله عليهم حريصين على الأخذ بما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم من فعل أو قول أو خلق لما لتطبيق السنة من أثر في البعد عن إحياء البدع وموت السنن.
ومن تلك السنن التي يكثر هجر كثير من الناس لها:
1- التيمن نلاحظ بعد الناس في أفعالهم عن التيمن الذي هو نهج الرسول في تنعله وترجله وفي غسله وطهورة.
فهذه دلاله أهمية التيمن في كل شأن فعلي للمؤمن فقد وضع الله في اليمين البركة والقوة وخص الشمال بالنجاسة لأنها دأب الشيطان في أكله وشربه.
كما نلاحظ اندثارها بين النساء وإن كانت من الكبيرات أحزن للقلب لما لفعلهن من تأثير القدوة السلوكية على أحفادهن وأولادهن.. ومن ذلك انتشار ظاهرة الشرب باليسار في المجالس والمناسبات بل وتغضب غضباً شديداً إذا ما أعطيت المضيفة من تجلس بجانبها يمينا ظنا منها أن في ذلك تقليلا من شأنها وعدم احترامها.
رغم أن ذلك من سنة الرسول«صلى الله عليه وسلم» عندما استأذن فتى صغيراً كان يجلس عن يمينه.. ليعطى الشراب لأحد كبار الصحابة عن يساره.. إلا أن الفتى أبي رغبة في أن يضع شفتيه في موضع شفتى الرسول«صلى الله عليه وسلم» تبركاً بذلك.
فهذه دلالة واضحة بجهلنا وبعدنا عن سنن الرسول«صلى الله عليه وسلم».
2- إطعام الجار وهي من السنن التي انقرضت أو كادت تتلاشى بسبب تغير سجايا النفوس إلى سقم في التركيبة الأخلاقية والسلوك الإنساني ولربما أسهم التغير الاجتماعي والعمراني في إقصاء هذه العادة الحميمة والمتميزة«وإثراء التقارب النفسي والمعنوي في توهج هذه الصلة وليس في رمضان فقط» بل في كل وقت، فقد حثنا الرسول«صلى الله عليه وسلم» على تعاهد الجيران والصلة بهم فقال لابي ذر«يا أباذر إذا طبخت مرقاً فأكثر ماءه ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم بمعروف» فيجب علينا إعادة النظر في حق الجار والأجر لمن يبدأ أولا:
3- السواككذلك من السنن التي اندثرت تحت مسمى البديل والسلوك الحضاري وأسهم في ذلك جهل الناس بما يحتويه السواك من مزايا دنيوية قد تغني عن زيارة لطبيب الأسنان.
فالمداومة عليه تقضي على الترسبات البكتيرية في الفم وتطهره ويساعد استعماله في قطع نزيف اللثة ويصفي لونها من السواد نتيجة الالتهابات وهو يحتوي على مواد مطهرة قاتله للجراثيم كما أثبتت بذلك الأبحاث العلمية..
كما أنه يجلو البصر ويحسن الصوت إلى جانب ذلك اقتصادي وسهل الاستعمال لا يحتاج إلى جهد ولا يرتبط بمكان وزمان معين وهو يجمع بين الفرشاة بمعجونها وقد قال الرسول«صلى الله عليه وسلم»:«لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة».

* الرياض

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved