|
|
إمام مسجد يخطب في الناس ذو خطابة مصقعة جميلة يؤدي فرائض الله في وقته يملأ المسجد نشاطاً وحيوية فما هو إلا أن زين له الشيطان يكون راقياً لينفع المرضى ولا يملك من خبرة الرقية شيئا، فبدأ بالرقية وانهالت عليه الفتن والأموال وشرب بحياته، ثم مكث على ذلك زمناً وقع من خلاله في فتنة النساء، فهذه امرأة تكشف ثدييها وصدرها ونهدها ونحرها، وتلك أخرى تكشف وجهها ورابعة تحصر عن فخذها، وأخرى تبين له ظهرها، وتلك تتكلم كلاماً ناعماً أملس ليلياً مظلماً، فما هي إلا أسابيع وأشهر حتى وقع في براثن وحبال الشيطان، ثم استدرج به الشيطان أيضا ليمنعه من الصلاة، ويصده عن ذكر الله عز وجل، ورأى أن ينتقل من موقعه لموقع أكثر سعة وقبولاً، ثم تمكن الشيطان منه بعد حين ليلتبس فيه وليتعاون مع السحرة على طاعة الشيطان، عصيان الرحمن، والبعد عن خيره وسعادته فكان الوزر، والإثم، والضلال المبين، وكان من أعظم المخاطر التي ترعاها الأشباح الشيطانية، وتحاول أن تزرعها بين الناس تحول من إمام مخلص لدينه ثم أمته ووطنه وبلاده إلى راق غشيم غشوم، ظلوم لا يحسن التصرف ثم إلى مشعوذ متغطرس، ثم إذا به يتعاون مع السحرة فيتحول إلى ساحر، وأخيرا يقع في قبضة العدالة، ولكن بعد أن فاته دينه، وبعد أن ضاعت عليه دنياه، وبعد أن ضاعت عليه سعادته ليجد جزاءه ومصيره المحتوم بسبب بعده عن الله تعالى، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، فهل يعقل أصحاب الخير؟، ولقد جاء شخص فاضل يسألني ذات يوم قال إنني أرقى الناس، ولقد جاءني من الجن من جاءني على صورة البشر فرغبوا أن يتعاونوا معي وأنا أحب ذلك إن كان حلالا، فقلت يا أخي لا أملك جواباً، ولكن سأزور الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله لآخذ منه جواباً لك، فلما سألت الشيخ أنكر ذلك جدا، وقال حذره، وبين له مخاطر هذا الأمر، فإنه سينزلق انزلاقاً شديداً وحذرته، وبينت له جواب الشيخ، ثم لم يطع، فاستعان بالجن فوقع في محاذير، لولا أن عناية الله تعالى أدركته بعد أن مثل للرقية الشرعية سنين عددا بعد أن تاب توبة نصوحاً لولا أن عناية الله أحاطته لما كان من الناجين لكن فضل الله واسع، والحمد لله. |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |