Saturday 23rd November,200211013العددالسبت 18 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

المنشود المنشود
فرائض وسنن!
رقية الهويريني

إن الاستهانة بحقوق الآخرين تجر الإنسان المتهاون إلى مزالق خطيرة سواء كانت شرعية أو دنيوية، ومن ذلك ما يجنح إليه بعض الأشخاص من أداء النوافل والسنن في أثناء وقت العمل!
وقد اتفق علماء الشريعة ان على الموظف الاكتفاء بأداء الفريضة فحسب من صلاة أو صوم، وأنه لا يجوز الجلوس للوعظ أو التطوع لعمل خيري في أثناء تأديته لعمله الرسمي، وأن ذلك يعد منافياً لما أوجبه الشرع من حفظ ما أؤتمن عليه من عمل، ويمكنه أن يؤدي النوافل في وقت آخر، ولا يرفع عنه الحرج إذن رئيسه في العمل لا سيما حين يكون عمله مرتبطاً بالناس والمراجعين، وقد يتعذر بعض الموظفين حين يقصر في عمله أو يتأخر في الحضور أو يتغيب عنه بأنه كان يؤدي سنة أو نافلة أو يقوم بتوزيع كتيبات وأشرطة شرعية أويلقي محاضرات توجيهية حتى ولو كانت نافعة ولكنها في وقت أداء العمل الرسمي، ويأمل من مراجعيه الاشادة والثناء عليه!! وهو يستحق ذلك الثناء على مضاعفة العبادة حين لا يكون داخل أروقة العمل أو عندما لا يتسبب في تعطيل شؤون الناس.. فكم من مراجع قطع مسافات طويلة وتصبب عرقاً وصرف مالاً وأهدر وقتاً من أجل انهاء معاملة ثم يتفاجأ بعدم وجود الموظف المختص بسبب تعذره بصيام النافلة وعدم مقدرته على مواصلة العمل.. فماذا عن حقوق الآخرين؟!! وهذا الموظف لا يرضى - بالمقابل - أن ينقص من راتبه شيء!!
ولو عدنا إلى شريعتنا المطهرة لوجدنا أنها تحث على قضاء حوائج الناس أكثر من حثها على أداء النوافل، بل ان الرسول عليه الصلاة والسلام أثنى على المؤمن العامل أكثر من المؤمن العابد، وحض على مساعدة المسلمين بعضهم لبعض في قضاء حوائجهم، بقوله: «من قضى لأخيه المسلم حاجة كنت واقفاً عند ميزانه فإن رجح وإلا شفعت له»، وهو يعني غير الملزم بالواجب، فكيف بمن يستلم أجراً مقابله؟!
وحري بالمسلم التقوى والورع والنزاهة والاجتهاد مع الاخلاص في أداء الأعمال لأن ذلك يعود عليه في دينه بالرضا من الله، ومن ثم العيش في راحة ضمير وهدوء نفسي اضافة إلى الثناء عليه من قبل المراجع الذي انجز معاملته، وإننا لنعتب على المقصرين في أداء واجباتهم تجاه الناس حين يرفعون أكفهم بالدعاء أن يديم الله عليهم نعمه ويأكلون من عوائد مرتباتهم وهم قد تهاونوا بالأمانة التي أوكلت إليهم وقد يدخل هذا في باب السرقة من وقت العمل، وبما أننا نعيش أجواء رمضانية وفيها تفضيل لأداء العمرة بهذا الشهر وبأنها تعدل حجة مع الرسول صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الشريف، فإن هذا لا يتعارض مع ما ذكرنا بشرط أن تؤدى في الاجازة الأسبوعية أوبداية اجازة العيد فلا تعطل مصالح المسلمين بدعوى ادراك فضل العمرة في رمضان!! ولعل ذلك الاخلال والخلط بين الفريضة والسنة هو الذي جعل لغير المسلمين مداخل على المجتمع المسلم حين لا يلتزم بعض أفراده بالمواعيد ويضيعون حقوق الناس أو يتهاونون في أدائها وفي هذا تفريط في الأمانة في أثناء القيام بالعمل.
ولكي يتسنى للأمة اللحاق بركب الحضارة العالمي بما تمليه شريعتنا المطهرة، فإنه لا بد من ضرب أسمى معنى وأفضل مثل على سلوك المرء المسلم الذي يلتزم مبدأ اسلامياً يربأ به أن يكون من المنافقين الذين اذا أؤتمنوا خانوا، واذا وعدوا اخلفوا بالوعد.

ص. ب 260564 - الرياض 11342

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved