Saturday 23rd November,200211013العددالسبت 18 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أضواء أضواء
بيريز يخلع قناع شارون..!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

يقول شيمون بيريز وزير خارجية الكيان الإسرائيلي السابق انه خلال ثلاث أو أربع سنوات إما أن ينشأ كما يسميه بـ«شرق أوسط جديد» أو يظهر أمام أعيننا شرق أوسط نووي مليء بالصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى والعنف يملأ كل زاوية.
ويضيف بيريز في مقال نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية فاضحا أساليب شارون والسياسة المتطرفة التي تقوم بها حكومته إما ان يكون شرق أوسط حافلا بالخوف والكراهية والفقر، أو شرق أوسط يخلص نفسه من الجمع بين السلاح الحديث والاقتصاد المتخلف.
بيريز الذي توافق نشر مقالته مع اعلان وزارة الخارجية الأمريكية ان إدارة الرئيس جورج بوش قد وعدت اسرائيل بمساعدات عسكرية قيمتها 16 ،2 مليار دولار في إطار برنامج المساعدات العسكرية الخارجية لعام 2004 بزيادة قدرها 60 مليون دولار عما طلبته الإدارة الأمريكية من الكونغرس.
ربط بيريز بين الاقتصاد المتخلف الذي ترزح تحت وطأته إسرائيل وبين تدفق السلاح الأمريكي الحديث للكيان الصهيوني إشارة لم تغب عن المراقبين، فهذا السياسي الاسرائيلي المتقلب وبعد ان خرج من تحت عباءة الحكم الشاروني أخذ ينشر فضائح حكومة شارون في تكتيك انتخابي لخدمة حزبه منافس حزب شارون، إذ يهدف بيريز من كشف أخطاء شارون إلى إسقاط تكتل الليكود الذي يرأسه شارون وايصال تجمع العمل الذي ينتمي إليه بيريز عسى ان يعود من خلال فوز التجمع إلى حقيبة وزارة الخارجية ليواصل غش الأسرة الدولية كما كان يفعل في حكومة شارون.
وهكذا فإن بيريز يقول إن اصلاح الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتردي في اسرائيل مشروط بإصلاح الوضع السياسي مع الفلسطينيين، وعلى الشعب الآن ان يختار من لا يترددون في السير نحو شرق أوسط جديد متعاون وخالٍ من الأسلحة والعداء.
المسألة الاجتماعية - شعب يوجد فيه جياع للخبز- يجب ان تكون على رأس مشاغلنا وهمومنا ولكن ليس من الممكن اصلاح الوضع الاجتماعي من دون اصلاح الوضع الاقتصادي طالما لم يتم استئناف الاستثمارات في اسرائيل ولم يصل إليها السياح، وطالما لم يتوقف تدفق رأس المال من اسرائيل إلى الخارج، وطالما وزعت الميزانيات حسب أولويات قطاعية ضيقة فإن هذا الاقتصاد لن يتعافى.
وطالما بقي الوضع الأمني متردياً فلن تتغير الظروف والشروط الأساسية التي أدت إلى التدهور الاجتماعي والاقتصادي واصلاح الوضع يتطلب تحقيق خمسة شروط:
1- يتوجب انشاء عملية شراكة فلسطينية في مكافحة الإرهاب. والفلسطينيون لن يوافقوا على ان يصبحوا عملاء متعاونين مع اسرائيل وإذا كنا معنيين في تعاونهم يتوجب علينا ان نعرض عليهم أفقا سياسياً واضحا هذا الأفق السياسي هو الرؤية التي ظهرت في خطاب بوش المترافق مع خطة الرباعية الدولية. وجوهر هذه الرؤية هو: حل دائم يقوم على التقسيم لدولتين تعيشان بسلام جنبا إلى جنب. في لقاءاتي مع الفلسطينيين قبل عدة أيام أوضحت لهم بأنه لا توجد احتمالية لقبول اسرائيل بالخطة الفلسطينية، مثلما لا توجد احتمالية لأن يحدث العكس.
والطريق الوحيد بالنسبة للشعبين هو قبول التسوية الدولية المسنودة اليوم من قبل كل الشعوب تقريبا ومن قبل الأغلبية في صفوف الشعبين.
ومن دون دعم دولي لن يكون بإمكان الفلسطينيين ان ينشئوا دولة، وستجد اسرائيل صعوبة في التوصل للسلام. رئيس الحكومة ارييل شارون يقول انه يقبل تصور بوش ولكنه غير مستعد لطرح موقفه هذا على الحكومة للمصادقة عليه. السياسة لا تصنع من خلال التردد والتأتأة.
2- يتوجب، ومن الممكن التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين بحيث تتم الأمور في آن واحد: مكافحة الإرهاب والتفاوض حول الحل الدائم والاصلاح في الحكم الفلسطيني إذا اشترطنا حدوث أمر بتحقق الآخر فسيبقى كل شيء في مكانه كما كان يراوح في مكانه مدة عامين تقريباً.
3- يتوجب تجميد انشاء مستوطنات جديدة والاعلان مسبقا اننا سنكون على استعداد لتضمين قضية إزالة المستوطنات في التسوية الدائمة كما كان الرئيس كلينتون قد اقترح سابقا. المستوطنات كانت قد كلفت المجتمع الاسرائيلي ثمنا باهظا فقد ابتلعت ميزانية الدولة ووضعت العوائق أمام تصميم خارطة السلام أو تحقق الأمن لإسرائيل.
4- شارون يدعي انه قد وافق على المبادئ المطروحة في تفاهم أبو العلاء -بيرس إلا انه يرفض الجدول الزمني الذي يبدو في نظره قصير جدا وأنا أقول انه لا يوجد أمامنا وقت لإهداره. مستوى التوتر والإرهاب في المنطقة مرتفع ولذلك سيكون من الأفضل لكل الأطراف ذات العلاقة ان تبكر في التوصل للتسوية قدر المستطاع.
أما الشرط الخامس فهو ما ذكرناه بتغليب اصلاح الاقتصاد بدلا من الاعتماد على السلاح الحديث.
قول بيريز هذا لم يفصح عنه عندما كان في حكومة شارون إلا ان طرحه في مثل هذا الوقت يمثل نقدا مزدوجاً لبوش وشارون معاً.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved