Saturday 23rd November,200211013العددالسبت 18 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رؤية اقتصادية رؤية اقتصادية
جائزة نايف.. الهدف والمضمون
د. محمد بن عبدالعزيز الصالح

كثيرة هي المنجزات، وكثيرة هي المعطيات الخيِّرة التي أصبحت المملكة تزخر بها، وأصبح الانسان السعودي يتفيأ ظلالها بفضل من الله عز وجل ثم بفضل السياسة الحكيمة التي تنتهجها الدولة انطلاقاً من إيمانها الراسخ بالثوابت الإسلامية الصحيحة النابعة من الشريعة السمحة، إن خدمة كتاب الله العظيم، وسنة نبيه المطهرة من أعظم الأشياء التي تفتخر بها المملكة منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - حيث أسس الدولة على أسس الاحتكام إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وسار على نهجه أبناؤه من بعده.
وقد حظيت السنة المطهرة بالعناية والاهتمام على أساس أنها المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم اقتداء بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بعد ذلك حيث بذلوا الجهود الكبيرة وتحملوا الصعاب في سبيل جمع الأحاديث، وتمحيص رواياتها، والتأكد من رواتها وميزوا الصحيح منها والضعيف.
وتأسياً بهؤلاء جاءت فكرة جائزة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية - حفظه الله - ليكون موضوعها «السنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة»، استمراراً لخدمة هذا المصدر العظيم من مصادر التشريع بما يتلاءم مع معطيات عصرنا الحاضر، وبأسلوب علمي يستخدم التقنية الحديثة ويستفيد من منجزات العصر.
إن اختيار هذا الجانب ليكون موضوعاً للجائزة أتى موفقاً وخاصة من حيث التوقيت حيث يتعرض الإسلام في وقتنا الحاضر في شتى بقاع الأرض إلى حملات تشوية مغرضة للنيل من ثوابته، وسماحته، وصفاء تعاليمه، وشموليته وصلاحيته لكل زمان ومكان، أتى موضوع الجائزة مرتبطاً بأحد أهم مصادر التشريع الإسلامي ليعلن للملأ ثبات المنهجية، وسلامة المبدأ، والصمود في وجه الدعوات المغرضة ولنقول لهؤلاء أنه لا مساومة على المبادئ، والمعتقدات، أتى موضوع الجائزة ليؤكد أن هذه الدولة متمسكة بدينها، ومبادئها، ومعتقداتها، وسوف تذود عنها بكل ما أوتيت من قوة.
كما أن أهمية هذه الجائزة لا تقتصر على موضوعها فقط بل شملت أيضاً الأهداف التي حددها نظامها، ومقرها.
لقد جاءت هذه الجائزة هادفة إلى خدمة السنة النبوية المطهرة فكرياً، وعلمياً، وهادفة إلى الاسهام في انتفاع المسلمين بها في حاضرهم، ومستقبلهم، وتأصيل قيمها ومثلها العليا، ومبادئها السامية في نفوس المسلمين وابراز محاسنها لغيرهم، كما أن الجائزة جاءت هادفة إلى الاسهام في دراسة الواقع المعاصر للعالم الإسلامي، واقتراح الحلول المناسبة لبعض مشاكله، والعمل على ايجاد ما من شأنه أن يعود بالنفع على الإسلام والمسلمين، كما جاءت الجائزة مؤكدة على أهمية اثراء الساحة الإسلامية بالبحوث العلمية المؤصلة.
هذه الأهداف حينما تتحقق بمشيئة الله تعالى على أرض الواقع وخاصة من خلال وسائل نقل المعلومات والتوثيق المعاصرة لا شك أنه سيكون لها مردود ايجابي على هذا المصدر العظيم وستقدم لها خدمة عظيمة، وستكون رداً قوياً لبعض الاتجاهات المعادية لهذا المصدر العظيم من مصادر التشريع حيث ان هناك من يدعو إلى التقليل من الاعتماد على هذا المصدر كمصدر للتشريع لعدم توفر مقومات ثبوت بعض الأحكام التي أتت عن طريق السنة المطهرة، ولكن أصحاب هذا الرأي النشاز يجهلون أو يتجاهلون أن السنة النبوية هي التي فصّلت وأوضحت كثيراً من الأحكام التي أشار إليها القرآن مجملة مما يعني سلامة المنهج، وحسن الاختيار، ونبل الهدف لهذه الجائزة.
إن اختيار المدينة المنورة مقراً لهذه الجائزة لا يقل أهمية عن حسن اختيار موضوعها، ودقة اختيار أهدافها فاختيار مدينة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه مقراً للجائزة نابع من أهمية الدور الذي قامت به هذه البقعة المباركة في التاريخ الإسلامي حيث انطلقت منها جيوش التوحيد فاتحة، وداعية إلى دين الله، كما أنها الأرض المباركة التي صدر منها هذا التشريع النبوي الكريم، إنه ربط للماضي بالحاضر واستمرار لنشر هذه المبادئ السمحة التي دلنا عليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
إن هذه الجائزة ومن خلال موضوعها وأهدافها تؤكد بوضوح اهتمام قادة هذا البلد بمصادر التشريع الإسلامي، والعمل على نشر مبادئه السمحة التي تركز بشكل واضح على السلام، والأمن، وتنهى عن التشنج والتطرف في الأفكار أو الممارسات أو التعامل مع الآخرين.
إن من المتوقع أن تفتح هذه الجائزة آفاقاً واسعة من المعرفة الإسلامية، وأن تكون حافزاً للباحثين، والمفكرين، والمهتمين بالإسلام وشؤونه لتقديم كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين.
إن هذه الجائزة أتت لتكمل عقد التتابعات الفكرية الثقافية التي تقدم على تراب هذا الوطن الطاهر من بين وقت وآخر فهناك جائزة الملك فيصل العالمية، وهناك جائزة الدولة التقديرية في الأدب، ثم تأتي جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية، لتكمل هذا العقد الثقافي الفكري الرائع ولتجعل من المملكة مصدر اشعاع ومنبر هداية ولتؤدي دورها الذي شرفها الله عز وجل به من خدمة للحرمين الشريفين، وتبليغ للدعوة، ونشر لمبادئ ديننا الحنيف.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved