هنالك صروح كبيرة تنشأ، ويكون لها دور كبير يمتد إلى مساحات مكانية وزمانية فسيحة، ويكون فيها من البركة والتوفيق ما يدل على أنها نشأت نشأة طيبة مباركة..
كان عام 1405هـ بداية الانطلاق لهذا الصرح الطباعي العملاق، في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث افتتح خادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز صرح طباعة المصحف الشريف، في المدينة المنورة بعد أن وضع حجر الأساس له عام 1403هـ، وظهر الدور الكبير لهذا المجمع في توفير أعداد كبيرة من المصحف الشريف وزِّعت وما تزال توزَّع بالملايين داخل المملكة وخارجها، والذين يعرفون حاجة المسلمين إلى المصحف في أنحاء العالم غربيِّه وشرقيِّه، يدركون الأهمية القصوى لهذا المشروع الكبير.
* ما الذي يعرفه أبناؤنا عن هذا الصرح الحضاري الإسلامي؟.
- ربما تكون الإجابة عن هذا السؤال مؤلمة لنا جميعاً، فلربما يكتشف أحدنا أن أبناءه يعرفون عن الشخصيات «الكرتونية الوهمية» من المعلومات ما لا يعرفون عشره عن «مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف».
هذا خلل تربوي بلا شك ، وهو خلل يندرج على أمور كثيرة في حياتنا، فكم من أسرة تحرص على أن يطلع أبناؤها على معالم ومراكز تجارية وثقافية وسياحية في أوروبا وأمريكا وغيرها من أصقاع العالم بحجة التثقيف والتوعية ولا تفكر أن يطلع هؤلاء الأبناء على صروح حضارية كبيرة في بلادنا مثل هذا المجمع المبارك.
* ماذا يجري داخل هذا الصرح الطباعي الكبير؟.
* وما الفائدة المتحققة من وجوده؟؟.
- هذا المجمع يعد أكبر صرح طباعي في العالم لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، حيث بدأ بإصدار طبعات عالية الجودة والدقة، سليمة الضبط والتشكيل، صحيحة الرسم للمصحف الشريف، وهذا عمل كبير قد يغفل عن أهميته كثير من الناس حيث إن وجود جهة قوية مأمونة الجانب، قادرة على التوسع والانتشار في طباعة وتوزيع المصحف الشريف يُعَدُّ عملاً مهماً لخدمة كتاب الله الكريم.
* ولعل كثيراً من الناس لا يعرف أن هذا «المجمع» يقوم بأعمال أخرى مهمة غير طباعة المصحف، ألا وهي: ترجمة معاني القرآن الكريم إلى مختلف اللغات التي يتحدث بها المسلمون في العالم، وتسجيل القرآن الكريم بأصوات كبار القراء تسجيلاً متميزاً من حيث الصفاء والجودة، وفي المجمع قسم خاص بخدمة السنة، والسيرة النبوية لأفضل الخلق عليه الصلاة والسلام، ولا شك أن هذه الأعمال الجليلة تؤكد لنا أهمية هذا الصرح الطباعي الكبير، وأهمية تعريف أجيالنا به بصورة تربطهم بمظاهر مهمة في بلادهم.
وإذا علمنا، حسب ما نراه ونسمعه من تصريحات أخينا الكريم فضيلة د. محمد سالم بن شديد العوفي أمين عام مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، أقول: إذا علمنا أن هذا المجمع يطبع سنوياً ما يزيد على عشرة ملايين نسخة من مختلف الإصدارات سنوياً للوردية الواحدة، حيث يمكن تشغيل ثلاث ورديات ليكون ناتج ما يطبعه المجمع ثلاثين مليون نسخة سنوياً، فإننا سنقف وقفة تقدير وإعجاب ودعاء بالتوفيق لهذا الصرح الكبير، ويزيد تقديرنا إذا علمنا أن عدد الإصدارات حسب حديث الدكتور العوفي ستون إصداراً موزعة بين مصاحف كاملة، وأجزاء من المصحف، وترجمات وتسجيلات وكتب للسنة والسيرة النبوية المطهرة، وهذا - بلا شك- عمل كبير يستحق الإشادة والتقدير..
وأتساءل هنا: ألا يمكن أن يكون هنالك خطة عملية تتبناها وزارة المعارف والجامعات، لتعريف الطلاب والطالبات بتفاصيل أعمال هذا الصرح الطباعي الكبير؟؟، وغيره من المعالم الحضارية في بلادنا؟؟ خاصة وأن المجمع يستقبل وفوداً عالمية للاطلاع عليه بصورة مستمرة.
ثم إنني أوجه إلى أمين عام المجمع سؤالاً: ألا يمكن أن يقوم المجمع بدور كبير في إعداد وإصدار البحوث الجادة المتميزة في مجالات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، استكمالاً لأداء دوره الريادي في هذا المجال؟؟.
إشارة:
جزى الله صاحب فكرة هذا المشروع وداعمه الأول خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على حرصه عليه وعنايته به، ووفق القائمين عليه والعاملين فيه.
|