في كتابي: «هؤلاء عرفت»، تحدثت عن جملة من الأخيار، منهم مع حفظ الألقاب: محمد سرور الصبان، محمد الحافظ بن موسى، حسونة البسطي، محمود عارف، حسن بن عبدالله آل الشيخ، محمد حمد الشبيلي، عبدالله بن محمد الغذامي، حسن عبدالله أبو ركبة، طلعت بن حسن ناظر.. وأضيف اليوم إلى أولئك أسماء أخر، منهم إبراهيم العنقري، محمد عبدالله رضا، أحمد يوسف زينل، عثمان الصالح، أحمد بن علي المبارك، يحيى توفيق حسن، عباس محمود العقاد، أحمد الزيات، محمد رجب البيومي، عبدالسلام المسدي، حمادي صمود، محمد القاضي، عبدالله عبدالجبار، عبدالعزيز محيي الدين خوجة، منجي زكري، السيد حبيب محمود، ناصر السلوم، أحمد مطر، محمد سعيد طيب، علي النملة، اسحق الصحصاح، علي عباس قمقمجي، عبدالعزيز السبيل، خالد بن حمزة غوث، محمد عبدالعزيز الموافي، محمد أبو الأنوار، محمد حسين زيدان، أبو تراب الظاهري، محمد عبده يماني، عبدالمقصود خوجة، إبراهيم غلام، وآخرون ألتقي بهم عرضا، فألمس فيهم دماثة الخلق والمروءة وأدب النفس.. وإني أردد دائما أن: أدب النفس قبل أدب الدرس، لأنه أساس، ذلك أن أدب الدرس يمحو ضده - الجهل - ولكن الخلق شيء آخر مختلف جداً.. فهنيئا للذين أوتوا أدب النفس، وحين أؤكد على ذلك، أتذكر قول من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم: «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم الخلق الحسن».. وقال له خالقه جل جلاله:{ وّلّوً كٍنتّ فّظَْا غّلٌيظّ پًقّلًبٌ لانفّضٍَوا مٌنً حّوًلٌكّ } [آل عمران: 159]
* في مساء الأربعاء 8/9/1423هـ، انتقل الى جوار ربه السيد حبيب محمود من رجالات المدينة المنورة.. والحديث عن هذا الرجل الكريم، حديث طويل، وأكبر الظن أن حلقة أو اثنتين في هذه الزاوية لا تكفي لذكر بعض خصائص السيد حبيب، غير أني سأتحدث عن الفقيد حديثاً قصيراً بقدر ما يتاح لي.
* ترجع العلاقة غير المتلاحمة الى عقود مضت، يوم التحاقي بمدرسة العلوم الشرعية، وكلي شوق إلى تحصيل ما يتاح لي من معارف أولية في مدرجات المرحلة الابتدائية، لأكون مثل لداتي أعي ما أسمع وما أقرأ.. ولن أجدد الحديث عن تلك الأيام، التي امتدت فيها خطاي إلى مدرسة العلوم الشرعية بالمدينة المنورة، وأنا فرح سعيد، بعد زوال الحواجز، وقد ذكرت ذلك بشيء من السرد في كتابي: «حكاية الفتى مفتاح»، الذي صدر في شهر رمضان 1416هـ.. لكني وأنا طالب طارئ، قبلت برجاء، لا تصل خطواتي يومئذ إلى مكتب مدير المدرسة الشاب، وإنما علاقتي بأساتذتي، وفي مقدمتهم محمد الحافظ بن موسى.. لكني حين تخرجت في المدرسة، وانطلقت الى جدة بزاد يسير جداً لا يحقق شيئاً من طموحي نحو المعرفة.! وبعد أن اشتد ساعدي كما يقال، وبدأت أعي الحياة، وشرعت أقرأ وأخط كليمات، أخذت أسعى الى السيد حبيب محمود، كأني أقول: إنني لا أنسى الجميل، ولابد من الوفاء به، فكنت كلما ذهبت إلى دار الحنان، أسعى إلى زيارة السيد حبيب في داره بالعنبرية، قبل أن تهد، من أجل مشروع توسعة المسجد النبوي، فرأيت وعرفت رجلاً، كثير الصمت، قليل الكلام، يعلو وجهه أدب نفس وأدب درس، مهذب كثير مع الصغير والكبير، ذو وفاء ومروءة وعون إلى من يسعى إليه، أما الخير الذي يؤديه في السر، فعلمه عند مولاه، الذي يجزي عنه بأحسن الجزاء، فهو سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
(للحديث بقية) |