Saturday 23rd November,200211013العددالسبت 18 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الوضعية الغذائية للبلاد تفاقمت لقلة الأمطار الوضعية الغذائية للبلاد تفاقمت لقلة الأمطار
موريتانيا في حرب دائمة مع الجفاف

* نواكشوط دب أ:
لم يبالغ مسؤولو برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة عندما صنفوا موريتانيا ضمن «الدول التي تواجه بشكل دائم خطر جفاف محدق يمكن أن يؤثر في أي لحظة على السكان والماشية والبيئة» كما يحدث الآن.
الموريتانيون ومعظمهم من سكان الريف تأقلموا مع العيش في بيئة جافة وسط تقلبات مناخية لا ترحم، وبالرغم مما شيدوه من حواجز وتلال رملية وسدود للري وصرفت حكومتهم من أموال فإن معركة الموريتانيين الدائمة مع الجفاف التي بدأت في مطلع السبعينيات بعيدة من أن تتحول إلى حلم من ذكريات الماضي.
وموريتانيا البلد العربي الأفريقي الواقع في أقصى الوطن العربي يتميز بمناخ جاف أصلا ويغطي الجفاف مساحة تقدر ب 60 بالمائة من أراضيها التي تصل مساحتها الإجمالية إلى مليون وثلاثين ألف كلم مربع معظمها صحاري قاحلة مترامية الأطراف ممتدة بين مالي شرقا والجزائر والمغرب شمالا والسنغال جنوبا.
ويمكن القول إن موريتانيا دخلت سنتها الثالثة في الجفاف الذي ضرب هذا العام بدون شفقة مناطقها الريفية وحولها إلى «مناطق أشباح» بعد هلاك أعداد كبيرة من الماشية منها أكثر من 100 ألف رأس من صغار الماعز والضأن والأبقار قضت في أسوأ موجة برد ضربت موريتانيا في كانون الثاني/يناير الماضي لا يقارنها مسؤولو وزارة الزراعة والبيئة إلا بموجة الجفاف التي ضربت موريتانيا في عقد السبعينيات وأدت إلى تهجير مئات الآلاف من سكان القرى والأرياف نحو المدن والمراكز الحضرية التي لم تكن مؤهلة أصلا لاستيعاب هذا الكم البشري الهائل الفار بفعل «التقلبات المناخية ».
لقد دفع الجفاف المتفاقم الحكومة الموريتانية إلى إطلاق نداء للمساعدة الدولية في أيلول/ سبتمبر الماضي بعد أن أدركت خطورة الموقف وبدأ الأمل يتبخر بهطول أمطار تنقذ الأرض والإنسان والماشية.
ويقول فليب جيوم لو بوفي مدير برنامج الأغذية العالمي في موريتانيا إن «نحو مليون موريتاني يواجهون خطر المجاعة إذا لم يتحرك المجتمع الدولي في وثبة تضامنية تجنب البلاد الأسوأ» منبها إلى أن سكان الريف الموريتاني معرضون لأسوأ موجة جفاف ومجاعة عواقبها لا تحمد بحلول كانون الثاني / يناير المقبل.
وقال في تصريحات صحفية نشرت هذا الاسبوع «إذا لم تقدم الدول الغنية مساعدات غذائية كافية لسد العجز الغذائي الكبير الناجم عن تأخر هطول الأمطار للعام الثالث على التوالي فإن سكان مناطق الريف الموريتاني سيواجهون مجاعة محققة».
ومما يزيد وضعية الأمطار صعوبة في موريتانيا كغيرها من دول الساحل الأفريقي هو أن هطول الأمطار في المواسم العادية لا يتجاوز فترة ثلاثة أشهر بمعدل سنوي لا يتجاوز 520 مم وذلك طوال أشهر حزيران/ يونيو و تموز/يوليو و آب/ أغسطس، لكن هذه السنة لم تمطر السماء إلا مرة واحدة في تموز/يوليو وبكمية ضئيلة جدا لم تملأ السدود التي أقامتها الحكومة الموريتانية في إطار مخطط واسع لتنمية مناطق الريف الموريتاني.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved