ومثلما للزلازل توابع، كان لأحداث الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية في العام الماضي ، توابع تناثرت في العديد من الدول الإسلامية، تضرر منها المسلمون، وتعرضت دولهم لأخطار أقلها التدخل في شئونها الداخلية، وتأثر الأمن والاستقرار في أرجائها.
وإذا كان الإرهاب بصفة عامة مرفوضاً دينياً وشرعياً، فإنه يواجه رفضاً أشد وأكثر إذا كان موجهاً ضد أمن البلد وأبنائه ويضر بمصالحه الوطنية والسيادية. وأمامنا صور وحالات عديدة من الدول الإسلامية التي تضررت كثيراً جراء توابع 11 سبتمبر، ليس فقط من التدخل في شئونها الداخلية بل اجتياحها عسكرياً من تحالف دولي للقضاء على ما تمثله تلك الدول من تهديد لأمن واستقرار الأسرة الدولية لاحتضانها جماعات وأفراداً امتهنوا العمل الإرهابي وقاموا بتصديره إلى شتى مناطق العالم، فدفعت أفغانستان وأهلها الثمن وامتدت الأضرار لبلدان إسلامية أخرى من خلال محاولات التدخلات الأجنبية في شئونها الداخلية، وهز أمنها واستقرارها بإقدام نفر قليل من أبنائها الذين سقطوا في أفخاخ وخداع من أعمى الغلو أنظارهم وذهب التطرف بعقولهم ليصبحوا أداة طيعة بيد الأعداء لهدم بلدانهم وتخريب أمنها واستقرارها.
في باكستان، بعد أفغانستان، واليمن والكويت، بدأت الأعمال الإرهابية تتوالى حتى وصلت إلى أرض البلد الأمين، المملكة العربية السعودية التي حباها الله بأعز ما يمكن أن يطلبه الإنسان: الأمن والصحة، فيأتي نفر ضال يحاول تدمير هذه النعمة التي يحسدنا عليها الجميع ويعملون ويدفعون كل شيء لتخريبها.
صحيح أن حادثاً كحادث الخرج الذي قد يكون عملاً جنائياً، وحوادث بسيطة أخرى لا يمكن أن تهز بلداً عرف بقوة استقراره إلا أن إقدام من طغى الغلو على أعمالهم والتطرف على أفكارهم يمثل بادرة يجب أن تحسم وبصرامة منعاً للفتنة التي يسعى إليها الأعداء ويقدم عليها نفر قليل من المغرر بهم.
 |