Saturday 23rd November,200211013العددالسبت 18 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

شهر الغفران..على الدائري الشرقي.. مضحين بلذة الافطار مع أسرهم شهر الغفران..على الدائري الشرقي.. مضحين بلذة الافطار مع أسرهم
طلاب الابتدائي يوزعون «1000» وجبة إفطار يومياً للسائرين
الطلاب لـ«الجزيرة»: سعيدون بالمشاركة في العمل الخيري

* إعداد - بندر الرشودي:
نفذت مدرسة الأئمة الأربعة بجامع الرويضان بحي القدس في مدينة الرياض، عدداً من المشروعات الخيرية خلال أيام هذا الشهر الكريم، لعل من أبرزها مشروع تفطير السائرين والذي هو عبارة عن تقديم وجبة افطار متكاملة للسائرين قبيل الأذان، وذلك على الدائري الشرقي وتحديداً عند مخارج «9-10-11» يقدمها مجموعة من الشباب الصغار «رجال المستقبل» الذين ضحوا بلذة الافطار مع أهاليهم مقابل السعي في عمل الخير وطلب الأجر من الله تعالى، حيث يقومون بتغليف الوجبات التي تحتوي على «تمر، ماء، حليب، فطيرة» في الجامع بعد صلاة العصر مباشرة ويضيفون عليها شريطا اسلاميا، ثم يتهيأون للعمل عند تلك الاشارات، سعياً إلى درء الشرور والمخاطر التي قد تعترض السائرين - لا سمح الله - في حالة عمدهم الى السرعة الزائدة في تلك اللحظات المتأخرة.
«الجزيرة» أطلعت على كيفية إعداد رجال الغد لمشروعهم الخيري حيث قمنا بزيارتهم حيث يعتمدون بعد الله عزوجل على الوجبات المقدمة من أهالي حي القدس والتبرعات المادية التي يدعمونهم بها اضافة كذلك الى تعاونهم مع مؤسسة مكة المكرمة الخيرية التي تقوم أيضا بتمويلهم بوجبات افطار، وأشرطة ا سلامية تتضمن موضوعات هامة للمسلمين وأحوالهم، ثم بعد ذلك يقوم هؤلاء الشباب بتغليفها، قبل ان ينتقلوا بتنظيم مميز الى مواقعهم المحددة من قبل المشرف على المشروع، حيث تم إلباسهم زياً خاصاً بلون موحد ومرقم مقدم من مؤسسة مكة المكرمة الخيرية، ليصلوا بعدها الى أهم الخطوات وهي تقديم هذه الوجبات للسائرين حيث يوزعون يومياً قرابة «1000» وجبة فقط للسائرين، والابتسامة تعلو وجوههم، ولسان حالهم يقول: «لا تسرع فإن الموت أسرع». أما القسم الآخر منهم فهو يتولى مسؤولية الاشراف على تقديم وجبة الافطار والعشاء لرواد مخيم تفطير الصائمين بالجامع والذي يتردد عليه يوميا عدد كبير من المسلمين بمختلف الجنسيات.
المشرف على المشروع الشيخ بندر بن محمد الحقباني/ إمام وخطيب جامع الرويضان بحي القدس، والذي يتابع ويشارك مع الشباب مراحل اعداد وتوزيع الوجبات، أكد ل«الجزيرة» خلال زيارتها ان سر اختيار هؤلاء الشباب الصغار لمثل هذا العمل الكبير، هو في المقام الأول الرغبة الشديدة من قبلهم للمشاركة في هذا العمل الخيري اضافة الى اننا عمدنا الى ذلك رغبة في تأصيل حب الأعمال الخيرية في أنفسهم وهم - لله الحمد - كما ترون قائمون بعملهم على أكمل وجه، مثبتين أنهم صغار في أعمارهم فقط أما في الحقيقة فهم رجال بعقولهم وتضحياتهم وأهدافهم السامية من هذا العمل حيث يسيرون على هدي خير البشرية - صلى الله عليه وسلم - الذي يقول: «من فطّر صائماً كان له مثل أجره غير انه لا ينقص من أجر الصائم شيئا» وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام: «ما زالت أمتي بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور».
فهم يهدفون الى ان يجمع الصائم بين اتباع سنة نبينا الكريم وعدم الاستعجال في الوصول الى المنزل.
وأشار الشيخ الحقباني الى أننا لا نملك إلا الوقوف احتراماً وتقديراً لهؤلاء الشباب الذين حرموا أنفسهم لذة الافطار مع والديهم واخوانهم في سبيل العمل الخيري، سائلا الله عزوجل ان يجزيهم خير الجزاء وان يبارك لهم في أعمارهم، وان يوفقهم في الدنيا والآخرة، مثمنا جهود أولياء الأمور في سبيل انجاح مشاريع المدرسة، والذين لم يكتفوا بالدعم المادي والمعنوي فقط بل قدموا فلذات أكبادهم لخدمة العمل الخيري، فلهم منا جزيل الشكر والعرفان، داعياً الله العلي القدير ان يجزل لهم الثواب، وان يقر أعينهم بأبنائهم، مشيداً أيضاً بجهود مؤسسة مكة المكرمة الخيرية في دعم مشاريع مدرسة الأئمة الأربعة التي تنظم أيضاً دروساً أسبوعية في الجامع وكذلك تنظيم مخيمات للشباب خلال نهاية الأسبوع تتضمن العديد من النشاطات الرياضية والثقافية المنوعة، مقدراً جهود جميع من يبذل ويساهم في انجاح هذه المشاريع الخيرية التي تجسد تكافل المجتمع الاسلامي.
من جانبهم قال «رجال المستقبل» ل«الجزيرة» إنهم في غاية السعادة وهم يشاركون يومياً في أعمال الخير، مؤكدين انهم لا يريدون مقابلا لذلك سوى الفوز برضا الله عزوجل واكتساب الأجر والثواب منه.
كما قدموا شكرهم وتقديرهم لجميع من ساعدهم وشجعهم على هذا العمل وعلى رأسهم الأسرة في المنزل، وإمام وجماعة المسجد، «اضافة الى كل من يطلع على عملنا من معلمين في مدارسنا أو سائرين في الشارع» مهيباً بجميع الميسورين دعم هذه المشاريع الخيرية في بلادنا.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved