تعقيب «حول الإرشاد الطلابي»

طالعت ما تم نشره في صفحة (عزيزتي الجزيرة) عن التوجيه والإرشاد الطلابي، وأود أن أدلي بدلوي في هذا الموضوع حيث لا يزال باب الحديث حول الارشاد الطلابي مفتوحاً على مصراعية من حيث الجهل بمفهومه وأهدافه لدى مختلف الفئات والمراحل الدراسية، ويرجع هذا الخلل لعدة أسباب أقوم بتلخيصها بالناقط التالية:
- حداثة نشأة مجال التوجيه والإرشاد الطلابي بمدارس التعليم العام بالمملكة.
- عدم كفاية الدعاية لبرامج التوجيه والإرشاد الطلابي عبر وسائل الإعلام (المقروء والمرئي والمسموع) مما ساعد على عدم كفاية الوعي تجاه مفهوم الإرشاد الطلابي والدور الكبير الذي يضطلع به المرشدون.
- النظرة القاصرة لدى أعضاء هيئة التدريس نحو عمل للمرشد الطلابي وعدم تفهم دوره التربوي، وعدم تهيئة المناخ الملائم لعمله.. وذلك من خلال المطالبة بتكليفه بأعمال تتعارض ما يقوم به كمرشد مختص في علاج المشكلات الدراسية والسلوكية والانفعالية.. حيث يرى «البعض» ضرورة تكليف المرشد الطلابي بكافة الأعمال والمشاكل (حتى لو كانت خارج نطاق عمله) مثل: معاقبة الطلاب باللوم والضرب إذا تطلب الأمر! وحجزهم وحرمانهم فرص الترفيه ومعاقبة المتأخرين عن الاصطفاف الصباحي!! ومن هنا أريد توضيح بأن قيام المرشد الطلابي بدور «المعاقب» أو كونه مصدراً للعقوبة سبب هام من أسباب تخلف مجال التوجيه والإرشاد المدرسي وعودته للوراء، بسبب تلك «النظرة المزدوجة» التي تتكون في نفوس الطلاب تجاه هذا «الشخص» المعقد الذي يدعونه «المرشد الطلابي».. وبالتالي لن ننتظر - أبداً - أن يفصح طلابنا عن مشكلاتهم النفسية والاجتماعية لمن يهددهم ويرفع العصا في وجوههم!!.
- ومن الأسباب التي أدت إلى ضعف الوعي بدور الإرشاد الطلابي «المرشدون أنفسهم»! وعدم إدراك البعض منهم لدورهم الأساسي، وتخبطهم غير المدروس تجاه مشاكل الطلاب.. وافتقادهم لحسن الاستماع والاستفادة والاطلاع والقراءة الوافية حول عملهم الإرشادي، حيث يكتفي الواحد من هؤلاء بتجاربه الشخصية (وإن كانت قاصرة) ليطبقها تجاه حالات ومشكلات الطلاب. ومن هنا نعلم بأن هناك عوامل ذاتية وخارجية تحد من تطور مجال الإرشاد الطلابي داخل مدارسنا ينبغي النظر إليها بعين الاعتبار.. وأخيراً لا يجب أن نغفل دور المتميزين والمؤهلين من المرشدين الطلابيين في هذا المجال التربوي المهم واسهاماتهم المشكورة في التطوير بطرق عملية وعلمية مدروسة. والله ولي التوفيق.