تعقيباً على ما كتبه الأخ فهد سعد العتيبي في عزيزتي الجزيرة يوم 1/8/1423هـ عن الضرب وأنه لا بد منه ولكن من يكون الضارب وكيف نحدد كيفية الضرب، الحقيقة أن هذا الموضوع يتكرر كثيراً في صحفنا والداعون إلى منعه كثيرون جداً ولكن الضرب هو نوع من التأديب لماذا نحرمه ما دام أن الله سبحانه وتعالى أجازه بل أمر به على النساء كنوع من التأديب لهن أليس الرجال وخاصة الشباب في المتوسط وفي الثانوي وحتى في الخامس والسادس ابتدائي أليس هؤلاء أولى بالتأديب بالعصي من النساء .
وقد ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز كجزاء لبعض الأفعال المحرمة، وحقيقة منذ منع الضرب وقلة الأدب واللامبالاة باحترام المدرسين ومن في سلكهم متفشية بين الطلاب ونحن بل أؤكد لمن يصرون على منع الضرب وجعله في حكم المحرمات أنهم يضربون حتى صغار الأبناء في بيوتهم وأنا ممن يضرب وكل من أعرف من الأقارب والأصدقاء، وأجزم أن أكثر من 80% من الآباء والأمهات يضربون في البيوت فالابن الصغير يعرف الضرب ويعرف أنه يردعه عن كثير من الأخطاء فلماذا نمنعه في المدارس ونستعمله في البيوت فالذي يكسر الكأس نضربه لئلا يكسر غيره وغالباً يمتثل والذي يضرب زميله الذي أصغر منه في المدرسة أو يبصق عليه أو يسرق قلمه إذا نهي مرتين أو ثلاثاً عن اتباع هذا الأسلوب ألا يستحق التأديب بالضرب وهو أفضل من حرمانه من الحصة أو إيقافه على قدميه أو قدم واحدة رافعاً يديه إلى أعلى ولو عشر دقائق، أما الخصم من درجات السلوك فلن يهتم به إلا من كان في الصف الثالث ثانوي ربما يأخذ حسابه لذلك، أنا أقول الضرب بطريقة تأديب نافعة ناجعة ويجب أن تكون موجودة في المدارس وخاصة الثانوية والمتوسط، وان كان البعض يورد حججاً إن لم تكن واهية فشبه واهية تخشى عليه من أمراض نفسية أو يكره المدرسة والدراسة وإذا حصل على 1% خمسة آلاف هل نعتبر ذلك مسيئاً لا أعتقد وربما يكون العقاب لواحد ويصلح آلاف. وأقول لكل من يحرم الضرب أنت غلطان وأجزم أنك ضربت سابقاً وتأدبت ولكن الضرب المبرح أو المؤذي لا يرضى به أحد حقيقة فيجب أن يكون الضرب على علم ودراية في حدود المعقول والمقبول من الأطراف المضروب والضارب والأهل والمدرسة.
أما الضرب الذي يتعدى الحدود المعقولة فأقول بملء فمي لا قبول له كما رأيت ذلك في مسجد في جدة العام الماضي بعد صلاة المغرب جلست لا قرأ بعضاً من الآيات الكريمة فإذا بمؤذن المسجد وابنه جالسان يستمع إلى قراءة ابنه وفجأة أخطأ فإذا بالسوط يعطيه والابن يصيح بأعلى صوته سأحفظ سأحفظ وتكرر مرات في جلسة واحدة وفعلا تضايقت وزعلت من هذا الضرب فقلت يا أخي ما هكذا سيحفظ ابنك القرآن بل ستجعله يكره القرآن وحفظه مهلاً واختصر فرد عليّ بكلمة لم أفهمها ولكنها تعني دعني وابني سيحفظ غصباً عنه وبهذه الطريقة فأشمأززت ورفعت المصحف وخرجت من المسجد غير راض،
فمثل هذا الضرب غير مجد وربما يجدي ولكن يتبعه كثير من الألم والتأوهات وربما يهمل القرآن فيما بعد اهمالاً كاملاً كردة فعل، وفي النهاية أقول يا أيها الداعون لمنع الضرب لا تكثروا الحديث عنه فقد مللنا وسئمناه وجعلوه بعبعاً أمام المدرسين والمدرسات وعصا يعتمد عليها الطالب في الاهمال وعدم المتابعة وعدم حل وحفظ الواجبات لأن من أمن العقاب أساء الأدب ونحن نرى ذلك فعلاً وأتحدى من يقول غير ذلك، ولا بد منه مهما علت الأصوات لمنعه، نسأل الله الهداية لنا ولأبنائنا وآلا يحوجونا إلى هذا النوع من التأديب.
صالح التويجري |