السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
قرأت في صفحة المجتمع يوم الأحد 12/9/1423هـ ما كتبه علي الخزيم تحت عنوان (الأزواج يتساءلون: لماذا لا يستمر الحال.. وجود رمضاني مؤقت لربات البيوت في المطابخ) وليس لي من اعتراض على تساؤل الأزواج عن سر تخلي زوجاتهم عن دورهن في إشباع (بطونهم) وسد حوائجهم الغذائية فأنا أنظر لموضوع عودة ربات البيوت للمطبخ في الشهر الكريم على أنه حدث وإن كان لدى بعض الأسر يتم بصورة لافتة ومثيرة للانتباه إلا أن هذه العودة التي أثارت تساؤل الأزواج وجعلتهم يطرحون علامة الاستفهام لماذا لا يستمر الحال؟ يمكن جرها لكثير من متغيرات هذا الشهر والتي تتم بصورة قد لا تتوفر في بقية أشهر السنة: فها هم الأزواج بعد أن كان تواجدهم بين أفراد أسرهم لا يتم إلا في حالات نادرة.. ها هي مأدبة الأفطار تجمع شملهم وتلم وحدتهم وتوحد كيانهم وإن كان الزوج يتساءل لماذا لا يستمر تواجد ربة البيت في المطبخ فمن حق الابن والبنت والزوجة بل وحتى المجتمع أن يتساءل لماذا لا يدوم التواصل الأسري بين أفراد الأسرة الواحدة على مدار شهور السنة كون ذلك من شأنه زيادة درجة الوعي والأخذ بيد جيل المستقبل نحو تربية وتهيئة نفسية واجتماعية أفضل فهل يستمر حال هذا التواصل أم تكون ليلة العيد آخر العهد فيعود الزوج أدراجه للاستراحات ومجتمع الشلة وحين يعود يكون فلذات كبده قد غطوا في نومهم دون أن يكلحوا ناظرهم برؤيته وفي الصباح حين يقوم للعمل يكون الأبناء قد ذهبوا بصحبة السائق لمدارسهم فتكون ساعة لقاء الأب بهم من الندرة حد يصعب وصفه ولا تلوموا صغارنا لو تمنى الواحد منهم بأن تكون السنة كلها رمضان فليس أحسن ولا أعمق من أثر لقاء الابن بوالديه!.
إن عودة ربة البيت للمطبخ مهمة ولكن عودة الترابط التي تتجسد بصورة جلية في الشهر الكريم أهم فمن غير المنطق أو القيام بالرعاية الحق أن تترك الأسرة شؤون تربية أبنائها في عنق الخادمة ومسؤولية الأب في هذا الجانب أكبر وأشمل ولا يعفى الأب تسخيره كل ما وسعته قدراته المادية ليكون تحت تصرف الأبناء كالفضائيات ووسائل الاتصال الحديثة، بل تقع عليه مسؤولية متابعة ما يتلقفونه والطريقة التي يتم بها استخدام هذه الوسيلة أو تلك وألا يترك لها الفرصة في تربية وتوجيه فلذات كبده حتى إذا وقع الفأس بالرأس وبدأ تأثر الأبناء وتخلقهم بما تدعو إليه وما تروج له من أفكار قد لا تتفق وبيئتنا وتقاليدنا أبدى الأب أسفه وعض أصابع الندم على إفراطه وغفلته وأنى له أن يجمع حبات السبحة بعد أن فرط الخيط بصورة قد يستحيل معها الإمساك بالزمام وإعادة الأمور إلى جادة الصواب وطريق النور والحق. هكذا نلمس الأثر الذي يتركه تخلي الأب أو الأم عن مسؤوليتهما التربوية مقابل ذلك فإن مسألة هجر الأم للمطبخ وتركه للخادمة لا ترتقي بسلبياتها إلى ما يمكن وصفه بالمشكلة التي تقض ظهر المجتمع وتؤثر فيه فما من شك ولا ريب في انعكاس عمل الأم وطبخها على نفسية الأبناء والنهوض بشعور الحنان الأسري بين أفرادها بيد أنه لا يترك سلبية على سلوك الطفل أو تربيته مثلما هو حاصل في تخلي الأبوين أو أحدهما عن مسؤولياته التربوية والتوعوية أو الإرشادية. هذا ما أردت التعليق به حول الموضوع فعسى أن أكون قد وفقت في طرحي الذي أردت أن انتهز به وحدتنا الأسرية وهي تعيش أوج التواصل والترابط على أن يجد ندائي إذن استجابة.
والله من وراء القصد..
عبدالله بن ناصر الخزيم مدرسة عمر بن عبدالعزيز الابتدائية بالبكيرية |