البهاق والصدفية من الأمراض الجلدية المنتشرة في جميع أنحاء العالم وحسب الدراسات العالمية (الأوروبية والأمريكية) فإن نسبة انتشار كل من هذين المرضين هي حوالي 2% من عامة الناس، ورغم الملاحظة الشخصية من كثير من الأطباء بانتشار هذين المرضين إلا أنه - وللأسف - فإن المعلومات الاحصائية عن انتشار هذين المرضين في المملكة العربية السعودية محددة جداً.
ويعتقد الكثير من الناس وحتى الكثير من الأطباء بأن البهاق يصيب أكثر من 2% من مجموع السكان ولا نعلم إذا كان ذلك دقيقاً وهل هي أقل أو أكثر وهل المرض يتركز في فئات معينة من المجتمع وهل زواج الأقارب له علاقة بذلك أم لا؟!!
أسئلة كثيرة تصعب الاجابة عنها دون عمل مسح ميداني يخطط له بعناية ويشمل عدداً كبيراً من السكان يسمح بتحديد الانتشار بشكل علمي دقيق واحصائي، ومع أن نسبة انتشار هذا المرض قليلة نسبياً مقارنة بداء السكري مثلا فإن أهميته تنبع من التأثير النفسي والاجتماعي الذي يصيب هذه الشريحة من المجتمع والمعزولة عمليا وذلك لاعتقادات اجتماعية خاطئة عن هذين المرضين فالبعض يعتقد أنها أمراض معدية والآخر يقول انها وراثية.. الخ ما ينتج عنه أنماط من التصورات والتصرفات التي تساعد على عزل المصابين اجتماعيا بحيث يقل عطاؤهم في المجالات كافة وكذلك فرصهم في النجاح في أمور عدة رغم ما يملكون من قدرات لا تقل عن الآخرين.
ولا أنسى أبداً أن هذين المرضين لم يمنعا رئيس دولة أو طبيب أو تاجر ناجح أن يمارس حياته بكل مسؤولية ومهارة لأن احساسهم الداخلي انهم ليسوا معاقين وأن اصابتهم لا تمنعهم من ممارسة أعمالهم بشكل طبيعي.
إن معرفة حجم انتشار الاصابة بهذين المرضين هي الخطوة الأولى لتحديد أسبابها وتأثيراتها ووضع الخطط الصحيحة للسيطرة عليها وعلاجها وتوعية المجتمع للتعامل معها بالشكل الصحيح.
وأدعو من هذه الزاوية لتكاتف القطاع الخاص مع وزارة الصحة للوصول إلى خطة مسح ميداني لهذين المرضين فتكون البداية الصحيحة للسيطرة عليهما.
* استشاري الأمراض الجلدية وجراحة الليزر - رئيس قسم الجلدية بمستشفى قوى الأمن |